المدارس تضرب بقرارات "الوزير" عرض الحائط

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


رفعت مصروفات العام الدراسى.. الفصول مكتظة.. وطلاب بلا كمامات

مع بداية العام الدراسى، انتشرت عدة مشاهد داخل المدارس تسببت فى إثارة الرأى العام ضد وضع التعليم بمصر، وتصدر اسم الوزير طارق شوقى أغلب منشورات «السوشيال ميديا» للتنديد بما أسموه «كوارث العام الجديد»، فمع اليوم الأول للعام الدراسى ٢٠٢١، ارتفعت صرخات أولياء الأمور بسبب انتشار مشاهد تثير الفزع لمجموعة طالبات تغنى بالطابور الصباحى أغنية للفنان تامر حسنى، ولكن لم يوضح الفيديو اسم المدرسة أو هويتها، كما تم تداول صور لطلاب يجلسون على الأرض بدون ديسك، وآخرون يخرجون فى مواعيد غير المحددة لينضموا لأعداد المفقودين.

وبالرغم من أن وزارة التربية والتعليم، أكدت قبل بدء العام الدراسى على اتخاذها جميع التدابير الوقائية والإجراءات اللازمة لمنع التكدس والحفاظ على سلامة الأبناء وحل مشاكل الاستغلال المادى داخل المدارس، إلا أن الواقع جاء عكس المعلن عنه منذ بداية العام الدراسى الأول الذى يرحب بعودة التلاميذ إلى الفصول منذ بداية جائحة كورونا.

1- إهمال وتكدس

فمنذ اليوم الأول للدراسة، انهالت شكاوى أولياء الأمور داخل المدارس الخاصة والحكومية والتجريبية أيضًا، بسبب عدم تنفيذ الوعود التى صرح بها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم فى البيانات الصادرة قبل بداية الدراسة، فتقول ولى الأمر مى وحيد، إن ابنها فى الصف الأول الابتدائى تعرض لضياع حقيبته وتحطم نظارته أثناء خروجهم إلى الفسحة داخل مدرسة خالد بن الوليد المشتركة فى الإسكندرية، أثناء الطابور الصباحى، بسبب تكدس التلاميذ على السلالم بدون وجود تنظيم أو اهتمام بالتباعد الاجتماعى لمنع نشر العدوى.

 وأكدت أنها حينما توجهت إلى المدرسة لتقديم شكوى بسبب إهمالهم فى صحة وسلامة الطلاب خاصة الأطفال من بينهم، أخبروها أن العام الدراسى يمر مثل كل عام ولا يوجد إخطار وصلهم فيما يتعلق بفكرة التباعد الاجتماعى، مؤكدة أن لديها فى الفصل الواحد ما يقارب الـ ٤٥ طالبًا وطالبة وبالتالى يصعب التحكم فيهم طوال اليوم.

2- كثافة الفصل تصل لـ110 طالب


ولم يسلم أولياء أمور المدارس الخاصة والرسمية لغات من خداع الإدارات، فكانت الكثافة هذا العام تفوق الاحتمال، وتقدم آلاف أولياء أمور المدارس الخاصة التى وعدتهم أن عدد الفصول لن يتخطى الـ ٣٠ طالبًا وفوجئوا بأعداد كبيرة جدًا.

وتقدمت سحر محمد، بشكوى لإدارة أكتوبر بسبب وصول مدرسة عثمان بن عفان بـ ٦ أكتوبر لكثافة ١١٠ طلاب داخل الفصل الواحد، ووعد مدير المدرسة بتدارك الأزمة ولكن بعد الانتظام فى الدراسة وحتى الآن لم يتم حل الأزمة، وانضمت لقائمة الشاكيات ماجدة كريم لتؤكد أن فصل أبنائها بمدرسة جواد حسنى التجريبية وصل لـ٩٨ طالبًا، وأكدت أن توأمها يعود يوميًا بدون تناول الطعام ودون كتابة حرف واحد خلال الأسبوع الأول من الدراسة.

واعترض آلاف الآباء من خلال التعليق على صفحة وزارة التربية والتعليم عن عدد الطلاب بفصول مدارس أولادهم، بالرغم من أنهم ينفقون أموالًا كبيرة لاختيار مدارس أفضل لهم، وعند التقديم بالمدرسة أبلغتهم الإدارة أن الأعداد لا تتخطى ٣٠ طالبًا وهو عكس ما تم فى كل من مدرسة رمسيس كوليدج التى وصل عدد طلابها لـ ٤٤ طالبة فى كى جى ٢، وسان جوزيف مصر الجديدة وصلت لـ ٥٠ طالبة فى كى جى ١، ووصلت باك لاين الرسمية لغات لـ ٥٥ طالبًا، وغيرها من آلاف المدارس التى لا حصر لها حتى تحولت الشكوى لظاهرة إجبارية بغض النظر عما يتكبده ولى الأمر من مصروفات.

