لهذه الأسباب.. فشلت مساعي الوصول لحل الأزمة في السودان

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


رغم المساعي المبذولة من طرف قادة سياسيين للتوسط بين المكون العسكري والمدني لإنهاء الخلاف في السودان إلا أنها باءت بالفشل، فيما تفاقمت الأزمات في الخرطوم وزادت من معاناة السودانيين.

يومًا بعد يوم تتعقد الأزمة في السودان وبات طريق الحل يعتريه الفشل بعد أن تعثرت الوساطات بين العسكريين والمدنيين.

وكلًا من المكونين العسكري والمدني يريد أن يفرض رؤيته للحل بالتالي وصل الجميع إلى طريق مسدود، وصباح اليوم، الأربعاء، تحدث رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بشكل واضح لأول مرة على أن حل الأزمة يكمن في حل الحكومة الإنتقالية الحالية وتشكيل حكومة جديدة بقاعدة شعبية أوسع.

وأكد سياسيو السودان أن السيناريوهات المفتعلة لخلق أزمات في السودان بإغلاق الموانئ في شرق البلاد وظهور بوادر أزمة الخبز والأدوية ومشاكل أخرى يغذيه المكون العسكري محاولًا الوصول إلى السلطة.

وأنّ العسكري داخل مجلس السيادة يستخدم محمد أحمد الأمين ترك، رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا، في شرق السودان لقفل الميناء يعني مزيد من المشاكل في الحياة اليومية التي تواجه المواطنين في محاولة لتقليب الشر ضد الحكومة المدنية.

في حين أن الشعب السوداني اليوم متوقٌ إلى إيجاد حل للأزمات والمشاكل التي نقصت حياة المواطنين في السودان ويترقب استقرار الأوضاع التي سببها الإنقسام السياسي وتجاذب المكونين المدنيين والعسكريين حول السلطة.

في هذا الصدد قال عباس حسن أحمد حمزة أمين أمانة الإعلام بجبهة التحرير بلندن، إن ما يحدث في شرق السودان الآن هو كارت يلعب به العسكر وقد أقر حميدتي بنفسه ذلك حين قال نحن نتحرك بقيادة المكون العسكري بمجلس السيادة

وأضاف حمزة في تصريحات خاصة لـ" للفجر"، هذا الكرت الموضوع بيد العسكر يؤدي إلى خلق مزيد من الأزمات ويضيق على السودان بهدف أن يخرج الشعب محتجًا على الحكومة المدنية.

وتابع، هذا الأمر لن يحدث طبعًا بل بالعكس ما يتم الآن من مساعي لإفشال الحكومة المدنية هو يزيد من غضب المواطنين على المكون العسكري فاللعبة أصبحت للشعب مكشوفة وواضحة.

وأشار إلى أن السودان مشكلة تاريخية يعاني فيها شرق السودان من تهميش ومنذ سبتمر الماضي خاصةً عانى من تهميش كبير جدًا وبات وجود مواطن الشرق مهددًا بسبب وفود مئات الآلاف من القبائل المتاخمة على الحدود السودانية الإريترية الإثيوبية وتم تجنيس هذه القبائل بالجنسية السودانية.

لكن مواطن الشرق لا يتحدث عن مشاكل الإقليم في حين يتخذ نظام الفلول السابق من ذلك سببًا يطالب من خلاله بالانقلاب على الحكومة وحلها.

ونوه إلى أن هذا الأمر غير منطقي فعليهم المطالبة بحل مشاكل الشرق وليس حل الحكومة، والبرهان كرئيس مجلس السيادة ليس له الحق ولا بإمكانه حل الحكومة ولا التدخل في شؤون الحكومة التنفيذية والمفترض أنه ليس هناك فرق بينه وبين أعضاء مجلس السيادة الخمسة عشر في الإختصاصات هو يرأس الاجتماعات فقط وغير منوط بأن يتخذ أي قرار فردي.

وأكد أن دعوة البرهان لحل الحكومة دون تشاور مع الأعضاء يخل بالوثيقة الدستورية التي تنص على أن ليس لرئيس مجلس السيادة الحق في اتخاذ أي قرار فردي، فهو يريد أن ينقلب على القانون وعلى الثورة والآن حشد فلول النظام السابق ومرتزقة السياسة لتوسيع قاعدة انقلابه على الثورة في شكل مدني وذلك الجزء من المدنيين ضد الثورة وهم من أدخل الشرق بل الشعب السوداني بأكمله في التضييق الحالي.

واستطرد أمين أمانة الإعلام بالجبهة الوطنية، يسعى العسكر لتقويض الحكومة المدنية والانقلاب على الديمقراطية وقد رأينا زيارة عبد الرحيم دقلو شقيق محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس السيادي إلى تل أبيب وهذه الزيارة تأتي في إطار طلب التوسط إلى إسرائيل لدى الولايات المتحدة الأمريكية لعدم الضغط على العسكريين والحول دون تسليم السلطة للمدنيين في الموعد المحدد.

و يتجلى الطموح الشخصي لحميدتي في الرئاسة فهو يريد ترسيخ ذلك، وكل المؤشرات التي يشهدها في السودان تشير إلى أنه قاتل وتاريخه هو والبرهان ملوث وملطخ بالدماء.

واختتم حديثه قائلًا، أن البرهان وحميدتي من المتهمين مع عمر البشير والعثمان محمد طاهر ونافع والجاز وأسامة عبد الله وأحمد هارون بشنهم لحرب إبادة جماعية ضد مواطني دارفور العزل وفي جبال النوبة والنيل الأزرق والخرطوم أيضًا وهذا ما يجعل عودتهم إلى الحكم مستحيلة.