"موكب أسطوري".. ننشر تفاصيل حفل افتتاح طريق الكباش في الأقصر (صور)

أخبار مصر

طريق الكباش في الأقصر
طريق الكباش في الأقصر

أيام قليلة تفصلنا عن حدث تاريخي هام يوازي موكب المومياوات الملكية، الذي شهده وانبهر به العالم أجمع في أبريل الماضي، والحدث الجديد هو افتتاح طريق “المواكب الكبرى” والمعروف باسم "طريق الكباش" في مدينة الأقصر، حيث تم  تطويره وترميمه في فترة استغرقت سنوات بدأت قبل  يناير 2011، حتى انتهى وبات العالم كله على موعد مع إبهار جديد ستحققه مصر كما فعلت في موكب المومياوات الملكية الذي انطلق من المتحف المصري في التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية في الفسطاط.

طريق الكباش 

حدث أسطوري

الأقصر على موعد مع حدث تاريخي بافتتاح طريق الكباش الممتد بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر منذ آلاف السنين، حيث كانت تقام فيه قديمًا المواكب واحتفالات عيد الأوبت، فيخرج موكب المعبود أمون  من معابد الكرنك إلى معبد الأقصر عبر طريق المواكب الكبرى "الكباش" والعودة إلى معابد الكرنك مرة أخرى، حيث كانت تعم الاحتفالات العظيمة أرجاء طيبة "الأقصر"، وهو ما تسعى له الدولة بكل أجهزتها لاستعادته في حفل افتتاح طريق الكباش، وذلك بما يليق بعظمة الحضارة المصرية، خاصة وأن ذلك يتزامن مع حالة الاستقرار التي تعيشها مصر وانعكست علي اهتمام الدولة بتراثها وآثارها. 

موعد الموكب 

وكان قد وقع الاختيار على تاريخ الرابع من نوفمبر للاحتفال بافتتاح طريق الكباش والذي لم يأت مصادفة، بل تم اختياره لكونه يتزامن مع العيد القومي لمدينة الأقصر، ففي هذا اليوم تم اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام ١٩٢٢م، ولكن هناك أنباء ترددت عن تأجيل موعد الاحتفالية على أن تكون خلال شهر نوفمبر أيضًا. 

فقرات مميزة

وكما أبهرت مصر العالم في موكب المومياوات الملكية بغناء أنشودة إيزيس التي ظلت عالقة في الأذهان طويلا، فإنه من المقرر أن يتم في افتتاح طريق الكباش عرض  وغناء أنشودة آمون العظيمة، وهي أنشودة مصرية قديمة سيتابعها العالم كله عبر قنوات محلية وعالمية كثيرة ستنقل الحدث.

طريق الكباش 

التجهيزات على قدم وساق 

وعلى أرض الأقصر تجري على قدم وساق التجهيزات والبروفات في معبد الأقصر، حيث يتواجد هناك المايسترو نادر عباسي لعمل بروفات على الحفل الذي سيقود الأوركسترا الخاصة به، كما أن الحفل يتضمن عدة فقرات منها ما هو في نهر النيل حيث تبحر عدة قوارب ستتم إضاءتها بشكل مبهر، وفي الكرنك سيكون هناك مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس مصرية قديمة وسيقومون بالسير ضمن الموكب حتي معبد الأقصر، كما أن ضمن الفقرات ستتم إضاءة معبد حتشبسوت بأضواء ساحرة ورائعة. 

معبد حتشبسوت 

 

وسبقت ذلك مناقشات كثيرة بين مسئولي الآثار والجهات المختصة المشاركة في الحدث للوصول إلى أفضل شكل للديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التي ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركين في الاحتفالية والموسيقي المصاحبة لها.

 

وحرصت كل جهات الدولة المشاركة في الحدث علي تأكيد أهمية الالتزام بالهوية البصرية للأقصر في كافة المشروعات والأعمال التي تمت ضمن المشروع، خاصة طلاء المنازل والواجهات والميادين، وذلك ضمن الرؤية الفنية للاحتفالية لتضم أيضا الديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التي ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التي سيرتديها المشاركين في الاحتفالية والموسيقي المصاحبة لها، بهدف إضافة هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية.

