مطران الكنيسة الأرمنية فى مصر : مفاجا قريبة لكل الراغبين فى توحيد الاعياد (حوار)

أقباط وكنائس

جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح

نفى المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك راعى الكنيسة الأرمينية فى مصر والسودان وسائر إفريقيا، أن تكون المذابح التى ارتكبتها الدولة العثمانية فى حق الأرمن فى بدايات القرن الماضى قد تسببت فى أى ضغينة بين المسلمين والمسيحيين، مؤكدًا أن المسلمين فى مصر والبلدان العربية هم أول من استقبل واحتضن الفارين من تلك المجازر. ورأى المطران كريكور، فى حواره مع «الفجر»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تمكن من صناعة نهضة جبارة، بقوة منحه إياها الله تبارك اسمه، لكى يرتفع بمصر وشعبها، موضحًا أن الرئيس حقق إنجازات مشرفة فى العديد من الحقول وعلى رأسها العلم والثقافة، مرورًا بالهندسة المعمارية حيث أنشأ المدن الجديدة والعاصمة الإدارية، واهتم باقتصاد الدولة، إضافة إلى النجاح الدبلوماسى والخارجى الكبير والمتمثل فى ترابط مصر مع الدول الأخرى شرقًا وغربًا.

 

بداية.. ماذا عن تاريخ الكنيسة الأرمينية فى مصر؟

- كنائسنا فى مصر والسودان وسائر إفريقيا من قديم الزمان، ولنا تاريخ عريق فى هذه البلاد، ودخلت الكنيسة الأرمينية مصر فى القرن الثامن الميلادى، وزاد عدد أتباعها فى القرن الثانى عشر، وحدثت زيادة أخرى فى عدد الأرمن فى القرن السادس عشر، وفى القرن العشرين حدثت زيادة أخرى عقب المجازر الأرمينية التى حدثت على يد العثمانيين الأتراك فى العام ١٩١٥، وهو ما نُخلده باحتفال سنوى عالمى يحل يوم ٢٤ أبريل من كل عام.

■ هل تسببت تلك المذابح فى أى ضغينة بين المسلمين والمسيحيين؟

- كلا وألف كلا، بل على العكس تمامًا، الذين استقبلونا منذ بداية المجازر هم أهل سوريا، كذلك كل البلاد العربية الشقيقة، وفى مصر الكنانة استقبلنا الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين وفتحوا قلوبهم قبل أن يفتحوا أبواب منازلهم واستقبلوا الشعب الأرمينى المعذب والمؤلّم والمضطهد، وأنا أفتخر كثيرًا بإشادة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالمجتمع الأرمينى.

■ لماذا لم تعترف بعض الدول بالمذابح الأرمينية؟

- عام ١٩١٥ وأثناء المجازر الأليمة، لم تكن هناك سرعة فى تناقل الأخبار، أما الآن فالكل على علم بما حدث، ولعل المصالح جعلت البعض لا يعلن عن اعترافه بتلك المذابح، على الرغم من أنهم ضمنيًا وضميريًا يعترفون بها.

■ كيف نبطل حيل الإرهاب تجاه مصر وأرمينيا وسائر البلدان؟

- عن طريق الوعى، الدول التى ترعى الإرهاب تشترى الضعفاء وغير الواعين بالمال، وبعضهم يصل لمرحلة أنه يقبل أن يُنهى حياته تمامًا ظنًا منه أنه شهيد له الجنة، وهو لن ينال ذلك لأنه منتحر وقتل نفسه، وهو يخالف وصية الله فى الكتب السماويّة «لا تقتل».

لذلك نطلب من الأزهر الشريف أن يوضح معنى كلمة الشهادة والفرق بينها وبين الانتحار، حتى يسكن الوعى فى جميع العقول لينيرها، ويعيش الجميع بسلام وأمان ومحبة.

■ ما أعداد الأرمن وكنائسهم فى مصر؟

- هم بين ١٢ و١٣ ألفًا، وللكنيسة الأرمينية الكاثوليكية ومقرها الرئيسى بشارع صبرى أبوعلم بحى عابدين بالقاهرة تاريخ يعود إلى عام ١٩٢٦، وكاتدرائية أخرى للسيدة العذراء فى محافظة الإسكندرية.

بالعودة إلى القاهرة، هناك كنيسة الأرمن بمصر القديمة التى يعود تاريخها إلى عام ١٧٠٠، وكنيسة قديمة أخرى فى حى الموسكى يرجع تاريخها إلى عام ١٨٤٠ مكرسة للقديس كريكور المنوِّر، والكنيسة الأرمينية بمصر الجديدة وكنيسة القديسة تريزا الطفل يسوع التى بنيت عام ١٩٣٢، وبجانبها مركز للدراسات الروحية والثقافية والإرشادات الرعوية.

