"صلى العصر وذبح نفسه".. جيران الشاب المنتحر بأرض اللواء يروون لحظاته الأخيرة.. وشقيقاته: منامش من 3 أيام (فيديو)

حوادث

محررة الفجر مع إحدى
محررة الفجر مع إحدى جيران الشاب



"أنا ماشي خلاص..سامحوني الحمل تقل عليا".. كانت الكلمات الأخيرة للشاب "محمد عبد الجيد" البالغ من العمر43 عامًا، بعدما أقدم على انتحاره بذبح نفسه بالسكين، ليتخلص من حياته بعد عناء استمر لسنوات وتحمله المسئولية لشقيقة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشقيقاته الأثنتان، بعد تزوج أشقائه الأربعة الآخرين وتركوهم في تحمل أعباء الحياة وحدهم.

نسى الشاب نفسه ولم يهتم بالزواج وتكوين أسرة خاصة به كباقي أقرانه من الشباب، ليتحمل مسئولية أشقائه الثلاثة، وكان الحال مستمرًا كان يجتهد في عمله ليرزق بالحلال، ولكن انقلبت الحياة رأسًا على عقب، بعدما أصيب في عمله وقام بتركيب شرائح ومسامير، التي جعلته عاجزًا أكثر من 5 أشهر على تحمل المسؤولية لوحده.

"هتسيبنا لمين إحنا محتاجنلك".. كانت شقيقاته يودعن سندهن في الحياة، بعدما شاهدوه غارقًا في دمائه ذابحًا رقبته لينهي حياته، ولكنه كان حتى اللحظات الأخيرة جعلهم لا يروه، عندما أغلق باب الشقة عليهم وتخلص من حياته خارجها، حتى لا يؤلمهم الرحيل.

انتقلت محررة "الفجر" لتكشف تفاصيل ذبح شاب لنفسه إثر مروره بأزمة نفسية بأرض اللواء.

ذبح نفسه

قالت الحاجة "عواطف" إحدى الجارات، إحنا جيران الشاب المنتحر ويدعى "محمد عبد الجيد"البالغ من العمر43عامًا، نقطن في ذات الشارع أكثر من 20 عام، وفي تلك الفترة لم نسمع صوته أو أنه افتعل مشاكل مع الجيران،"كان شاب في حالة"، مشيرة إلى من وقت حدوث الواقعة، لم نستطع النوم، قائلة، "المنظر كان صعب أوي، كان ذابح نفسه بطريقة صعبة كأنه في وسط بركة دماء، حاولنا نلحقه بس أمر الله نفذ".

"طلعنا على صراخ".. وتضيف الجارة في حديثها إلى "الفجر"، كان في ذات اليوم على أول الشارع مشاجرة، في الأول اعتقدنا أن صوت الصراخ منها، ولكن بعد ثواني صوت الصراخ كان قادمًا من منزل المنتحر، فاعتقدنا أنها مشاجرة بينهما ولا يمكن أن نتخيل المنظر الذي شاهدناه، قائلة،"أول ما دخلنا البيت كان (محمد) مرمي في الحوش غرقان في دمه وأخواته البنات كان على لسانهم محمد عور نفسه".

الجارة: وضعت قماشة عشان أنقذه

وأوضحت "عواطف" في كلامها، أنها أول ماشاهدت هذا المنظر، حاولت أنقذه، فأخذت قطعة قماش وربطتها في رقبته مكان النزيف، وعن المنظر، "مش عارفة محمد ذبح نفسه كدا ازاي، ازاي السكينة جريت في رقبته بالشكل دا، ازاي اليأس وصله لذلك"، مشيرة إلى، أنه شاب محترم كان يقيم برفقة شقيقاته الاثنتان وشقيقه الأصغر، كان ينفق عليهم من عمله قبل ذلك، وهو المسئول عنهم بعد ما أشقائه الأولاد تزوجوا وكل واحد مسئول عن بيته.

واستطردت السيدة، حديثها، أنها تقطن بالشارع منذ أكثر من 10أعوام، "كنت أول مرة أشوف محمد دا، من كتر ما هما ناس في حالها ومش بتوع مشاكل"، داعية له بالرحمة والغفران له عما ارتكبه في نفسه.

الجارة: الشرطة لقيت السكينة تحته

وأشارت "عواطف"، أن الحكومة عندما وصلت تعجبت من الموقف، كيف شخص يذبح نفسه وأين سلاح الواقعة؟، وعندما حركوا جثة الشاب، وجدوا السكينة أسفله، موضحة أنه عندما ذبح نفسه سقط على ظهره وبيده السكين فسقطت خلفه.

