مستجدات الأوضاع في تيجراي

عربي ودولي

بوابة الفجر


ينتشر الفقر والجوع بين أقاليم إثيوبيا التي يقدر تعداد سكانها بنحو ١٠٩ مليون نسمة ومنذ أن جاء آبي أحمد إلى السلطة الإثيوبية في ٢٠١٨ والصراعات القومية قائمة في إثيوبيا وتشتد منذ سبتمر الماضي وحتى وقتنا الحالي في ضوء ذلك توضح" الفجر" المستجدات في إثيوبيا ومدى تفاقم الأوضاع

نشرت الحكومة الإثيوبية أمس، الثلاثاء، بيانًا عن قيام متمردي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بهجوم مسلح قالت فيه، إن القوات المسلحة من جبهة تحرير تيجراي هاجموا مؤخرًا وقصفوا بشكل عشوائي قريتي شيفرا وفوتشالي الواقعة في منطقة الأمهرا بشمال البلاد مما أدى إلى مصرع أكثر من ٣٠ مدنيًا في فوتشالي وحدها

كما ذكرت جبهة تحرير شعب تيجراي عن قيام الجيش الإثيوبي بتنفيذ غارات جوية في ميكيلي،عاصمة تيجراي، الإثنين الماضي وقال المتحدث الرسمي باسم جبهة تحرير تيجراي في تغريده له على تويتر، " أرسل سلاح الجو قاذفة مدفعية واستهدف مناطق مدنية خارج وداخل ميكيلي منها فندق بلانت الذي يوجد فيه أكثر من ١٢ منظمة إغاثة عاملة، وثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب العشرات في القصف، واليوم هو يوم السوق في ميكيلي والنية واضحة تمامًا".

وشنت القوات المسلحة من الجيش الإثيوبي الأسبوع الماضي هجومًا عسكريًا باستخدام المدفعية والطائرات المسيرة بدون طيار والمقاتلات ضد قوات جبهة تحرير شعب تيجراي


المعركة مستمرة:
في هذا السياق قال الدكتور أحمد ماهر، الخبير في الشؤون السياسية، الحرب الأهلية دائرة في إثيوبيا وتشتد منذ سبتمر الماضي وحتى وقتنا الحالي

وأضاف ماهر في تصريحات خاصة " للفجر"، داخل إثيوبيا عدة مقاطعات يصل عددها إلى ٨ مقاطعات إلا أنها تضم أكثر من ٨٠ عرقًا ويعد إقليم الأرومو أكبر أقاليم إثيوبيا ويمثل شعب الأرومو نسبة ثلث سكان إثيوبيا ومشاكل إثيوبيا تكونت على التقاطعات الحدودية بينها وبين الدول المجاورة كالصومال والسودان وكينيا بالإضافة إلى العرقيات الداخلية

وتابع، ومنذ تشكيل إثيوبيا بعد انقلاب ١٩٧٤ وتولى مانجستو مريام حكم إثيوبيا كانت توجد العرقيات والتي أكبرها الأرومو وتيجراي والأمهرا وقد قمع مريام كل سبل المقاومة والتي كانت توجه ضد حكومته بسبب رغبة هذه القبائل في الإستقلال وتحقيق الحكم الفيدرالي

وأشار إلى أن إثيوبيا الآن واقعة بالفعل تحت الحكم الفيدرالي حيث أن الأقاليم الإثيوبية تعقد انتخابات خاصة بها ويحكمها المجلس الذي يقرر وفقًا لدستوره إما الإستمرار تحت حكم الدولة أو الإنفصال ومنذ ١٩٩١ وحتى ٢٠١٨ وشعب تيجراي هو الحاكم للسلطة الإثيوبية وكان منهم رؤساء الوزراء وهم الذين أطلقوا فكرة بناء سد النهضة بالإضافة إلى فكرة العلو بالسد ليحجز ٧٤ مليار متر مكعب وهي حصة مصر والسودان معًا من المياه

وأوضح أن الصراع بدأ في إثيوبيا عندما جاء آبي أحمد من قبائل الأرومو مناديًا بعمل الإئتلاف الحاكم وطالب التيجراي الإنضمام إلى ذلك الإئتلاف إلا أنهم رفضوا وفاز آبي بالإنتخابات وأسس حزب الرخاء وهو الحزب الحاكم الآن


ولفت إلى أنه في ٢٠١٩ تواصل آبي أحمد مع الإريترين والذي كان بينهم عداء مع إثيوبيا استمر لمدة ٣٠ عامًا إلا أن آبي استطاع إنهاء هذا العداء ونتيجة ذلك حصد جائزة نوبل للسلام وكان من المفترض أن تجرى انتخابات ٢٠٢٠ إلا أن آبي أجلها متخذًا الجائحة كورونا مبررًا لذلك وأراد شعب التيجراي إجراء انتخابات خاصة بهم الأمر الذي دفع آبي أحمد لقمعهم أعقب ذلك قيام شعب التيجراي بثورة ودارت مناورات بينهما أدت لوقوع خسائر كبيرة في الجيش الإثيوبي استدعى آبي أحمد على أثرها الجيش الإريتري للمحاربة ضد شعب التيجراي الذي هو جزء من إثيوبيا وطنه ورحبت إريتريا بذلك في مقابل أن يعطيها آبي أحمد جزء من أرض التيجراي التي أرادت إريتريا ضمها سابقًا فوقعت حروب دامية وتم تهجير أكثر من ٢ مليون مواطن إثيوبي من شعب تيجراي بالإضافة إلى وجود أكثر من ٥ مليون بحاجة ماسة إلى مساعدات من تعداد ٧ مليون مواطن من شعب تيجراي القائم على إثيوبيا

وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت إيصال مساعدات ويحدث تضييق وإعاقة للحملات الإنسانية مما دفع أمريكا لوضع عقوبات ضد إثيوبيا وفي آخر لقاء بين آبي ومبعوثي الأمم المتحدة الثلاثة قام آبي أحمد بطردهم من إثيوبيا وصرّح لوزير خارجية النمسا برغبته في التخلص والقضاء على شعب تيجراي، فهناك عداء شديد ولأن أغلب شعب تيجراي كان منضم للجيش الإثيوبي كان لديهم خبرات عسكرية واستراتيجية قامو بإنشاء جبهة تحرير تيجراي تمكنوا من خلالها شن عملات عسكرية ضد الجيش الإثيوبي وأسرت منه عشرات الآلاف وقامت بتصويرهم داخل ميكيلي عاصمة تيجراي كما قاموا في أغسطس الماضي بتشكيل جبهة مع الأروموا للتخلص من آبي أحمد
في حين أن آبي أحمد يوجه اتهامات لمصر والسودان بأنهم الأذرع العاملة وراء ذلك ولجأ إلى تركيا وإيران لإمداده بطائرات مسيرة بدون طيار ليحارب من خلالها شعبه شعب الأرومو وتيجراي وبالفعل استخدم هذه الطائرات في قصف جبهة تحرير تيجراي وأدت إلى الخسائر التي نحن بصددها الآن ومن غير المؤكد عددها الحقيقي حيث يقوم بعملية تعتيم


ويتوقع الخبير السياسي أن تستمر الحرب معللًا، فهناك جبهات أخرى تتحد مع تيجراي بالإضافة إلى انهيار الإقتصاد الإثيوبي حتى أنهم أغلقوا كثير من سفاراتهم وشعب التيجراي مصمم على استكمال الحرب فهو يرى أنه معتاد على ذلك إشارةً إلى صراعهم مع مانجستو والذي انتهى بانتصارهم