إيمان كمال تكتب: أفلام عن التحرر الدينى والمجتمعى والأزمة اللبنانية حاضرة بقوة

مقالات الرأي



52 إجمالي الأفلام المشاركة

37 في مسابقة الأفلام الروائية البيسطة

15 في مسابقة الأفلام الوثائقية

23 في مسابقة الأفلام القصيرة

٥٢ فيلما سينمائياً تعرض ضمن الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائى من ١٤ وحتى ٢٢ أكتوبر الحالى، وذلك ضمن المسابقات المختلفة للمهرجان الذى يؤكد من عام لآخر على مكانته ليس فقط على المستوى المحلى والعربى ولكن على المستوى العالمى، فمجهود كبير يبذله القائمون على المهرجان، انتشال التميمى مدير المهرجان، والفنانة بشرى مدير العمليات بالمهرجان، والمخرج أمير رمسيس المدير الفنى للمهرجان، طوال العام لاقتناص أهم وأفضل الأفلام وأكثرها طزاجة وتنوعًا لنكون على موعد مع وجبة سينمائية دسمة ومهمة بجانب حضور عدد كبير من النجوم ليس فقط على السجادة الحمراء للمهرجان ولكن أيضا فى الفعاليات المختلفة.

37 فيلما روائيًا طويلًا

فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يعرض ٣٧ فيلما من بينها «كلارا سولا» عن كلارا التى تبلغ الأربعين من عمرها وتنجذب لصديق ابنة شقيقها، وتبدأ فى خوض رحلة من التحرر الدينى والمجتمعى أيضا، وتصبح سيدة نفسها بعد أن تكتشف قوة بداخلها مختلفة.

وعن التحرر المجتمع أيضا لكن من خلال فن الهيب هوب يعرض فيلم المخرج المغربى نبيل عيوش «على صوتك» والذى تدور قصته حول الرابر السابق أنس الذى يقوم بتشجيع طلابه على التعبير عن أنفسهم بدون قيود وبحرية من خلال موسيقى الهيب هوب.

واهتم فيلم «ملعب» البلجيكى برصد فكرة التنمر للأطفال من خلال نورا وهى ٧ أعوام والتى تشاهد شقيقها الأكبر آبيل وهو يتعرض للتنمر من أطفال فى المدرسة، ويرفض شقيقها إخبار والده وتظل عالقة فى صراع.

ومن لبنان يشارك فيلم «كوستا برافا» حيث تقرر أسرة الهرب من التلوث السام فى بيروت بالذهاب إلى منزل جبلى مستدام ذاتيا بنته الأسرة ذات الروح الحرة. لكن، وبشكل غير متوقع، يبنى مكب نفايات جديد خارج سور منزلهم، مما يتسبب فى جلب قمامة وفساد بلد بأكمله إلى عتبة منزلهم. تتراكم أكوام القمامة، ويتصاعد الصراع بين الرحيل والمقاومة، الأمر الذى يهدد وحدة الأسرة ومنزلها المثالى.

وعن أزمة الهوية فى لبنان تدور قصة فيلم «البحر أمامكم» للمخرج إيلى داغر من خلال البطلة التى تعود إلى بيروت بعد أن عاشت حياتها فى فرنسا، إلا أن العودة تجعلها فى صراع وشعور بالغربة بداخل الوطن.

وعن الهوية أيضا يأتى فيلم «أميرة» للمخرج المصرى محمد دياب، وهو فيلم فلسطينى عن فتاة ظلت تعتقد بأنها ولدت من خلال تهريب الحيوانات المنوية لوالدها المعتقل فى سجون الاحتلال الإسرائيلى قبل أن يكتشف لاحقا بأنه عقيم لتقرر البحث عن هويتها.

وعن المشاعر الإنسانية يعرض فيلم «ذات مرة فى كالكوتا» وتدور قصته عن أم تفقد رغبتها فى البقاء مع زوجها بعد فقدان ابنتها، عندما يرفض البنك منحها قرضًا سكنيًا، فإن رئيسها فى العمل، صاحب مخطط بونزى الهرمى، يقدم لها عرضا يصعب قبوله.

فيلم «يواكيم ترير» أحداثه عن جولى ستبلغ الثلاثين من عمرها وحياتها فوضى وجودية. فى إحدى الليالى تقتحم حفلة وتلتقى فيها بأيفيند، الشاب الساحر. تنفصل عن صديقها أكسل وتلقى بنفسها فى علاقة جديدة أخرى على أمل أن تمنحها منظورًا جديدًا لحياتها، غير أنها تدرك أن بعض خيارات الحياة قد خلفتها وراءها بالفعل.

