الميتافيرس.. هل تحول فيسبوك الخيال العلمي إلى حقيقة

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


بعد إعلان شركة فيسبوك خلال الأسبوع الماضي، اعتزامها توظيف ١٠ آلاف شخص من دول الاتحاد الأوروبي على مدار الخمس سنوات القادمة لتطوير العالم الرقمي المعروف باسم الميتافيرس توضح "الفجر" كافة التفاصيل وكل ما يخص هذه التكنولوجيا الجديدة.

أعلن موقع ذا فيرج الأمريكي أنّ شركة فيسبوك تخطط لتغيير اسمها لتعكس مشروعاتها المقبلة التي تستهدف إنشاء عالم افتراضي متكامل قائم على التقنية ميتافيرس.

وقال الموقع الثلاثاء الماضي، إنّ المدير التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرج ينوي التطرق إلى تغيير اسم شركته في مؤتمر كونكت السنوي الخاص بالشركة والجاري انعقاده في ٢٨ أكتوبر الحالي.

وأضاف، أن الاسم الجديد سيعكس طموح زوكربيرج في إنشاء شركة أكثر من متخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي وقد يضع الاسم الجديد علامة فيسبوك الزرقاء تحت مظلة كيان ضخم يشرف على تطبيقات أخرى مثل انستغرام وواتس آب ونظارات الواقع الافتراضي أوكولوس ڤي آر.

وكانت شركة فيسبوك أعلنت الأسبوع الماضي عن أنها ستوظف ١٠ آلاف شخص من دول الاتحاد الأوروبي على مدار الخمس سنوات القادمة لتطوير العالم الافتراضي الجديد المعروف باسم الميتافيرس.

مفهوم الميتافيرس:
الميتافيرس هو عالم افتراضي على الإنترنت يستطيع الأشخاص من خلاله العمل والتسوق وحضور الإجتماعات والحفلات في بيئة افتراضية موازية للبيئة الحقيقية، يمتزج فيها العالم الحقيقي مع العالم الرقمي لدرجة الإندماج، ويحدث ذلك عبر استخدام نظارات خاصة لهذا الغرض.

ويجمع مصطلح الميتافيرس بين كلمتي " meta "، و" universe " بالإنجليزية والتي تعني الكون الماورائي ويستخدم هذا المصطلح في علم الكونيات بمعنى كون من الأكوان، إلا أن المعنى التكنولوجي الذي نحن بصدده الآن مستمد من رواية snow crash التي ألفها الكاتب نيل ستيفنسون عام ١٩٩٢ حيث عرف الميتافيرس على أنه مساحة افتراضية عملاقة تتكون من الحقائق الإفتراضية والواقع المعزز وتعتمد على الإنترنت ويكون المفهوم بذلك قادم من عالم الخيال العلمي.

ولتوضيح المفهوم يمكن عبر الميتافيرس أن يلقى أحد الشخصيات محاضرة بعد أن يقرر عدد الحضور وتحجز التذاكر ويحدد المكان في العالم الافتراضي والذي قد يكون بيئة المحاضر الحقيقة الموجود فيها، ويستطيع الحضور المشاهدة والإحساس بالمحاضر وبالحضور ذويهم والضغط على الأشياء الموجودة بالقاعة، وبعد أن تنتهي المحاضرة ويخلع نظارة الأوكواس يجد نفسه في مكانه الطبيعي قبل وضع النظارة.

وتتم هذه العملية حاليًا في عدد من ألعاب الفيديو مثل Animal Crossing، Fortnite، Roblox، لكن ليست بالكيفية التي تدرسها شركة فيسبوك حيث تكون مقيد في هذه الألعاب بنطاق اللعبة المفروض عليك فقط أما فيسبوك ستوفر هذه التقنية بحيث تجسد الواقع بأكمله في شكل ثلاثي الأبعاد فتكون أكثر انفتاحًا حيث يمكن الناس من الوجود والإنتقال إلى أماكن مختلفة والتسوق ومقابلة الأصدقاء وهذا ما ذكره زوكربيرج في لقاء عقدته الشركة يوليو الماضي وقال، " ستتمثل ميزة الميتافيرس في الشعور بالتواجد فعلًا مع الناس".

كيف يتم ذلك:
توجد أربع قواعد رئيسية للميتافيرس هي الوجود، والتوحيد القياسي، وقابلية التشغيل البيني، وتقنيات سلاسل الكتل. فالوجود يتحقق عن طريق تقنيات الواقع الإفتراضي المتمثلة في نظارات وحددت فيسبوك نوعية نظارات Oculus vr حتى تستخدمها لهذا الغرض حيث تعطي إحساس أكبر بالتجسيد يحسن من جودة التفاعل عبر الإنترنت، والتوحيد القياسي يعني أنه سيتعين على فيسبوك تقليص الحاسوب العملاق في نظارات بسمك ٥مم، أما قابلية التشغيل البيني فتعني القدرة على التنقل بسلاسة بين المساحات الإفتراضية مع مراعاة الأصول الحقيقة نفسها واستخدام قواعد الواقع المعزز، والقاعدة الأخيرة هي تقنية block chain، وتعني سلاسل الكتل وتعطي لها فيسبوك اهتمامًا خاصًا حتى يمكن تسهيل نقل الأشياء والسلع الرقمية عبر الحدود الإفتراضية وليس لمسها وتعيينها فقط وتعتمد هذه التقنية على الرموز المشفرة والغير قابلة للتغيير ويرمز لها NFTS

متى سيصبح الميتافيرس حقيقة واقعة:

بلغ استثمار فيسبوك في تمويل المجموعات الخاصة ببناء الميتافيرس حوالي ٥٠ مليون دولار إلا أن الأبحاث تشير إلى أن تنفيذ أي ميتافيرس حقيقي سيتطلب عقد أو أكثر حتى يتم إطلاقه عالميًا، وسيستغرق الميتافيرس الذي تصممه شركة فيسبوك ما يقرب من ١٠ إلى ١٥ سنة وتطمح فيسبوك أن لا تتجاوز مدة الإنتهاء من أعماله أكثر من ذلك حيث ترى أنه المنقذ الوحيد لها بعد الإتهامات الموجهة إليها في التأثير السلبي على الشباب والمراهقين وقالت الشركة، سيوفر الميتافيرس فرصة التعليم والترفيه للأشخاص الذين تكون لهم هذه الفرصة محدودة كما ترى أنه سيكون أرض خصبة للمبدعين والفنانين.