ياسر شوقي يكتب: هوليوود الشرق.. أرض الدمال والفن

مقالات الرأي

ياسر شوقي
ياسر شوقي


لكل مرحلة فى تاريخ السينما المصرية جمالها، وكلما كانت السينما قريبة من الناس رفعها الناس فوق رءوسهم، وعندما تبتعد، يبتعد الناس عنها منتظرين عودة الروح للفن الذى غير تاريخ البيزنس فى العالم..

من قلب مصر وإلى كل محيطها الإقليمى غنت أم كلثوم وقدمت شادية أروع ما لديها، وأبهجت السندريلا سعاد حسنى قلوب الملايين، وأسرت فاتن حمامة بهدوئها ورقيها عشاق الفن السابع، وكذلك فعلت هند رستم، وميرفت أمين، ونجلاء فتحى، وشويكار، وغيرهن ممن شكلن طابورا طويلا من الفنانات اللائى أسرن عشاق فن الجمال بذوقهن وشياكتهن واختيارهن الفريد لموضوعات أفلامهن، وطريقة تجسيد الشخصية من لحم ودم.. وأيضاً لياقة ذوقهن وكلامهن فى الحياة العامة مع ما يقدمن على الشاشة، هكذا عرفنا السينما وهكذا أحببناها، وتفاعلنا مع مواهب أكدت أن الحياة بلا فن هى حياة ميتة بلا قلب، وخالية من الذوق، نبضها عنف، ودمائها صراع لا رحمة فيه على لقمة العيش.

ومنذ ذهب جيل الخمسينيات والستينيات من الفنانات سواء بالاعتزال أو نهاية الأجل، ونحن ننتظر البديل، تابعنا بشغف كل المواهب التالية، وشجعنا ودعمنا لكن النتيجة كانت دائما فى صالح الجيل القديم، فى الموهبة والذوق والشياكة واللياقة.

ولهذا نفاجأ سنوياً بفنانات مصر على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة السينمائى الدولى، وسبب المفاجأة، أو الصدمة لدى البعض ليس رداءة ما يرتدين، ولا غرابته، ولا استفزازه، ولكن لكونه نشازا خارج عن اللياقة، فما يقدمنه طوال العام وما يصرحن به لا يعبر عن ما نراه من تحرر على السجادة الحمراء، نحن نسمع منهن طوال العام ونقرأ عما يعبر عن عقول مغلقة، يقودها المجتمع ولا تقود.. كان يمكن تقبل تلك الأزياء بصدر رحب لو كانت ضمن سياق فنى عام يؤيدها، لكن رفض تصوير المشاهد السخنة، وارتداء المايوهات فى الأعمال الفنية، وهذا حقهن لا مناقشة فيه، وإن كان بعيدا عن منطق السينما كونه فن تجسيد أصلاً، يصيب فعلاً بالدهشة، كما أن التعليقات على تلك الأزياء على وسائل التواصل الاجتماعى وإن كان مستفزاً لكنه يكشف مدى تأثير فنانات مصر حالياً، وماذا يقدمن؟.