ويعرض فيلم «الرجل الأعمى الذى لم يرغب بمشاهدة تيتانيك» عن ياكو رجل كفيف ذو إعاقة، مقعد على كرسى متحرك. يحب سيربا، ولأنهما يعيشان بعيدًا عن بعضهما، ولم يلتقيا شخصيًا أبدًا، ظلا يتواصلان يوميًا عبر الهاتف. عندما تتلقى سيربا أخبارًا صادمة، يقرر ياكو الذهاب إليها على الفور، على الرغم من أنه لم يفارق منزله أبدًا بسبب حالته. على أى حال، يحتاج للوصول إليها طلب المساعدة من خمسة غرباء، فى خمسة أماكن: من المنزل إلى سيارة الأجرة، ومن سيارة الأجرة إلى المحطة، ومن المحطة إلى القطار، ومن القطار إلى سيارة الأجرة، وأخيرا من سيارة الأجرة إليها.

وفيلم «ريش» للمخرج المصرى عمر الزهيرى حيث تحول خدعة الأب المصرى المستلط إلى دجاجة، يدفع ذلك التحول الغامض حياة الأسرة إلى مسار سوداوى ساخر تكتشف فيه الزوجة ذاتيًا إمكانية العيش دون سلطة بطريركية. عندما يعود الأب فى صورته الجديدة غير المجدية، يصبح عبئًا على الأسرة وتتحول عودته التى طال انتظارها إلى خيبة أمل كبيرة.

وفيلم «عالم آخر» حيث يعيش فيليب، المدير التنفيذى لمجموعة صناعية ضخمة، وزوجته وكل عائلته لحظة تطغى فيها خياراته المهنية عليهم جميعا. ينفصل عن زوجته، بعدما تضرر حبهما بشكل لا يمكن إصلاحه بسبب ضغوط العمل. لم يعد باستطاعته الاستجابة للمطالب المتناقضة لرؤسائه. بالأمس أرادوه مديرًا، واليوم يريدونه جلادًا.

و«غروب» يبدو أن نيل بينيت، البريطانى الثرى الذى يقضى عطلته مع عائلته فى منتجع فاخر فى أكابولكو، لا يريد شيئًا. ذلك حتى تأتى مكالمة هاتفية واحدة تحطم مثاليته: حدثت وفاة فى الأسرة، ويتوجب عليه وشقيقته أليسون والأطفال أن يعودوا إلى لندن على الفور، أمر يحاول نيل تأجيله. فيلم «غروب» دراسة سينمائية ثاقبة للتفاوت الطبقى والصراع الأسرى.

و«مبنى أبيض» حيث يعيش سامنانج، البالغ من العمر ٢٠ عامًا، واثنان من أصدقائه فى المبنى الأبيض التاريخى، وسط حى فقير فى بنوم بنه المدينة سريعة التغير. يحلم الثلاثة بالتواجد فى مسابقات المواهب التليفزيونية، ويمارسون روتين الرقص بينما يعيش آباؤهم أسلوب حياة أكثر تقليدية. عندما يتقرر هدم المبنى، يلاحظ سامنانج محاولة والده الفاشلة لتوحيد جيرانه المنقسمين للحصول على تعويض حكومى للسكان المتضررين، بينما يتوجب عليه فى الوقت ذاته التعامل مع رحيل أفضل أصدقائه من كمبوديا.

وتدور قصة فيلم «مقصورة رقم ٦» عن علاقة حب غامضة تعيشها البطلة فى موسكو وتحاول الهرب منها بأن تركب القطار متجهة إلى ميناء مومانسك فى القطب الشمالى مجبرة على مشاركة الرحلة الطويلة فى مقصورة نوم صغيرة، مع عامل منجم روسى. يؤدى اللقاء غير المتوقع بشاغلى المقصورة رقم ٦ إلى مواجهة الحقيقة بشأن توقهما للتواصل الإنسانى. فاز الفيلم بالجائزة الكبرى من مهرجان كان السينمائى ٢٠٢١.