وهناك بعض المعابد بشبرا وحلوان، إلا أنه بعد تجمع الأرمن فى القاهرة، ألغيت تلك المعابد وتم الاكتفاء بالكنائس الكبيرة.

■ ماذا عن خدمات الكنيسة الأرمينية للمجتمع المصرى؟

- للكنيسة الأرمينية قاعدة اعتادت عليها منذ القدم، وهى أن تبنى بجوار كل كنيسة مدرسة، لأن الكنيسة تُعلّم وتُثقف وتُهذب الإنسان روحيًا وثقافيًا وأخلاقيًا، مثل مدرسة راهبات الأرمن، ومدرسة الآباء المختاريست، والمدرسة البطريركية.

وفى القديم كانت هناك عدة مراكز خدمية أخرى من مستشفيات وملاجئ وغيره، إلا أنه بعد هجرة الأرمن من مصر جراء عملية التأميم التى قامت بها الدولة المصرية فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، بقيت مشروعات قليلة يُذكر على رأسها مدرسة الراهبات الأرمينيات بشارع المرغنى بحى مصر الجديدة، ومركز للخدمات الثقافية والرياضية بمصر الجديدة.

ومن القرن الثامن وحتى اليوم، ترك الأرمن بصمات فى مصر، فكان الأرمن يتولون مناصب رفيعة، وتحملوا العديد من المسئوليات الدبلوماسية والإدارية والمالية بداية من عهد محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة.

■ كيف تقيم جهود تقنين الكنائس التى تقوم بها الدولة حاليًا؟

- كل الكنائس الأرمينية مُقننة، ولا يوجد أى كنيسة غير مُقننة.

■ ما تقييمك لأوضاع المسيحيين فى عهد الرئيس السيسى؟

- فى العموم، تمكن الرئيس عبدالفتاح السيسى من عمل نهضة جبارة، وبقوة منحه إياها الله تبارك اسمه، لكى يرتفع بمصر وشعبها، محققًا إنجازات نتشرف بها فى العديد من الحقول وعلى رأسها العلم والثقافة، مرورًا بالهندسة المعمارية، حيث أنشأ المدن الجديدة والعاصمة الإدارية، وكذلك الاهتمام باقتصاد الدولة، إضافة إلى النجاح الدبلوماسى والخارجى الكبير والمتمثل فى ترابط مصر مع الدول الأخرى شرقًا وغربًا.

وفيما يتعلق بأوضاع المسيحيين فى مصر، فقد نجح فى تنفيذ الوصايا الإلهية بعدم التفريق والتمييز بين فرد وآخر، لأن الله خلقنا جميعًا سواسية.

■ هل التقيت الرئيس السيسى من قبل؟

- طبعًا، وكان لقاءً رائعًا، وقدمت له كُتبًا عن تاريخ الأرمن فى مصر، ودعوته لزيارة أرمينيا، وقَبِل الدعوة قائلًا: «فى أقرب وقت سأقوم بالزيارة وأنا أفتخر بالشعب الأرمينى».

■ كيف ترى جائحة كورونا؟

- لا أرضى أن نقول «كورونا غضب إلهى»، الله لا يغضب على شعبه، بل يحب أبناءه لأنه أب رحوم وغفور، وعلينا أن نبادله الحب، وهو أمر يجب أن يبدأ بمحبة بعضنا بعضًا، ولا يستطيع أحد أن يقول إنه يُحب الله الذى لا يراه، وهو لا يُحب أخاه الذى يراه، كورونا فرصة لنساعد بعضنا البعض.

ولا أعتقد أنها نهاية للعالم، لأن المسيح يقول لنا إن نهاية العالم غير معروفة، وكونوا مستعدين لأنكم لا تعرفون اليوم والساعة التى يَطلبُ الله منكم أن تقفوا أمامه وتؤدون له حسابًا عن أعمالكم التى قمتم بها على الأرض مع إخوتكم، لكنها فرصة للاستعداد للقاء الله، كما أن لوباء كورونا وجهًا إيجابيًا، حيث ساعد فى الترابط الأسرى، وكان خير توعية بضرورة الاهتمام بالنظافة والصحة، وهو ما يجعلنا نناشد الجميع ضرورة الحصول على اللقاح حتى يتعافى المجتمع سريعًا وتعود الحياة إلى ما كانت عليه سابقًا.

■ ما طبيعة علاقتكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟

- نحن كنيسة واحدة، والمحبة تجمعنا ونخدم الأسرار المقدسة معًا، ونحن نعترف بمعمودية واحدة، والفارق فى الأعياد سببه الاختلاف بين التقويمين الجريجورى واليوليانى الذى سيزول قريبًا بإذن الله.