3- ارتفاع مصروفات كتب المدارس التجريبية

يبدو أن الإجراءات الاحترازية لم تكن الأزمة الوحيدة التى واجهها أولياء الأمور، فقبل عدة أيام أثارت المدارس التجريبية غضب أولياء الأمور بسبب ارتفاع مصروفات الكتب الدراسية، فقالت بهجة يوسف، إن مصروفات المناهج وصلت إلى ١٥٠٠ جنيه فى مدرسة كلثوم التجريبية، مؤكدة أنها تنفق مبلغا كبيرا على أبنائها الثلاثة داخل المدرسة من أجل الكتب لتصل مصروفات الطالب الواحد فى المدرسة إلى ١٣ ألف جنيه، وهو ما يشبه مصروفات المدارس الخاصة والدولية، وذلك بالرغم من تصريحات الوزير بأنه سيتم تخفيض المصروفات ومنع الاستغلال بالمدارس.

 ودشن أولياء أمور المدارس التجريبية والمميزة «جروبات» على مواقع التواصل الاجتماعى للتنديد بأسعار الكتب المدرسية الإجبارية، وفعلوا «هاشتاج» ضد وزير التعلم وتوجهوا فى مجموعات للإدارات التعليمية ولكن دون جدوى.

4- إلغاء المستوى الرفيع دون إبالغ ولى الأمر

استغلت المدارس الخاصة والمتميزة كثافة المناهج وقامت بإلغاء المستوى الرفيع للطلاب دون إبلاغ أولياء الأمور الذين اختاروا المدرسة وفقًا لمنهج الـ «هاى ليفل» الخاص بها، وتحججت المدارس بأن الوزير أجبر المدارس بتدريس مناهج الوزارة فقط، وهذا ما قالته مديرة مدرسة كلية البنات القبطة التى فاجأت أولياء الأمور فى اليوم الأول بالاكتفاء بمنهج الوزارة، وتبعتها مدرسة نوتردام بفروعها المختلفة وغيرها من المدارس، وتحولت المدارس الخاصة لمدارس تجريبية دون أى فرق، فكان المميز فقط هو تدريس مناهج إضافية تم إلغاؤها هذا العام.

5- إجبار الطالب على خلع الكمامات

أما فى مدرسة السيدة خديجة، ففرضت إحدى المعلمات على الطالبة غالية على بالصف السادس الابتدائى، أن تقوم بنزع الكمامة بحجة أنها تشك فى كونها تتحدث مع الفتاة المجاورة لها، وبالرغم من أن الطالبة رفضت ذلك مؤكدة أن والدتها حذرتها من خلع الكمامة داخل الفصل لأنها مصابة بالأنيميا ما يعنى ضعف مناعتها، إلا أن المعلمة أصرت على طلبها مهددة إياها بأنها ستقوم بمعاقبتها بالتذنيب طوال الحصص ومنعها من نزول الفسحة ما اضطر الفتاة للخضوع إلى أمرها بالرغم من خطورة ذلك على صحتها.

وحينما أقدمت ولى الأمر على تقديم شكوى داخل المدرسة، أخبرها المدير أن المعلمات يلتزمن بجميع الإجراءات، ولكن يجب نزع الكمامات خلال الحصص لمنع استغلال الطلاب لها فى التحدث فيما بينهم أو تناول الطعام ما يعيق تركيزهم فى الدروس، مؤكدًا أنه لا يوجد أوامر رسمية صادرة من الوزارة تفيد بإلزام الطلاب بارتداء الكمامات داخل الحصص.

6- "صعوبة المناهج"

فيما تقدمت سلوى وحيد، بشكوى تفيد أنه بالرغم من تصريح الوزير بأن المناهج الحديثة تساعد الطلاب على قضاء وقت فراغ أطول لاكتشاف هواياتهم ومنع الكبت لديهم، إلا أن المناهج فى واقع الأمر أصبحت أكثر كثافة وتسبب ضغطًا أكبر على الطالب كما أنها تعتمد على الحفظ وليس الفهم عكس المستهدف من الوزارة، وفقًا لبياناتها الصادرة فى الفترة الأخيرة.

وكانت آخر الأزمات التى أثارت جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، هى ظهور علم فرنسا بإحدى المدارس بدلًا من علم مصر، ولكن بالرغم من هذه المشاكل إلا أن البيان الأخير الذى صدر عن الدكتور طارق شوقى، اهتم بتشديد الرقابة على المدارس ومنع التصوير بداخلها لمنع إثارة الفوضى والبلبلة وذلك بدلًا من النظر فى إيجاد حل جذرى لهذه المشاكل.

ومن هذا المنطلق، حاولنا التواصل مع الدكتور رضا حجازى، نائب وزير التربية والتعليم، للرد على هذه الشكاوى التى تتعارض مع ما وعدت به الوزارة أثناء استعداداتها للعام الدراسى، إلا أنه امتنع عن الرد علينا.