محمد دياب: التعبير عن الفلسطينيين فى «أميرة» تحد والمهرجانات تساعد فى انتشار الأفلام

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



مخرج أحد مسلسلات مارفل العالمية هذا هو اللقب الذى يصاحب المخرج محمد دياب الفترة الحالية بعد استعداده لمشروع عالمى ضخم فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أيام، إضافة إلى فيلمه الأخير «أميرة» الذى حصل على العديد من الجوائز بمهرجان فينيسيا قبل أيام، ويشعر دياب بحالة سعادة كبيرة، وبسبب حالة النشاط الفنى التى يتمتع بها الفترة الآخيرة أجرينا معه هذا الحوار.

■ فى البداية إلى أين وصل مشروعك مع مارفل؟

- من شهر يناير وأنا متواجد فى المجر لتصوير المسلسل، ويتبقى لدى أقل من شهر لانتهاء تصوير كافة المشاهد، وبعدها ندخل فى مرحلة المونتاج لمدة ٦ شهور فى لوس أنجلوس، وأنا سعيد جداً بالتجربة وهى جديدة فى مسيرتى، وكتبت العديد من أفلام الأكشن والكوميديا والرعب، ودمجت كل هذا فى عمل واحد بالإضافة إلى الدراما التى أتاحت لى مارفل أن أضيفها فى الفيلم، وسعيد جدا بتلك التجربة، ومن الأشياء التى أفتخر بها أن هناك جزءًا للفيلم فى مصر وذلك الجزء يختلف عن أى شى قدم للغرب عن مصر وهى صورة مختلفة تماما.

■ حدثنا عن شعورك عند انتهاء عرض فيلم «أميرة» والتصفيق المستمر لصناع الفيلم من قبل جمهور المهرجان؟

-دائماً كمخرج أو فنان يكون بداخلى ثقة وتشكك فى نفس الوقت، ومهما صنعت فيلمًا أصيلاً جداً، يجب أن يأتى شخص من خارج دائرة صناع الفيلم لكى يأكد لى أن إحساسى صحيح وأن الجمهور شعر بما شعرت به، ففيلم أميرة يؤثر فيّ شخصياً، ومشاعرى متعلقة بالفيلم وشخصية أميرة، ولحظة أن الجمهور شعر بما شعرت به وصفقوا لمدة ١٠ دقاق ولم أكن أتوقع هذا على الإطلاق، فكانت تلك اللحظة التى هونت علىّ ما ممرت به من ضغوط وعمل متواصل لمدة ٤ سنوات لم تذهب هباء، وأشعر أننى صادق فيما قدمت.

وأضاف دياب:

مهرجان فى فينيسيا كان تجربة مختلفة تماماً عن تجربة كان، وأطمح أن أذهب إلى برلين بفيلم جديد، وليس هذا فقط فكل مهرجان له طعمه وذوقه الخاص، فعندما أذهب بفيلم إلى مهرجانات مختلفة وأرى الجمهور يتأثر بمشاهد معينة وتضحك فى مشاهد معينة وتبكى فى مشاهد معينة، فهذا يعطينى تجارب ويجعلنى أدرس الاختلاف بين فئات الجمهور واختلاف الأذواق حول العالم ويعطينى ثقافة أكبر.

■ هل تحرص فى اختياراتك لمشاريعك السينمائية أن تكون أفلام مهرجانات دولية؟

- كنت حريصًا منذ أول عمل على الجودة العالية ومن أول يوم كنت أريد أن تكون أفلامى تُعرض فى جميع المهرجانات حول العالم، فعرض الأفلام فى المهرجانات يعطى فرصة للفيلم لكى يصل لأكبر جمهور ممكن، والجميع يسعى دائماً للوصول لأكبر مهرجان ممكن، لكى يعطيه إمكانية التميز عن الأفلام الأخرى ويلقى الضوء على الفيلم بشكل أكبر، فنحن نقوم بصناعة الأفلام لكى نعرض فكرة ونعرضها على المشاهد فالمهرجانات، تكون فرصة عظيمة لانتشار الفيلم، ولكن العائق يكون فى صناعة فيلم يرتقى لمستوى المهرجانات الكبرى، ومن حسن حظى وتوفيقى أن أفلامى كانت تُقبل فى أكبر مهرجانات فى العالم وأصل إلى المستوى المنشود.

■ كيف استطعت التعبير عن هموم الفلسطينيين رغم كونك مصريًا؟

- كان تعبيرى عن الفلسطينيين تحديًا، مثل التحدى الماضى فى فيلم ٦٧٨ الذى عبرت فيه عن السيدات فى قضية التحرش، فهذا التحدى يكمن فى تمثيل موقف وتجربة لم أمر بها شخصياً، وما فعلته فى ٦٧٨ كان دراسة الظاهرة وسماعى لفتيات مررن بتلك التجربة وتسجيل الملاحظات على المشاعر التى مررن بها، وما حدث فى أميرة كان نتيجة لمتابعتى الأحداث لأننى عربى ومتابع دائماً للقضية الفلسطينية من يوم ولادتى، لكن عندما أردت التعبير عن مشاعر المواطن الفلسطينى كان يجب أن أتحدث لمواطن فلسطينى يشرح لى جميع جوانب الموضوع من وجهة نظر الشعب الفلسطينى لكى لا أغفل أى جانب من الجوانب التى يمرون بها، ومن حظى الجيد أن مثلى الآعلى هانى أبو أسعد المخرج العالمى، والمنتجة أميرة دياب الفلسطينين ساعدوانى على فهم التجربة الفلسطينية وساعدا كل من شاركوا فى الكتابة على فهم المجتمع الفلسطينى وأيضا ما ساعدنى أن أتمكن من تقديم تجربة فلسطينية خالصة، خاصة أن طاقم عمل الفيلم كان فلسطينيًا بالكامل عدا مدير التصوير والمونتير، وهذا ما ساعدنى على تقديم فيلم يمثل فلسطين.

■ وهل سيتم عرضه تجاريا فى مصر؟

- ليس لدى معلومة حول ذلك وهذا يعتمد على الموزعين فى مصر، وهذا يحدث لجميع الأفلام العالمية، فالموزع فى كل دولة تشترى الفيلم وتطرحه فى دولته وتوزعه.

■ فيلم ٦٧٨ حقق إيرادات كبيرة فى أوروبا هل سيستطيع أميرة تحقيق هذا؟

- السبب وراء تحقيق فيلم ٦٧٨ لإيرادات عالية هو الذوق الغربى والأوروبى الذى ساعد فى ذلك لأنه أحب تلك النوعية من الأفلام، وبالمقارنة بفيلم اشتباك فقد حقق اشتباك إيرادات أقل ولكن اشتباك كان نجاحه فنياً أكثر، وفى رأيى الخاص أن أقوم بصناعة فيلم ناجح فنياً على حساب فيلم يكون ناجحًا مادياً على حساب الفن الذى يقدمه، وعندما أقدم على فيلم لا أفكر أبداً فى العائد المادى.