"ليه عملت كدا"..وعبرت السيدة عن الحالة التي كان بها شقيقاته الاثنتان (هبة وسميرة)، كان على لسانهم،"ليه عملت كدا يا اخويا..ليه سبتنا..وكانتا في حالة صراخ مستمرة، حزنًا على شقيقهم الذي كان يتحمل مسئوليتهن.

شقيقاته: قفل علينا الباب وبعدها لقيناه غرقان في دمه

وأوضحت "عواطف"، في يوم الواقعة، قالت شقيقاته الأثتنان، "محمد أول ما جه من بره، كانت شقيقته في المطبخ تجهز الطعام، فقالها هطلع شقتي هجيب حاجة، فقالتله خليك اجبهالك أنا، فرفض، وبالفعل صعد ليأخذ شئ من الشقة، وفجأة أول مانزل، دخلنا أنا وأختي وقفل علينا الشقة، واحنا بنقوله في إيه يامحمد بتقفل الباب ليه"، "بعد ثواني معدودة سمعنا خبطة قوية على الأرض، فتحنا لقيناه غرقان وذابح رقبته"، هذا حسب ما قالته شقيقاته.

تلقين الشهادة

وفي ختام حديثها، قالت، أنه عندما رأيت أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكنت واضعة على رقبته القماشة، ظللت أقول له "قول الشهادة يامحمد"، كان بيقول،"خلاص أنا ماشي، ويرفع صابعة ويقول الشهادة".

أحد الأقارب: كان مسؤول عن أخوه التعبان وشقيقاته

والتقطت الحديث الحاجة "هدى" من أقارب الشاب المنتحر، تربطها به علاقة نسب من بعيد، "محمد" كان شاب محترم ومتدين، هو الأخ الأوسط، لديه 7 أشقاء(3 أبناء، و4 بنات) ومن بينهم شقيقاته الاثنتان (هبة وسميرة) وشقيقه الأصغر(هشام) وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، كانوا جميعهم يسكنون في ذات الشقة (شقة والديهم) وكانت الشقة بالدور الأرضي، والدور الثاني شقة الشاب المنتحر ولكن خالية وهي التي كان سيتزوج بها، بعد زواج أشقائه الأثنين وشقيقاته الأثنتان، كان هو المسئول عن شقيقه من ذوي الهمم وأيضا شقيقاته البنات.

حادث أبعده عن العمل

وأضافت "هدى" في حديثها إلى "الفجر"، كان "محمد" عامل (نجار صالونات)، كان يعمل بكل جهد ورجل متدين ولا يترك فرض من فرائض الله، ولكن منذ أكثر من5أشهر، حدثت له حادثة في العمل، جعلته يجري عملية في قدمه وقام بتركيب (مسامير وشرائح)، ومنذ ذلك الحين، توقف عن العمل، وجلس في المنزل، ولا نعلم عن ظروفهم المعيشية، موضحة،"حصله اكتئاب وتعب نفسيًا من ضغط المصاريف وبسبب مسئوليته في المنزل وأشقائه"

الشاب كان بيصلي قبل الانتحار

واستطردت السيدة، منذ حدوث الحادثة وجلوسه في المنزل وهو تعبان من ضيق الحال، وكثرة المصاريف، وقبل الحادث بنصف ساعة، قال الجيران لنا، أنه كان يصلي معهم العصر، وبعدها ذهب للمنزل.

أخواته: فضل صاحى 3 أيام

واشارت السيدة في حديثها، أن شقيقات الشاب المنتحر أخبرونا بعد وقوع الحادث، "أن محمد قبل الحادث بـ 3 أيام مكنش بينام خالص، لدرجة جبناله من الصيدلية منوم، حتى يعرف ينام، لأنه كان تعب خالص".

واختتمت السيدة حديثها،" ربنا يصبر أخواته اللي كان بيعولهم، ويرحمه برحمته ويغفر له".

تحقيقات النيابة

تباشر النيابة العامة، بشمال الجيزة، التحقيق في انتحار شاب ويدعى "محمد" 43 عامًا بذبح نفسه بالسكين، إثر مروره بأزمة نفسية بأرض اللواء، فاستمعت لأقوال أشقاء المنتحر.

واستمعت النيابة، لشقيقه الأكبر، وشقيقاته الأثنتان، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.

وطلبت النيابة، تشريح جثة المجني عليه، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.

البداية كانت بتلقى وحدة مباحث قسم شرطة العجوزة، بلاغا من غرفة النجدة بمصرع شاب مصابا بجرح ذبحي بالرقبة؛ وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث، وتبين وجود جثة شاب، وتبين إصابته بجرح ذبحي على أثرها سقط جثة هامدة غارقا في دمائه.

وبعمل التحريات تبين أن الشاب أقدم على الانتحار بذبح نفسه بسبب مروره بأزمة نفسية بعد تركه العمل، ولا شبهة جنائية.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإخطار النيابة التي تولت التحقيق.