وفيلم «مورينا» مع وصول صديق قديم للعائلة، إلى منزلهما فى جزيرة كرواتية، يتصاعد التوتر بين يوليا، المراهقة المضطربة، ووالدها القمعى أنتى. بينما يحاول أنتى التوسط فى صفقة من شأنها تغيير مجرى حياته، فإن وجودهما الهادئ والمعزول، يثير عند يوليا رغبة فى التقرب أكثر من هذا الزائر المؤثر، الذى يمنحها خلال عطلة نهاية الأسبوع نفحة من الحرية، تكشف عن مكامن الرغبة والعنف لديها، شهد الفيلم عرضه للمرة الأولى فى مهرجان كان السينمائى ٢٠٢١، ونال فيه جائزة الكاميرا الذهبية.

ويعرض أيضا «هروب الرقيب فولكونوجوف» من روسيا، حول الرقيب فيدور فولكونوجوف هو جزء من مؤسسة نظامية روسية تنفذ القوانين. كان رقيبًا مُقدرًا ومحترمًا، لكن حياته تأخذ منعطفًا مفاجئًا بعد اتهامه جنائيًا. يهرب ويصبح فريسة، يطاردها زملاؤه السابقون. فى إحدى الليالى يتلقى تحذيرًا من العالم الآخر بأنه متجه نحو الجحيم، ولكن لا تزال لديه فرصة لتغيير قدره.

فى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة يعرض فيلم «أوستروف - جزيرة مفقودة » عن إيفان حفيد سلالة الصيادين الذى لا يجيد سوى وظيفة الصيد غير القانونى لأسماك الكافيار. رغم تهديد السلطات ومراقبتها له.

وفيلم «البحث عن خشب القيثارة» عن السعى لإيجاد تلك الأشجار السحرية «ونغمتها» المميزة التى تُعد هدية نادرة إلى درجة أن المرء قد يفنى عمره لإيجاد واحدة منها.

و«حياة إيفانا» عن الحياة الخشنة القاسية فى مرتفعات التندرا بالقطب الشمالى، تعيشها إيفانا الشابة مع أطفالها الخمسة بطريقة البدو الرُحل. تظهر إيفانا كامرأة قوية جذابة تتخلى عن نمط حياة شعب النينتس التقليدى وتوضع على المحك بسبب قرار انتقالها إلى المدينة. أربع سنوات فى حياة إيفانا تتشكل فى فيلم بديع مصور بعين فنان منتبهة للملمس المادى للعالم، حيث صورة طفل نائم وثلاث سمكات وقطة جائعة تتحول لتصبح فكرة كونية.

و«رجل وكاميرا» يأخذنا فى رحلة مسلية ومثيرة للقلق، تتجول بين عالمنا الدنيوى وعوالم أخرى. الفيلم استفزاز مفاجئ لا نهائى يقلب ديناميكات سلطة الوثائقى ويتأمل الطبيعة البشرية.

2- سبايا

و«هوجير هيرورى» بهاتف محمول ومسدس، يخاطر محمود وزياد بحياتهما أثناء محاولتهما مع رفاقهما إنقاذ نساء وفتيات إيزيديات مُحتجزات لدى داعش كرقيق جنسى فى مخيم الهول بسوريا، الأخطر فى الشرق الأوسط.

و«السجناء الزرق» عن عمل مسرحى يقدمه سجناء سجن رومية اللبنانى عن زملائهم الذين يعانون من اضطرابات نفسية، والمودعين تحت بند «مجنون وممسوس» بموجب قانون العقوبات، والمنسيين خلف القضبان مدى الحياة.

و«صمت الأمواج» عن منطقة بحر وادن فريدة للغاية، إذ تمتلك أنواعًا مميزة من النباتات والحيوانات، ولكن حتى الحياة البشرية فى أكبر منطقة من الأراضى الرطبة فى العالم لها طابع خاص. تبدأ المنطقة من مدينة إسبرج الدنماركية وتمتد عبر ألمانيا إلى هولندا، ولكن تقلبات المواسم وحركة المد والجزر الدائمة تعنى تغيُّر الطبيعة باستمرار.

وفيلم «العودة» لسارة الشاذلى التى توثق عودتها إلى مصر بسبب فيروس كورونا وحياتها مع والدها الذى يبلغ ٨٠ عاما، وتجد نفسها عالقة فى منزل طفولتها مع والديها بعد أن عاشت خارج البلاد عشر سنوات. بينما يقضون شهورًا معًا فى العزل المنزلى، تشعر سارة بالحاجة إلى التقاط اللحظات الثمينة التى قضتها مع والدها فى فيلم للمرة الأولى، تبدو عودة سارة إلى مصر صائبة.

