سراي العطافي "ملتقى ضباط الثورة بكفر الشيخ" تعاني من الإهمال (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


تُعانى سراي العُمدة العطافي التراثية، بمدينة بيلا، في محافظة كفر الشيخ، حالة من التردي والإهمال، رغم أنها خاضعة لإشراف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والذى يتبع وزارة الثقافة، وقد وصل الإهمال بجدرانها إلى حالة من التهالك مما يجعلها مُهددة بالانهيار في أي وقت.

قال أحمد حسن على العطافي المنشاوي، أحد ورثة السراي، إن العمدة العطافي، بنى تلك السراي التي تُعد واحدة من أعرق الأبنية التراثية في مصر، وتعرضت لإهمال انتهى بها لحال سيئة بسبب عدم ترميمها بعد مرور أكثر قرن على إنشائها.

وأضاف المنشاوي، أن السراي بدت عليها من الخارج والداخل مظاهر الإهمال، مما شوه شكلها الجمالي، وجعلها تبدو عكس ما تحمله من قيمة تراثية كبيرة، وقال: "حالة السراي يُرثى لها، وأي أمطار تهطل في موسم الشتاء تتراكم أعلى سطحها بسبب سوء حالة شبكة تصريف مياه الأمطار بها، الأمر الذى يُنذر بخطر كبير".

وأكد أن الساري تُعتبر أثرًا تاريخيًا، وكانت قبلة لكثير من رموز الدولة المصرية ولابد من تطويرها، وإعادة تأهيل المنطقة المُحيطة بها، واعتبارها مزارًا سياحيًا، حيث تعدى عُمر المنطقة مئات الأعوام.

وناشد المنشاوي، الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، الإسراع في عملية ترميم السرايا، لما لها من تاريخ طويل وذكريات، وكانت شاهدًا حيًا على مُعظم الأحداث التي مرت بمصر، والتي يبدو عليها الطابع الأثري، وأقرب لتُحفة معمارية منسية تستحق أن تكون متحفًا أو مزارًا للجمهور بدلًا من إهمالها.

وطالب المنشاوي، اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بوضع السرايا على خريطة السياحة الداخلية لمحافظة كفر الشيخ، وإبراز مكانتها التاريخية والأثرية، ولاسيما أنها تُعد أحد أقدم السرايات في المحافظة.

ومن ناحيته، أوضح الدكتور إبراهيم ماضي الخبير الأثري، أن سرايا العُمدة العطافي مرّ على تاريخ إنشائها 104 أعوام، وهي تابعة للجهاز القومي للتنسيق الحضاري بوزارة الثقافة، باعتبارها ذات طابع معماري متميز، ويجب الإسراع في عملية ترميمها حفاظًا عليها.

ويرجع تاريخ إنشاء السرايا إلى عام 1917م، وأشرف على بنائها مُهندس أوروبي، على الطراز الإيطالس الكلاسيكي، وعُرف مُحيط السرايا لاحقًا بحي العطافي، نسبةً إلى مالك السرايا وهو العُمدة العطافي المنشاوي، والذي يُعد أحد الشخصيات المُؤثرة التي تولت مقاليد الحُكم المحلي في مركز ومدينة بيلا أوائل القرن العشرين.

السرايا مرّ على تاريخ إنشائها 104 عام، وتقع على مساحة 1150 متر، وتتكون من بدروم، وطابقين علويين، كل طابق يحتوى على 8 غُرف، ودورتي مياه، وصالة استقبال كبيرة، ويُحيط بها سور، ولها حديقة صغيرة، وعن طريق السُلم الخشبي الداخلي يُمكن الوصول للطوابق العليا منها، أما البدروم فكان به المطابخ والجراجات وحُجرات الخدم.  
والسراي ضمن المباني التاريخية الخاضعة لقانون رقم 144 لعام 2006م، وصدر كشف حصر لها من قبل مجلس الوزراء لعام 2009م على أن تكون تحت إشراف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والذي يتبع وزارة الثقافة، كونها تُعد تُحفة معمارية فريدة من نوعها ذات طراز معماري مُتميز.

يذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر زار السراي بصُحبة أعضاء مجلس قيادة الثورة عام 1954م، كما تردد عليها أيضاً العديد من الشخصيات العامة والسياسية.  

ووُلد بها الوزير الراحل المهندس السيد المنشاوي، نجل العُمدة العطافي، والمُلقب بأبو التعاونيات في مصر، وهو منصب يُساوى وزير الصناعة والتجارة في الوقت الحالي. 
كما نشأ وتربى في السراي البكباشي أركان حرب الراحل محمد المنشاوي، نجل شقيق العُمدة، وهو أحد الضباط الأحرار، وكان مُقربًا من مجلس قيادة الثورة.