رسائل القمة الثلاثية بين مصر و قبرص و اليونان

تقارير وحوارات

خلال اللقاء
خلال اللقاء


توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم إلى العاصمة اليونانية أثينا للمشاركة في فعاليات القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص في جولتها التاسعة، وذلك في إطار آلية التعاون الثلاثي بين الثلاث دول التي انطلقت عام ٢٠١٤.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن قمة "أثينا" تهدف إلى البناء على ما تحقق خلال القمم الثماني السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها في إطار الآلية، وذلك في إطار تعزيز العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى دعم وتعميق التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط.

ولذلك تحاول"الفجر" رصد القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان.

التعاون والشراكة
قال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية والإقتصادية، أنه تم انعقاد 8 قمم ثلاثية سابقة بين مصر وقبرص واليونان، عكست التزامًا المتبادلًا من أجل التوافق السياسي، بما يعكس الاهتمام بتحقيق الإستفادة القصوى من الإمكانيات والموارد التي تؤهّل الدول الثلاث نحو تلبية تطلعات شعوبها في المزيد من الرفاهية والرخاء، وتعميق أوجه التعاون وتكريس التشاور الدوري وتعزيز ركائز الأمن والاستقرار والتنسيق حول الملفات الإقليمية والدولية التي تؤثر على المنطقة، للتصدي للتحديات والأزمات الطارئة مثل حرائق الغابات، ومواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا.

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن القمم أخرجت مشروعات مثمرة على أرض الواقع في مختلف القطاعات الإقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، في قطاعات الطاقة، والغاز، والكهرباء، والسياحة، والنقل، والزراعة وغيرها، من القطاعات الحيوية كالبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخي والتطرق إلى جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، في مقدمتها ملف الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط، بما يتطلب تحقيقه من ضرورة إحترام وحدة وسيادة دول المنطقة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فضلًا عن مراعاة مقتضيات الأمن البحري لكل دولة كونه جزءًا من الأمن الإقليمي كالقضية الفلسطينية وملف الإنتخابات الليبية وخروج كافة القوات الأجنبية من البلاد والوضع في سوريا وسبل دعم لبنان الشقيق، واستعراض التطورات المتعلقة بسد النهضة، باعتبارها قضية مصيرية تستوجب بذل كافة الجهود الممكنة للتوصل لاتفاق قانوني مُلزم.

وأشار فضلون، أن رفض الدول الثلاث تجاوزت الرسائل الحادة التي وجهها قادة «مصر- قبرص- اليونان» تحدياتها لأية تحركات الأحادية من أي طرف في منطقة شرقي المتوسط، يُؤكد التوافق والالتزام القوي للثلاثية، وتحييد تركيا إلى احترام قرارات مجلس الأمن بشأن القضية القبرصية، والتي تسعى لإنشاء قاعدة عسكرية جوية على أراضي قبرص، وإشكاليات علاقة أنقرة بالاتحاد الأوروبي وغيرها، والأهم تعهد دول القمة بالتصدي "لاستفزازاتها وانتهاكاتها" في منطقة شرق المتوسط ورفض وجودها العسكري في أي دولة، بما في ذلك إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.

واختتم الخبير في الشؤون السياسية والاقتصادية، أن رفض دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتحركات انقرة الاستفزازية وصل التوتر خلال الأسابيع الماضية إلى حد التحرش العسكري، ودون احترام القانون الدولي بما في ذلك قانون البحار وأيضًا علاقات حسن الجوار، لذا كانت ضرورة الإتفاق على إنشاء أمانة دائمة للتعاون في ما بين الدول الثلاث، يكون مقرها نيقوسيا.

رسالة إلى العالم
صرح اللواء محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان، أن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان تؤكد الشراكة والتعاون بين الثلاث دول خصوصًا في مكافحة الإرهاب وعلي الأمن في شرق المتوسط والحفاظ علي المصالح الإقتصادية والسياسية والعسكرية بين الدول الثلاث الدول.

وأضاف اللواء محمد الشهاوي في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن القمة تعلن الحفاظ علي الموارد الخاصة لتك الدول الثلاث من أي تهديدات خارجية وأيضا قيام القمة بشكل مستمر تحمل رسائل مختلفة إلي الدول التي تحاول اخذ الموارد الطبيعية لهذه الدول بدون وجه حق.

وأكد مستشار كلية القادة والأركان، أن القمة تبعث رسالة مهمة وهي أن أي دولة تحاول المساس بالمصالح تلك الدول سوف تواجه قوة غير عادية من الدول الثلاث لأن أمنهم ومصالحتهم أصبحوا وأحد.