أغضب تركيا.. ما أسباب التعاون العسكري المشترك بين فرنسا واليونان؟

تقارير وحوارات

تعاون عسكري بين فرنسا
تعاون عسكري بين فرنسا واليونان


خرج وزير الخارجية التركي يستنكر التعاون العسكري المشترك بين اليونان وفرنسا لأن هذا التعاون يهدد حلف الناتو، ولكن رأى المراقبون أن تركيا تخش من هذا التعاون الذي جاء بين فرنسا واليونان بسبب مصالح تركيًا في شرق المتوسط.

ولذلك تحاول "الفجر" رصد أخر التطورات في هذا التعاون:

تركيا تهدد شرق المتوسط
وفي البداية، أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التعاون المشترك بين اليونان وفرنسا يعتبر تعاونا جاء بسبب تركيا التي أصبحت تهدد شرق المتوسط، فلذلك التعاون سوف يجعل اليونان قادرة بشكل كبيرة في مواجهة تركيا.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المشكلة في هذا التعاون أن هاتين الدولتين في حلف الناتو وهذا الحلف موجودة فيها الولايات المتحدة الأمريكية، فهل تسمح الولايات المتحدة الأمريكية لتكوين قوة عسكرية منفصلة عن الحلف؟.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تركيا قد احتلت جزءا من قبرص، وأطلق عليه قبرص التركية وذلك بعد حرب خاضتها مع قبرص مع أنه لا يوجد اعتراف دولي بذلك ولكن تركيا تستغل هذا وتحاول التنقيب عن بترول وغاز في ظل الضعف الاقتصادي الموجود الآن في تركيا.

التحديات الموجودة في اليونان
وقال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير في الشؤون السياسية، أن اليونان تواجه اليوم عدة تحديات إقليمية تمثل أيضا تحديات تواجه أوروبا كلها فلذلك جاء هذا التعاون بين يونان وفرنسا بسبب المصالح المشتركة في شرق المتوسط والساحل والخليج.

وأضاف الدكتور إبراهيم جلال فضلون، أن تركيا تواجه عزلة دولية اللهم إلا من جبهة الصين وروسيا اللتين باتا لا يعولان على قوة تركيا وإلا ما أهين أردوغان أمام أبواب الكرملين وحيطة الروس لذا فالاستثمار الأوروبي لا يكون مع تركيا المتأخونة في علاقة سيئة مستدامة مع التنظيمات الإرهابية لأن رؤية أوروبا والقوى الكبري الاستراتيجية والجيوسياسية متشابهة وقد زاد التحالف الأخير قوة بين مصر واليونان وقبرص، وهذا دفع فرنسا للإخذ الحيطة بعد مكاشفة بعيدة للأحداث لاسيما عمليات التنقيب التركية عن المحروقات في شرق المتوسط خصوصا في المياه القبرصية، متجاهلة التحذيرات الأوروبية بفرض عقوبات على خلفية العمليات الغير مشروعة التي تمثل انتهاكا للقوانين الدولية.

واختتم الخبير في الشؤون السياسية، أن تركيا تحولت إلى دولة تمارس القرصنة في شرق المتوسط وتصر على السير في طريق انتهاك الشرعية الدولية الذي اختارته، فكانت الموافقة بأتجاه فرض عقوبات أكثر حدية قد تشمل الاقتصاد التركي الذي يعيش انكماشا آخذا في التفاقم نتيجة العقوبات الأميركية التي فرضت على أنقرة بعد شرائها منظومة الدفاع الروسية " إس 400" إذن تركيا هي بلد لا أمن ولا أمان.