ننشر بالتفاصيل.. خريطة التوزيع الجغرافى لتمويل الإخوان فى مصر

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


اختيار شقة حدائق الأهرام جاء ضمن خطة ضخ الأموال بمناطق كرداسة والهرم

اعتاد تنظيم الإخوان الإرهابى على التمركز داخل أماكن بعينها للاحتفاظ بداخلها على مصادر تمويل أنشطته الإرهابية، ولكن خلال الأسابيع الماضية استطاعت قوات الأمن إجهاض أحد مخططات الجماعة الإرهابية التى تستهدف المساس بالأمن الوطنى، حيث عثرت على غرفة سرية داخل شقة القيادى الإخوانى يحيى مهران عثمان -أحـد الأذرع الرئيسية للقيادى الإخـوانـى المحبوس صفوان ثابت- بحدائق الأهرام بالجيزة، والتى استخدمها فى إخفاء أموال التنظيم، وعثر بداخلها على مبلغ ٨ ملايين و٤٠٠ ألف دولار أمريكى، وبعض العملات الأخرى فضلا عن كمية من الذخائر.

الغريب فى الأمر أن تلك المنطقة لا تعد ضمن مناطق تمركز التنظيم الإخوانى، لتثير التساؤلات هل لجأ التنظيم إلى تغيير مناطق تمركزه بهدف الهروب من الملاحقات الأمنية؟، «الفجر» تجيب عن هذا السؤال من خلال بعض المصادر عبر السطور التالية.

القيادى الجهادى السابق نبيل نعيم، قال لـ «الفجر»: إن «تنظيم الإخوان الإرهابى يتعمد أن تكون أماكن التمويل مغايرة للأماكن المعروف تواجد أعضاء الجماعة بها، بحيث تكون بعيدة عن أنظار الأمن، وهذا ما حدث فى واقعة شقة حدائق الأهرام لإخفاء أموال التنظيم، فمن ضمن الخطة أن يكون عقد الشقة باسم شخص غير معروف نهائيًا للجهات الأمنية، وفى الغالب يتم استئجار أشخاص لا علاقة لهم بالتنظيم للاتفاق وتوقيع عقد الشقة، حتى لا يكونوا موضع شك لأى شخص».

وكشف «نعيم» عن خريطة أماكن تمويل تنظيم الإخوان الإرهابى، قائلا إن: «أماكن التمويل موزعة على مستوى الجمهورية، بشرط أن تكون قريبة من مواقع تمركز أعضاء التنظيم حتى تسهل عملية الصرف على أفراد التنظيم، موضحًا أن اختيار شقة حدائق الأهرام ليس بالصدفة ولا بشكل عشوائى، لكن هذا ضمن عملية خطة تمويل التنظيم فى مناطق تمركزهم بكرداسة ومدينة ٦ أكتوبر والهرم وفيصل، أما تمويل منطقة بولاق الدكرور وإمبابة فيقع فى المهندسين، والتجمع الخامس والقاهرة الجديدة مركز تمويلهم بمدينة نصر، أما منطقة ١٥ مايو فمراكز التمويل بمناطق حلوان والمعادى والبساتين ومدينة السلام، وتغطية تمويل مناطق شبرا الخيمة والعبور وبنها والمرج بمصر الجديدة».

وأوضح أن مناطق التمويل تشمل أيضا المحافظات والتى من أهمها محافظة الفيوم، حيث قام الإخوان بزرع مكان لهم بمحافظة بنى سويف ليكون مصدر التمويل بالفيوم والمنيا، وكذلك محافظة البحيرة تمركز التمويل الخاص بها يقع فى محافظة كفر الشيخ وطنطا، أما الإسكندرية فيقع تمركز التمويل لها بمحافظتى دمياط ومرسى مطروح.

وتابع القيادى الجهادى السابق: «رغم كل الاحتياطات الأمنية التى يقوم بها تنظيم الإخوان الإرهابى، إلا أنهم مخترقون من قبل عناصر الأمن والتى نجحت فى إحباط إعادة نشاط التنظيم بعد الحجز على الأموال بشقة حدائق الأهرام، ليمثل ذلك ضربة موجعة للتنظيم ستتسبب فى أعطال عملية التمويل داخل مناطق ومحافظات مصر لفترة طويلة، لكن مازال الإخوان يمتلكون أموالًا ضخمة داخل وخارج مصر، هذه الأموال كانت توزع على مراكز التمويل بالمحافظات للقيام بعمليات إرهابية بهدف ضرب حركة الاقتصاد المصرى».

من جانبه، أكد ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الأخطر من الأموال التى ضبطتها الجهات الأمنية بشقة حدائق الأهرام والتى تخص الجناح الاقتصادى لتنظيم الإخوان الإرهابى المسئول عنه صفوان ثابت، أنها تعد مدخرات واستثمارات تنظيم الدعوة للإخوان بالخارج، والتى لا حصر لها لأنها منتشرة بجميع أنحاء محافظات مصر، وتدخل فى عمليات البناء وشراء العقارات والأراضى وسلاسل محلات البقالة، والعناصر الإخوانية لا يعلم من حولهم بأنهم يقومون باستثمار أموال للتنظيم، موضحا أن استثمارات أموال الدعوة فى تزايد مستمر أكثر مما سبق.

وأضاف «فرغلى» أن أماكن تمويل تنظيم الجناح الاقتصادى، تتغير من حين لآخر بشكل عشوائى، وهذا يفسر لماذا اختار الإخوان منطقة حدائق الأهرام، حيث أنها لا علاقة لها بأماكن تمركز أعضاء التنظيم، فمن الطبيعى أن تكون هذه الأموال فى التجمع وليس حدائق الأهرام.

وأوضح أنه من الصعب أن يصبح تمركز أعضاء التنظيم معروف للجميع لعدة أسباب أهمها أن انتقالهم سوف يسبب شكوكا لدى الجهات الأمنية، كما أن أعضاء التنظيم خارج السجون فى حالة سكون وخمول واختباء، ولديهم تعليمات تأتى إليهم سواء من قيادات داخل أو خارج مصر بـ«الحفاظ على إخوانيته» دون تحدث مع أحد أو الكشف عن هويته.

وقال سامح عيد، منشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إنه: «حدثت تغييرات فى تنظيم جماعة الإخوان بعد ٣٠ يونيو، أهمها فصل أماكن التمويل عن نقاط تمركز أعضاء التنظيم، ومع ذلك تعرض التنظيم إلى العديد من الضربات التى جعلت من الصعب القيام بأى أعمال إرهابية، كما أن التنظيم يقوم حاليًا بجمع اشتراكات العضوية بحجة الإنفاق على السجناء من أعضاء التنظيم، لكن الأهم من ذلك لديهم هو الحفاظ على عناصر التنظيم خارج السجون، لبث أفكار خاطئة بأن الجماعة تتعرض للظلم وبذلك تصبح القضية مستمرة، وحتى يضمن التنظيم الإرهابى بقاء انتماء عناصر للجماعة».