بعد أزمة التايوان.. هل تستطيع الولايات المتحدة وقف الشبح الصيني؟

تقارير وحوارات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية في توتر كبير وذلك بسبب التوسع الصيني في العالم والذي أصبح فيها يهيمن علي الاقتصاد العالمي.

ولذلك تحاول الإدارة الأمريكية تحجيم الشبح الصيني الذي أصبح يهدد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العالم ولهذا قامت الولايات المتحدة بالعديد من الإجراءات من أجل تحجيم الصين حتي وصلت إلي أعلن الولايات المتحدة الأمريكية الدفاع عن التايوان ضد الصين.

ولذلك تحاول"الفجر" رصد أخر التطورات بين الصين وأمريكا.

تحجيم الشبح الصيني

قال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية والإقتصادية، بعد الحرب التجارية بين الجانبين، طفا علي الصورة صراع نفوذ، حيث تسعى واشنطن من خلال استراتيجيات بناء التحالفات المتعددة مع العديد من الدول البارزة في النظام الدولي إلى تحجيم الشبح الصيني، لذا قامت بتحالف أمني (أوكوس) لمحاصرة الصين في منطقة البحر الهادئ مرورا بأول اجتماع مباشر لتحالف "كواد" إلى تهديد أميركا بالتدخل عسكريا للدفاع عن تايوان إذا ما شنت الصين هجوما عليها، وسط غضب بكين التي تعدت حدود الإنسان وحقوقه مع مسلمي الصين.

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن بايدن يسير على خطة ترامب، التي لم تأتي بجديد في سياسته سوي الخيانات كما فعل بأفغانستان وسيفعلها مع تايوان وغيرها، لكن أمريكا لا تغفل أن روسيا لم تعد منافسا مباشرا لواشنطن بالمقارنة مع ما يعتبره صعودا مقلقا للقوة الصينية على الصعيد العالمي.

وتابع:" وهو الأمر الذي دفع واشنطن لإعلانها عن تحالف "أوكوس" مع بريطانيا واستراليا في خطوة لإعادة ترتيب هيكل القوة في منطقة المحيط الهادئ بموجبها، تمنح الولايات المتحدة وبريطانيا لأول مرة تكنولوجيا ضرورية لأستراليا لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، وكأنها محاولة لمواجهة النفوذ الصيني في بحر الصين الجنوبي، إذ تعد المنطقة بؤرة ساخنة للتوترات على مدار سنوات.

وأشار فضلون، أن الصين تُخفي ركودًا اقتصاديًا خطيرًا، وتنزلق إلى نظام شمولي هشّ، بسبب إرث سياسة ( الطفل الواحد)، لتري أخيرًا أطول تباطؤ شهده عصر ما بعد ماو، حسب مايكل بِكلي، أستاذ العلوم السياسية المساعد في جامعة «تافتس»، وهال براندز، إذ انخفض معدّل نموّ الناتج المحلي الإجمالي الرسمي من 15% عام 2007، إلى 6% عام 2019، ثمَّ جاء الوباء ليهبط بالنمو إلى ما يزيد قليلًا على 2% عام 2020.

 أمّا الإنتاجية، المُكوِّن الأساسي لصناعة الثروة، فانخفضت بنسبة 10% بين عامَي 2010 و2019، لذلك باتت تايوان أكثر عزمًا على حماية «استقلالها»، فيما بدأت البلاد المحيطة ببحر الصين الجنوبي في التحوُّط ضدّ الصين وحصلت فيتنام على صواريخ ساحلية متحرِّكة، وغواصات هجوم روسية، وطائرات مقاتلة جديدة، وسفن مسلَّحة بصواريخ «كروز»؛ وغدت سنغافورة شريكًا مهمًّا للولايات المتحدة، فيما رفعت إندونيسيا إنفاقها على الدفاع بنسبة 20% عام 2020، وبنسبة 21% عام 2021، وحتى الفليبين عادت لتطالب بحقوقها في بحر الصين الجنوبي، لتتحول "المنافسة من دون كارثة" بالانحراف نحو "المنافسة من أجل المنافسة"، ومن ثمّ الوقوع في دائرة المواجهة الخطيرة، منذ تولي بايدن العجوز.

واختتم الخبير في الشؤون السياسية والإقتصادية، إذا الحربَين التجارية والتكنولوجية، مضافتَين إلى حرب أيديولوجية سِمَتُها «رهاب الصين» (سينوفوب)، يمكن أن تنقلا المواجهة إلى مستويات أخرى، بنقاط ساحنة أخرى، أهمُّها: انتقال التركيز الأميركي إلى منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، صياغة الولايات المتّحدة شراكات أمنيّة في سبيل احتواء الخصم الصيني وتطويق صعوده.

زيادة التوترات

صرح الكاتب الصحفي محمد العالم، المتخصص في الشأن الأمريكي، أن العلاقات الامريكية الصينية متوقع زيادة نسبةً حدة التوترات فيها بشكل غير مماثل لما سبق خلال السنوات القادمة، الدراسات الامريكية تقول ان اكثر من 73% لديهم وجهة نظر سلبية عن الصين وفقا للسياسات الأمريكية الثابتة تجاهها.

و أضاف الكاتب الصحفي محمد العالم في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن البيت الأبيض أعلنها صراحةً أن الولايات المتحدة الأمريكية ستدافع عن تايوان حال هاجمتها الصين، يظهر هذا أنه تحولا سياسيا أمريكا، في التشريعات الداخلية الأمريكية تلزم ادارة بايدن بالدفاع عن تايوان، وأن الولايات المتحدة الأمريكية حاليا تحاول إنشاء حزب عالمي جديد تستطيع به تضييق الخناق على التمدد الصيني عالميا، وآخرها المثلث الأمريكي البريطاني الأسترالي على حاسب أوروبا نفسها.

وأكد المتخصص في الشأن الأمريكي، أن الولايات المتحدة انسحبت من دورها العسكري بشكل كبير في الشرق الأوسط وأفغانستان في نظرة منها إلى الصين وتمددها، ويوحي هذا لأن القضايا الخلافية التي ستحاول الصين فيها فرض الهيمنة ستجد معارضة أمريكية واضحة معها قوي دولية مؤيدة للموقف الأمريكي، وهذا ما يمهد العي حرب اقتصادية تكنولوجية وحرب نفوذ عالمي أخري في الطريق.