طارق الشناوي يكتب: من يسرق الضوء فى (الجونة)؟

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي



فى توقيت قياسى تعافى مهرجان (الجونة)، امتدت ألسنة اللهب لتلتهم فى ثوان كل شىء، العزيمة قبل الإمكانيات المادية ضربت المثل فى كيفية مواجهة الأزمة، الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) تمكنا من إحالة الخسارة إلى عنوان للانتصار.

البعض يحلو له أن يردد معتقدا أنه يدافع عن الأخوين، أن من حقهما فعل أى شىء بأموالهما، مقولة تبدو ساذجة فى دفاعها عن الحرية، لأنها تخلط بين الخاص والعام، المهرجان السينمائى شأن عام من حق الجميع رصده، رغم أنه رأسمال خاص.

الهدف الاقتصادى إنعاش (الجونة)، والوسيلة إقامة مهرجان سينمائى ضخم يجد لنفسه مساحة على خريطة العالم، هناك مشروع آخر لمهرجان موسيقى اقترحته د. إيناس عبد الدايم، يضع له سميح ساويرس القواعد المبدئية، لينطلق العام القادم.

مهرجان السينما منذ بدايته عام 2017، يستقطب أفضل الأفلام التى تم إنتاجها، الإدارة الفنية يتولاها خبير المهرجانات انتشال التميمى مع المخرج أمير رمسيس والفنانة بشرى، تنتقى بذكاء الفيلم الذى يستحق، وأضيف لمن يعتقد أن الميزانية مفتوحة وبلا سقف، أننى كثيرا ما التقيت فى مطار نيس وبرلين وغيرهما، كلا من انتشال وبشرى وأمير وهم يقطعون تذكرة بالدرجة السياحية المخفضة، وهو ما يؤكد أن المشروع له ضوابطه الاقتصادية الصارمة.

المهرجان ليس (ريد كاربت) إلا أنه دونا عن كل مهرجانات الدنيا تعتبره (الميديا) فقط (ريد كاربت)، باتت هذه هى صورته الذهنية الراسخة عند رجل الشارع.

لا أنكر قطعا الدور الذى تلعبه بعض النجمات من أجل لفت الأنظار، وهو ما يحدث أيضا فى أعتى المهرجانات الكبرى، وفى حفلات (الأوسكار) من الممكن أن تتحدث (الميديا) مثلا عن تعثر فنانة على السلم، أو خطأ فى التعبير ارتكبه نجم أو نجمة، أو فستان مثير، إلا أن هذا الأمر لا يشغل أبدا كل المساحة، ولا يستمر مسيطرا على الموقف حتى نهاية الفعاليات.

تأخر الحفل عن موعده وتقرر إلغاء فيلم الافتتاح، المفروض أن يتواءم زمن الحفل ليمنح مساحة زمنية للفيلم، لا أن نضحى بالفيلم، خاصة أن المهرجان تعود أن يفاجئ الجمهور فى تلك الليلة بفيلم هام يترقبه، مع الأخذ فى الاعتبار أن المسرح مكشوف- طبقا لقواعد الاحتراز التى طبقتها إدارة المهرجان باحترافية- يرتبط بغياب الشمس، وأمام تضاؤل مساحة الوقت المتاح، كان من الممكن أن يصبح الحل البديل هو أن يعرض فيلم قصير، 15 دقيقة مثلا، السينما القصيرة روائية أو وثائقية ضمن أنشطة المهرجان.

الكلمات طالت أكثر مما ينبغى خاصة السيد محافظ البحر الأحمر، المفروض أن المشرف على الحفل من واجباته مراجعة الكلمات وتحديد الزمن.

شىء ما فى الإيقاع والتتابع بين فقرات الحفل كان مفتقدا، الأمر كان يبدو عشوائيا، هناك رسائل محددة وصلت للجمهور مثل المكانة الخاصة للفنانة يسرا فى قلب (آل ساويرس)، ويبقى الحديث عن أغنية محمد رمضان التى اختتم بها الحفل، ليس لى اعتراض على تواجد رمضان، فهو فى السنوات العشر الأخيرة أحد النجوم الأكثر جاذبية وإثارة للجدل، إلا أن الأغنية التى قدمها تبدو لى نشازا خارج سياق مهرجان السينما.

بدأت العروض تتلاحق وأنتظر أن يصدر المهرجان تقريرا حول الإقبال الجماهيرى، فهو الهدف الأسمى، ومع الأسف صار الهدف المسكوت عنه فى كل المهرجانات التى تدعمها الدولة، وتلك حكاية أخرى.

[email protected]

المقال: نقلًا عن (المصري اليوم)