 

وستلقي الاحتفالية الضوء على أماكن الزيارة الجاذبة على هذا الطريق وتجهيزها لتكون معرضا للصور النادرة من القرن ١٩، والتي تروي تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الذي يربط بين المعابد وأهم الاكتشافات الأثرية، وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة، كما سيتم تزويد هذه الصور ببطاقات تعريفية وعمل كيو آر كود (QR Code) لها لتحويل الزائر على الموقع الإلكترونى للوزارة لمزيد من المعلومات عن الصور والمعرض والطريق، كذلك إتاحة طريق المواكب للزيارة عن طريق تمهيد الممشى ورفع كفاءة الطريق وعمال إضاءة ليلية، بالإضافة إلى تزويد الطريق بعدد من اللوحات الإرشادية يتم تصميمها بمواد مقاومة لأشعة الشمس.

تجهيز المنضاد 

وفي منطقة معابد الكرنك تم رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بجميع المواقع الأثرية بصفة عامة وتلك الموجودة على مسار زيارة معابد الكرنك،لإتاحتها لجميع المواطنين والسائحين وتحسين تجربة الزيارة لهم وجعلها زيارة ممتعة، كما تم تدعيم مسار زيارة معابد الكرنك بمزيد من اللوحات الإرشادية، لتعطي للزائر فكرة توضيحية عن الموقع الأثري ككل، وعن كل أثر على حدة، بالإضافة إلى إحلال اللوحات القديمة بأخرى جديدة لتكون أكثر تفاعلا مع الزائر، بحيث تضم رسما توضيحيا لمسار الزيارة وأهم الآثار الموجودة بالمنطقة وإرشادات الزيارة، وخاصة تلك المتعلقة بالإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية المطبقة بالمواقع الأثرية للوقاية من فيروس كورونا.

 

وأيضا رفع كفاءة دورات المياه ونظم الإضاءة والممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وإضافة المزيد من المقاعد والمظلات لراحة السائحين، كما تم تطوير الساحة الخارجية لمعابد الكرنك، وشمل ذلك تجديد وإحلال الأرضيات، وتزويدها بالإضاءة المناسبة ودهان الأسوار، وكذا أعمال الزراعة من الأشجار والنخيل وأحواض الزهور بالمسطحات الخضراء، لتحقيق مظهر حضاري متكامل للموقع بما يتفق مع القيمة الأثرية والسياحية للمنطقة بأكملها.

كما قام فريق الترميم من وزارة السياحة والآثار  بالتعاون مع عدد من خريجي أقسام الترميم بجامعتي الأقصر وجنوب الوادي ومعهد الترميم بالأقصر، بترميم العمود الأول بصالة الأعمدة الكبري بمعبد الكرنك وإظهار ألوانه الأصلية، وذلك بعد إزالة آثار التلف التي سببتها عوامل التعرية واستكمال أعمال الترميم لباقي الأعمدة تباعا، حيث أن أعمال الترميم بصالة الأعمدة الكبري بمعبد الكرنك تشمل ترميم الأعمدة التي على هيئة زهرة البردي المفتوح كمرحلة أولى ثم باقي الأعمدة كمرحلة ثانية، وذلك تمهيدا للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير طريق الكباش في احتفالية كبرى.

 

الأعمال تضمنت أيضا إزالة الأتربة ومعالجة آثار عوامل التعرية من علي الأعمدة والبالغ عددها ١٣٤ عمودًا وارتفاع كل واحد منها نحو ٢٠ مترًا بالإضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها وإظهارها بشكل واضح،وأعمال الترميم شملت أيضا تمثال الملك تحتمس الثاني الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك، وسيتم قريبا البدء في مشروع ترميم صالة الأعمدة بمعبد الأقصر، حيث أن الأعمال بالمعبدين تتم بناء على دراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل للوقوف على أنسب طرق الترميم والتي تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التي أقرتها المواثيق الدولية.