الدكتور خالد صلاح يكتب: كِـتابي......

مقالات الرأي

بوابة الفجر


كِـتابي......

كتابي..........

    كتابي: هذا الاسم يثير الكثير في حاضرة أذهان من يسمعه أو يستعمله قولاً أو فعلاً.

    فلفظ كتابي:عند أهل اللغة هو اسم منسوب إلى الكتابة.

وعند الادباء:  الأسلوب الكتابي هو الأسلوب الأدبي.

وعند أهل الفقه: كتابي هو من انتسب إلى ديانة لها كتاب.

وكتابي عند الطالب في جميع مراحله الدراسية هو الكتاب المقرر عليه في أي مادة دراسية, إذا كان مقتدر اشتراه واحتفظ به وحافظ عليه محافظته على مأكله ومشربه وحاجته الأساسية, وإذا كان غير مقتدر استعاره أو صوره حتى يرتقي إلى منزلة ذوي أملاك الكتب!!!!!!

والطالب في جميع مراحله الدراسية لا يرضى ولا يقبل غير الكتاب الورقي السهل التناول قراءة وعاطفة ولا يرضى غيره بديل حتى لو كان الكتاب مصوراً في شاشة 50 عرض في 50 طول!!!!!

والكتاب عند المؤلف وأستاذ الجامعة بمثابة الهواية يتخللها مصدر الرزق حتى لو كان القليل, فربما كان بعضهم يعطونه مجانا لغير المقتدر مادام الكتاب في حوزته وليس في امتلاك غيره, هذا إذا كان من تأليفه, وربما يقرر بعض الاساتذة مقررارتهم من الكتب الأمهات الأكثر فيضا وثراء للأستاذ نفسه أو حتى الطالب, فيصور الطالب مقتطفات منه بثمن الحبر على الورق بدون قيد أو شرط.

وكتابي عند القراء وجمهور محبي القراءة هو العادة الحياتية التي يحرصون عليها مثل الماكل والمشرب ولو لم يمتلكون ثمنه؛ يذهبون للمشاهدة وتصفح الكتب حتى من باب أنا حي إذا أنا اشاهد؛ لأن الكتاب له كالماء والهواء ويستلذ عندما يسير في شوارع المطبعات ومكاتب النشر ليشتم عبق الكتب الذي كاد ان ينقرض في هذه الأيام في عصر التابلت!!!!!!!!

والكتاب عند أهل صنعة الكتب وما يرتبط بهم من صناعة الكتب ابتداء من احباره واوراقه وغلافه وطباعته؛ يمثل الكتاب عندهم مصدر للحياة ولقمة العيش, فقد تربوا أطفالا في مطبعتهم وشبوا شبابا يتعلمون صناعة الكتب, و أصبحوا رجالا يمتهنون الكتاب صناعة ونشرا ونشاطاً, وأصبح الكتاب بالنسبة لهم مصدر الحياة لهم يبنون عليه آمالهم ومستقبلهم وخططهم المستقبلية في التعفف بلقمة العيش والرزق الذي يكتسبونه بعرقهم الذي يختلط مع أحبار كتبهم.

ولا يتوقف تأثير الكتاب وصناعته ونشأته عند صنّاع الكتب ومن يمتهنون هذه المهنة فقط؛ بل يمتد إلى من ورائهم من أُسر تعيش في كنف صناعة الكتاب, فالكتاب بالنسبة لهم هو صاحب لقمة العيش ومصدر الحياة والاطمئنان على قوتهم وما يبنون عليه آمالهم في تربية أولادهم وقمة الهرم المعيشي الذي يتطلعون إليه كلما ضاق بهم العيش ذرعاً, والحرمان من مصدره بمثابة التشرد والعوز بعد شبع.

ولذلك فأي أفكار تكنولوجية أو تابلتية أو كمبيوترية بالنسبة للكتاب يجب أن ينظر إلى كل هؤلاء الذين يعيشون في كنف الكتاب ويبنون عليه آمالهم وحياتهم وحياة ومستقبل أولادهم.

فالكتاب بالنسبة للجميع كالماء والهواء