في ذكرى المولد النبوى.. خبير يجيب لماذا دعت السيدة زينب لمصر بالنصر؟

أخبار مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


دعت السيدة زينب حفيدة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، لأهل مصر قائلة "نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا". 

وعن أسباب دعوتها الكريمة التي تتحق فى مصر يومًا بعد اليوم منذ نصر أكتوبر، والخروج من كل أزماتها بسلام بفرج الله عز وجل يذكر خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن الصحابى الجليل مسلمة بن مخلد الأنصارى والي مصر عام 47هـ من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبى سفيان هو الذي استقبل السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب وحفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصر. 

وكان ذلك لما اختارت هي الإقامة في مصر عقب مقتل أخيها الحسين رضي الله عنه حيث توجه هو وأعيان مصر للقائها ووافق دخولها رضي الله عنها إلى مصر أول شعبان سنة 61 هـ وأنزلها الوالي مسلمة بداره في الحمراء القصوى فأقامت بها أحد عشر شهرًا ونحو 15 يوم من شعبان. 

وأشار الدكتور ريحان إلى استقبال أهل مصر للسيدة زينب استقبالًا رائعًا لم يسبق له مثيل وفرحوا بقدومها حبًا في جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي أخت الحسن والحسين محبوبي نبي الله وبعد الترحيب الكبير من أهل مصر دعت دعوتها الشهيرة لأهل مصر فقالت "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا". 

وحين استقرت السيدة زينب بأرض مصر وهبها والي مصر آنذاك قصره كله للإقامة فيه لكنها اكتفت بغرفة واحدة في القصر أقامت بها وجعلتها مكانا لتعبدها وزهدها وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن فتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقي القصر إلى مسجد فكان لها ذلك وتحول قصر الوالي إلى مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.

وتابع الدكتور ريحان بأن السيدة زينب رضى الله عنها حين أحست بدنو أجلها طلبت من مسلمة بن مخلد أن يجهز لها مخدعًا بمحل سكنها فى داره وحدث أن استقرت تقرأ القرآن به ولما أكملت عدة قرائتها إحدى عشرة مرة دخل عليها مسلمة فقالت له  يا مسلمة إنك بعدنا وتوفى مسلمة بعد السيدة زينب رضى الله عنها وكانت المدة بينهما هى إحدى عشرة يومًا 

وأشار الباحث الآثاري المتخصص في الآثار الإسلامية أبو العلا خليل إلى أن مصر كما تشرف بوجود مقام السيدة زينب فهي تشرف بوجود مقام الصحابي الجليل مسلمة بن مخلد الذي استقبلها مع كل أهل مصر بالترحاب الشديد والذي يقع بمجمع الأديان قرب جامع عمرو بن العاص بشارع سوق مسلمة بمصر القديمة بمذبح الجمل وهو الصحابي الجليل مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصاري الصحابي الخزرجي ولد عند مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة وكان عمره عشر سنوات حين موت النبى صلى الله عليه وسلم. 

وجاء إلى مصر ضمن المدد الذى طلبه القائد عمرو بن العاص من الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنهما وكان جيش عمرو يومئذ يبلغ أربعة آلاف جندى فإنه لما أبطأ الفتح على عمرو بن العاص كتب الى الخليفة عمر بن الخطاب يطلب منه المدد فأمده بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف وكتب إليه عمر يقول إنى قد أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل مقام الألف وهم  الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد وأعلم أن معك اثني عشر ألفًا ولا يغلب إثنا عشر ألفًا من قلة.  

وأضاف أبو العلا خليل أنه فى عام 47هـ تولى مسلمة بن مخلد ولاية مصر من قبل الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بعد عزل الوالي عقبة بن عامر الجهني وفي أيامه بنيت أول كنيسة بفسطاط مصر وهو صاحب أول زيادة فى جامع عمرو بن العاص حين ضاق المسجد بأهله فزاد فيه من شرقيه ومن بحريه وجعل له رحبة كان الناس يصيفون فيها. 

كما يعد مسلمة أول من جعل المآذن فى المساجد الإسلامية عام 53هـ وكانوا قبل ذلك يؤذنون على ظهر الجامع أو على بابه وتتضمن عمارة مسلمة لجامع عمرو بن العاص بناء صومعة عند كل ركن من أركانه وجعل فيه منائر وزاد عدد المؤذنين وأمرهم أن يؤذنوا للفجر اذا مضى نصف الليل وأمر ألا يضرب فيه ناقوس عند الفجر كما كان يضرب أولًا. 

ويذكر السخاوى في كتاب تحفة الأحباب (وبمصر الموضع المعروف بمذبح الجمل فيه قبر الرجل الصالح مسلمة بن مخلد) ويضيف ابن الزيات في كتاب الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة (ولم يكن بمصر قبر أصح من قبر مسلمة بن مخلد بمذبح الجمل) ويضيف الواقدي (أن مسلمة كان إذا قرأ القرآن فى المحراب يسمع سقوط دموعه على الأرض) وكان سيدي مسلمة بن مخلد الأنصاري والحديث للنبهاني في جامع كرامات الأولياء مجاب الدعوة بدعاء صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم "اللهم علمه الكتاب ومكن له في البلاد وقه العذاب ومن كراماته أنه كان إذا نزل واديًا ولا ماء به دعا الله تعالى فيسقون في الوقت وكانت ولاية مسلمة بن مخلد من عام 47 إلى 68هـ.