و«كباتن الزعترى» والذى يوثق تجربة محمود وفوزى يعيشان فى مخيم الزعترى للاجئين فى الأردن منذ خمس سنوات. على الرغم من ظروفهما الصعبة، فإنهما يركزان كل طاقتهما على حبهما الأول: كرة القدم. عندما تصل أكاديمية أسباير إلى المخيم لاختيار لاعبين لبطولة دولية، يحصل الصديقان على فرصة حياتهما.

3- الأفلام القصيرة

وفى مسابقة الأفلام القصيرة يعرض «أبالو» عن الحفيد الذى يعود إلى قرية أسلافه لقضاء فصل الشتاء، يعود جده أيضًا من الموت ليرى حفيده للمرة الأخيرة. فى هذه الأثناء، لا تستطيع القرية أن تتأقلم مع تلك العودة التى حدثت بدافع الحب.

و«الابن المقدس» يضطرب الروتين اليومى للزوجين الشابين بفعل بعض الأخبار الصادمة. يبدو أن الحلم الغريب يبشر بحقيقة رهيبة ورائعة فى الوقت نفسه. و«اسمه كان كارجو» عن إيطاليا، فى أواخر الستينيات. يصل غريبان إلى قرية جنوبى البلاد. الأول لديه كاميرا سينمائية، والثانى لديه مسدس. فى أثناء عبورهما تلك القفار، تتوفر لديهما فرصة غير متوقعة لتغيير مسار التاريخ. فيلم «اسمه كان كارجو» كان من بين من المشاريع الفائزة بجائزة زافتينى لعام ٢٠١٩.

و«برانكا» تدور أحداث الفيلم فى يوغوسلافيا خلال الحرب الكرواتية الصربية عام ١٩٩١، وهو فيلم مفزع مستوحى من قصص حقيقية عن اختطاف الأطفال فى صربيا فى ذلك الوقت. بعيدًا عن جبهات الحرب، تُعين الممرضة برانكا فى جناح الولادة فى مستشفى حكومى. تصارع برانكا مشاعر الوحدة، لكن مع تكشف الأحداث المثيرة والمفزعة واكتشافها لاختفاء المواليد الجدد من المستشفى، تصبح العزلة أقل همومها.

و«تالاهاسى» فى يوم إطلاق سراحها من مصحة نفسية، تحضر ميرا، الشابة العربية الأمريكية، عيد ميلاد جَدتها فى بروكلين، لتكتشف أن شقيقتها أخبرت الجميع بأنها كانت فى رحلة إلى فلوريدا. فى سياق من الشتات، يُقدم لنا فيلم «تالاهاسى» لمحة عن معاناة المرضى النفسيين، وهى قضية غالبًا ما يتم تجاهلها وإسكاتها فى الثقافة العربية.

و«جونى»، المرأة الشابة والمزارعة الوحيدة فى مزرعة معزولة، إذ تعمل متدربة لدى مزارع غاضب. تعانى جونى من مرض غريب إذ تستيقظ كل صباح تائهة مرتبكة وسط الحقول.

و«خديجة» أم شابة تبلغ من العمر ١٨ عامًا، وتعيش بمفردها مع طفلها بعد أن غادر زوجها للعمل فى مدينة نائية. فى أحد الأيام تشق طريقها عبر صخب شوارع القاهرة للقيام ببعض الزيارات حيث تشعر بعدم الارتياح مما يحيط بها.

و«ربطة شعر، بيض، كتب الواجب المنزلى» حيث تُختار الطالبة فى الصف الخامس لين وايوتسى لإلقاء كلمة عن عائلتها فى اجتماع الآباء. ولكن بعد اكتشفاها أنها تشارك السر نفسه مع زميلها المزعج الذى يزيل ربطة شعرها، تتردد بشأن ما ستفعله فى هذه الليلة.

و«الرحلة» تعود شانتيل، التى تعيش وتدرس فى باريس حاليًا، بعد عام إلى مدينتها الأم كيبيك، لقضاء الإجازة مع والدتها وأختها. على عكس المتوقع، يعرض الأب، الذى طالما كانت علاقته بها معقدة، أن يصطحبها من المطار إلى البيت. يحكى الفيلم عن لم الشمل غير المتوقع بين أب وابنته، ومسارهما الملئ بالعقبات، حيث لا شىء يمضى كما خُطط له. يحل الليل وينحرف الأب عن الطريق المخطط وتدرك شانتيل أن عليها أن تتدخل.