عراق جديد| ساعات تحسم معركة الانتخابات.. ومحلل سياسي: لا مجال للتزوير

عربي ودولي

جانب من المشاركة
جانب من المشاركة بالانتخابات الخاصة

 

ساعات قليلة تفصلنا عن إجراء استحقاق انتخابي استثنائي جديد بالعراق، خاصة أنه يأتي في ظل أجواء مغايرة عن سابقاتها، وسط تعليمات وتوجيهات حكومية مشددة بمنع التدخل والترويج لأي مرشح؛ مما يؤكد إصرار العراق للعودة لدوره الإقليمي والمحوري بالمنطقة بعد سنوات من الفوضى.

نجاح التصويت الخاص

وفتحت المحطات الانتخابية بالعراق، أمس الجمعة، أبوابها في تمام الساعة السابعة صباحًا، أمام القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بمختلف فروعها والنازحين ونزلاء السجون المحكوم عليهم بالسجن أقل من 5 سنوات، للمشاركة بالتصويت الخاص، والتي أقرتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

إقبالًا كبيرًا لمنتسبي الأجهزة الأمنية

ومن جانبه، أوضح اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أن العملية الانتخابية الخاصة بالتصويت الخاص شهدت انسيابية وسلاسة عاليين، مؤكدًا إقبالًا وتوافدًا كبيرًا في على مراكز الاقتراع من قبل منتسبي الأجهزة الأمنية بالعرس الانتخابي.

توقعات بمشاركة واسعة

واعتبر الخبراء، الإقبال الكبير من المنتسبين الأمنيين والفئات الأخرى المشاركة بالتصويت الخاص مؤشرًا هامًا للمشاركة الجماهيرية المتوقعة في الانتخابات العامة، التي أفادت استطلاعات الرأي المختلفة، إبداء عزم 68% من المواطنين مشاركتهم بالعرس الديمقراطي والسبيل الوحيد للتغيير.

إجراءات استثنائية لنزاهة الانتخابات

ووضعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، العديد من الإجراءات الاستثنائية لضمان نزاهة وشفافية وإضفاء طابع المصداقية للماراثون الانتخابي، لتجنب تكرار سيناريو انتخابات عام 2018 والتي شهدت عزوفًا كبيرًا من قبل الناخبين، حيث بلغت نسبة المشاركة 44.5% فقط ممن يحق لهم التصويت.

البطاقات البيومترية

وتتميز الانتخابات العامة العراقية 2021، بأن يكون التصويت مقصرًا على الناخبين الذين أصدرت لهم مراكز المفوضية العليا المستقلة للانتخابات البطاقات البيومترية، والذين يبلغ عددهم 23 مليونا من أصل 40 مليون نسمة منهم 60% دون سن 25 عامًا.

رسائل وتعليمات مشددة

وبعث مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي، أمس الجمعة، العديد من الرسائل لطمأنة جموع الناخبين في البلاد، مؤكدًا علي حرصه علي أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة، ورفض استخدام احتياجات شعبه للابتزاز السياسي والانتخابي.

موقفًا وطنيًا محايدًا 

وأكد رئيس الوزراء العراقي، على وقوف القوات الأمنية موقفًا وطنيًا محايدًا بعيدًا عن أي ضغوطات لدعم مرشحين أو أحزاب، كما وجه بمحاسبة كل من يروج لأي طرف في الانتخابات من بعض الجهات بغية التأثير على خياراتهم.

ليست حديقة لأحد 

وأوضح الكاظمي، أن بلاده ليست حديقة لأحد ولا يتبع لمكون دون غيره، مشيرًا إلي أن حكومته تتحرك في حقل ألغام وهناك بعض الجهات عملت على إفشال عمل الحكومة العراقية لأغراض سياسية وانتخابية.

استطلاعات رأي وتقدم التيار الصدري

كما أشارت استطلاعات الرأي، إلى تقدم التيار الصدري والذي يمثله الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المتحالف مع الحزبين الكرديين الرئيسيين بالانتخابات النيابية على حساب قائمة فتح التي تمثلها فصائل الحشد الشعبي المتحالفة مع الاتحاد الوطني، متوقعة حصول التيار الصدري بـ80 مقعدًا من أصل 329 مقعدًا برلمانيًا.

ومن جانبه، قال علي البيدر المحلل السياسي العراقي، إن قانون الانتخابات الجديد، والذي جعل المحافظة الواحدة أكثر من دائرة انتخابية كما هو معمول به في مصر والكثير من الدول الأخرى، ساهم في زيادة النسبة النوعية لأعداد المرشحين، مؤكدًا بأنه سيضمن نسبة المشاركة بالانتخابات أكثر من المراحل السابقة.

وأضاف البيدر، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن هناك الكثير من الإجراءات التي اتخذتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتعاون مع الحكومة العراقية والجهات المعنية منع أي محاولة تزوير.

وتابع المحلل السياسي العراقي، أن ما يميز الانتخابات البرلمانية ا2021، هو عدم مشاركة مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء، حيث يعد الأول ضمن سابقيه الذي لم يشارك بالعملية الانتخابية مثل أسلافه إياد علاوي وإبراهيم الجعفري ونوري المالكي، وبالتالي ستقف جميع مؤسسات الدولة على الحياد.

وأوضح أن التوجيهات التي أصدرها الكاظمي قد تكون غير كافية بنسبة 100%، ولكنها أفضل من المراحل السابقة وهو ما يجعل الانتخابات تحقق إرادة العراقيين أكثر من أي وقت مضى، في ظل وجود هيئة مفوضية انتخابات أكثر استقلالية من غيرها.

واختتم بأن الإخفاقات السابقة ستجبر أعضاء البرلمان العراقي المقبل على تحقيق تقدم إصلاحي، مشيرًا إلى أن جميع الخيارات تدل على أن البرلمان القادم سيكون ملزم بلا شك على تقديم أداء أفضل من سابقيه. 

الجدير بالذكر أن إجمالي عدد المرشحين للانتخابات العامة العراقية يبلغ أكثر من 3200 مرشح بينهم 951 مرشحة و789 مرشحًا مستقلًا، فيما يوزع الباقون ضمن قوائم أحزاب وتحالفات حزبية، حيث يتنافسون على 329 مقعدًا برلمانيًا، وهي مجموع مقاعد مجلس النواب العراقي.