ما هو مصير لبنان بعد تهديدات حسن نصرالله بالـ"100 ألف مقاتل؟

تقارير وحوارات

حسن نصر الله
حسن نصر الله


أصبح الوضع في لبنان في غاية الخطورة بعد إنفجار "مرفأ" بسب الأوضاع الإقتصادية والسياسية الذي يعيشها الشعب اللبناني.

ولكن مع هذا الوضع خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تعليقًا على الأحداث الدموية التي شهدتها العاصمة بيروت الخميس الماضي، يقول إن لديه 100 ألف مقاتل لبناني مدرب وجاهز ضمن هيكلية عسكرية منظمة للقتال مؤكدا أن حزبه لم يستخدم هؤلاء المقاتلين في صراعات داخلية بعد.

الأمر الذي أثار الجدل، لذلك تحاول"الفجر" رصد أخر التطورات في لبنان.

الحرب الأهلية

قال الكاتب محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، أن جميع الملفات صعبة في لبنان تأجلت ليتقدم ملف التحقيقات في إنفجار مرفأ بيروت الكارثي والأحداث الأمنية التي وقعت الخميس الماضي في منطقة الطيونة قرب بيروت وأسفرت عن سقوط سبعة مواطنين من أنصار الثنائي الشيعي.

وأضاف الكاتب محمد الرز في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن ملف الوقود يلقى اهتمامًا رغم ذهاب لبنان إلى العتمة الشاملة ولا ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي يلقى متابعة رغم وصول اللبنانيين إلى مرحلة التجويع وكذلك الأمر بالنسبة لملفات الدواء والغذاء والغلاء المتوحش ووباء كورونا،وحده الملف الأمني هو السيد الحاضر ويلحق به قضية مطالبة الثنائي الشيعي بإقصاء القاضي المحقق العدلي طارق البيطار.

وأشار الرز، أن هذه التطورات إلى التخوف اللبناني العام من استرجاع أجواء الحرب الأهلية التي سبق واندلعت عام 1975 واستمرت 15 عاما، وربما من الصدف أن تكون شرارة هذه الحرب قد اندلعت من نفس المكان ونفس الأبنية التي شهدت احداث الخميس الماضي.

وفي الوقت الذي جاءت فيه مواقف بعض أطراف المجتمع الدولي والإقليمي باردة او ملتبسة حيال هذه الأحداث كان الموقف المصري حاسما وواضحا على لسان وزارة الخارجية التي دعت إلى إسقاط لغة السلاح والعودة حاليإلى الحوار لحماية السلم الأهلي وتاليا مقومات الدولة الوطنية اللبنانية وليس من شك في أن تخوف اللبنانيين عموما من عودة الحرب الأهلية في محله وسط كمية الشحن الطائفي العنصري في البلاد.

غير أن معظم المتابعين للشأن اللبناني يرون صعوبة عودة هذه الحرب، رغم احتمال وقوع اشتباك مصغر هنا أو هناك أو حدوث عملية اغتيال او سوى ذلك، إلا أن الحرب بشكلها الكبير الذي كان لا تتوفر امكانياتها حاليا، ولو حاول أي طرف اشعالها فهو لن يلقى استجابة من طرف آخر وبالتالي لن تقع حرب من طرف واحد أضف إلى ذلك أن التجويع الحقيقي دخل بيوت معظم اللبنانيين الذين انحصرت اهتماماتهم الآن في توفير قوت يومهم وبالتالي فهم غير قادرين على المشاركة في حروب تزيد من انهيار الأوضاع المالية والاقتصادية ولشعورهم بمؤامرة تجويع وإذلال تنفذها الطبقة السياسية بمسلميها ومسيحييها معا وما يمنع عودة الحرب الأهلية أيضا هو تجربة اللبنانيين لمرحلة السلم الأهلي الناجم عن اتفاق الطائف للوفاق الوطني وإدراكهم لقيمة الأمان والاستقرار والتعايش الوطني على امتداد ربع قرن لذلك هناك استبعاد لعودة الحرب حتى وإن وقعت بعض الأحداث الأمنية التي ستبقى محصورة في مكانها وآثارها.

و أختتم المحلل السياسي اللبناني، هنأ يأتي تعويل اللبنانيين على مؤسسة الجيش الوطني بوصفه الضامن لمقومات الدولة بما هي وحدة الأرض والشعب والمؤسسات والحفاظ على السلم الأهلي.

المشهد السياسي

صرح الدكتور إبراهيم جلال فضلون خبير في الشؤون السياسية، أن لبنان في محنة كبيرة، والمشكلة القائمة اليوم لا يمكن أن يتنبأ بتداعياتها احد إذا تجاوزت حدود السيطرة في عالم العصابات فقد سجّل الوضع اللبناني عقدة دموية خطيرة بسقوط عدد من القتلى والجرحى خلال اشتباكات عنيفة اندلعت على هامش تجمّع نظمه عدد من مناصري حزب الله الارهابي وحركة أمل ضد القاضي بقضية مرفأ بيروت طارق البيطار.

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الانزلاق المتهور سيرخي بدوله على المشهد السياسي المترهل ويجعل لبنان على شفا نزاع سيء بعد سنوات من الاحتقان ضحاياه أبرياء كاخوانهم بتفجير بيروت وكل محاولات إخماد "فتنة الطيونة" تعتب اختبار حقيقي للحكومة وتمسكها بمسار العدالة في كل القضايا المفتوحة، ووضع مصير لبنان على "كفّ عفريت" وتهديد السلم الأهلي بعدما افتعل الحزب مواجهات مسلّحة مع سكان أبرياء من أحياء مسيحية في العاصمة اللبنانيّة.

واستكمل فضلون، أن لبنان المتنوع والمتعدد الأطياف سمم اجواءه إرهاب إيران ومليشياته بحزب الشيطان بالقوة والسلاح الخارج عن سلطة الدولة المسلوبة الإرادة لصالح أجندة خارجية تستخدم مكونًا من لبنان ضد بقية المكونات وشركاء الوطن، بل ضد مصلحة لبنان وعلاقاته.

وأختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن كل ذلك نتيجة تراكمات لمواقف وخطابات حزب الله التي باتت تشكل عائقا للتغييرات الجذرية بباريس الشرق حتي صار حزب الشيطان القوة الأساسية المضادة للثورة في لبنان.