طارق الشناوي يكتب: أشرف مروان يتصدر المشهد

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


ألقت إسرائيل كعادتها مجددا بورقة أشرف مروان، اعتبرته فى ذكرى مرور 48 عاما على حرب أكتوبر 73 الجاسوس الذى حذرهم من ضربة مباغتة تشنها القوات المسلحة المصرية من الضفة الغربية يطلقون عليها فى تل أبيب حرب (الغفران)، وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق موشيه ديان لم يتصورها أبدا حربا شاملة، أعتقد أنها لن تتجاوز مجرد مناوشات محدودة على الحدود، مثلما كان يحدث فى حرب الاستنزاف قبل أن توقع مصر وإسرائيل قبل رحيل عبدالناصر مبادرة (روجرز) لإيقاف تبادل النيران، سبق وأن أصدروا فى إسرائيل كتاب (الملاك) عن أشرف مروان وصنعوا أيضا فيلما، من أجل نفى حقيقة اختراقه الموساد والتلاعب بهم وزرع المعلومات الخاطئة فى عقر دارهم.

كان هذا الضابط الوطنى يمنحهم معلومات، بعضها صحيح حتى يستطيع الحصول منهم على معلومات أكثر يبلغها للقيادة السياسية فى مصر، إنه نقطة الضعف لدى الموساد مثلما اخترقهم (رأفت الهجان) أقصد «رفعت الجمال»، ولم يعترفوا أبدا أنه كان يلعب معهم لصالح مصر، وبمجرد عرض المسلسل الذى كتبه صالح مرسى وأخرجه يحيى العلمى نهاية الثمانينيات، بدأت آلة الدعاية الإسرائيلية فى إرسال الغبار الكثيف للتعتيم على تلك الشخصية الوطنية، وهذا ما كرروه مع أشرف مروان، لا يتركون أبدا فرصة للتشويه إلا واستغلوها.

أشرف تزوج فى الستينيات وهو ضابط صغير من السيدة منى ابنة الرئيس جمال عبدالناصر، وبعد رحيل ناصر كان هو الأقرب فى مكتب الأمن السياسى والوطنى للرئيس السادات.

المعروف أن السادات تخلص من كل المقربين من عبدالناصر، فما بالكم بزوج ابنته، الذى كان مساعدا للرئيس جمال عبدالناصر، ثم أصبح مستشارا سياسيا وأمنيا للرئيس أنور السادات!.. إنه الداهية المصرى الذى تمتع بأقصى درجات الثبات الانفعالى، وهو الاختيار الذى يكشفون به الأكاذيب، إسرائيل تدرك تماما أن كل هذه الاختراقات التى نجح فى تحقيقها المصريون للجهاز الأمنى الإسرائيلى هى البقعة السوداء فى تاريخهم.

إسرائيل لن تكفّ أبدا عن الادعاء بين الحين والآخر، تقدم أفلاما يحيلون فيها الانتصار المصرى إلى انتصار إسرائيلى، الملحمة المصرية بدأت منذ إطلاق خراطيم مياه لتسقط حائط بارليف، الذى كانوا يعتقدون أنه لن يتم هدمه إلا بقنبلة ذرية، بينما الضابط المصرى اللواء باقى زكى يوسف، وكان وقتها برتبة مقدم، العائد من العمل فى السد العالى، طبق نظرية خراطيم المياه فى هدم الجبال الترابية، بينما الشِّفرة المستخدمة فى التخاطب بين الأسلحة كانت باللغة النوبية، وهكذا عجزوا عن فك الشفرة.

العبقرية المصرية تجلّت فى كل تلك التفاصيل، وهو ما يدعونا لتقديم أكثر من فيلم سينمائى يتكئ على الانتصار العظيم الذى حققناه بأيدى رجالنا البواسل.

فيلم أكتوبر يليق بالحرب، أمل كبير ربما نقترب من تحقيقه بعد أن قدم شريف عرفة (الممر 1) عن هزيمة 67، فشاهدنا بدايات ملامح الانتصار التى يعدها فى (الممر2).

ظللنا نكرر فى السنوات الأربعين الأخيرة أن على الدولة أن تنتج فيلما عن حرب 73 حتى وجدنا القطاع الخاص قادرا على الإنجاز، بل على تحقيق الأرباح.

فيلم عن أكتوبر، وآخر عن أشرف مروان، وثالث عن باقى زكى، ورابع عن عبدالعاطى صائد الدبابات.. وغيرها. البطولات التى حققها الضابط والجندى المصرى لا تنتهى.. وعلى القوة الناعمة فى مصر الدخول فورًا للمعركة!.

[email protected]

المقال: نقلًا عن (المصري اليوم)