نكشف عن أعمال ترميم طريق الكباش

قبل افتتاحه رسميًا.. تعرف على أعمال تطوير وترميم طريق الكباش

أخبار مصر

جزء من طريق الكباش
جزء من طريق الكباش

قال الدكتور ريحان الخبير الأثري المعروف، إن مجهودات وزارة السياحة والآثار وفرق العمل بها من أثاريين ومرممين ومهندسين ومصورين بأعمال الترميم والتطوير التي مهدت للافتتاح العالمي المرتقب لطريق الكباش والتي بدأت أعمال الترميم والتطوير فيه منذ نوفمبر 2019م، حيث تم ترميم 19 كبشًا من الكباش داخل فناء معابد الكرنك في الجهة الشمالية والذي أعاد الحياة في الجهتين الشمالية والجنوبية بالفناء والبالغ عددها 48 كبشًا تم إنقاذها بالكامل.

مشروع قومي لإنقاذ 29 تمثال

 

وتابع في تصريحات إلى الفجر، أنه من خلال مشروع قومى تم إنقاذ 29 تمثالًا للكباش داخل معابد الكرنك، وذلك بعد نقل أربعة تماثيل كانت موجودة خلف الصرح الأول بالمعبد لتزيين ميدان التحرير، وتبين أن باقى التماثيل تعاني من ضرر ودمار كبير نتيجة سوء نقلها وتخزينها في تلك المنطقة من السبعينات وقت افتتاح عروض الصوت والضوء وتقرر ترميمها وحمايتها من الدمار بعد التصوير الفوتوغرافي لها ورسم توثيقى لمظاهر التلف.

وأشار ريحان إلى أخطاء الترميم السابقة من رفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار الأمر الذى أثر عليها سلبًا  وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلي لها والوصول إلى قاعدة الكبش ومصدرها من نهر النيل لقرب المعبد من نهر النيل والتي أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية. 

أثر الترميمات السابقة 

 

كما أدى ذلك لظهور بعض النباتات في فواصل الأحجار للكباش وجذور النباتات إلى زيادة الضغط في الفواصل مما ساهم في زيادة الشروخ علاوة على نمو للبكتيريا في الأماكن الرطبة بالحجر وظهور بعض التعفنات، ومن أخطاء الترميم القديم وضع مونة أضرت بالتماثيل مكونة من الأسمنت الأسود المحفز للأملاح علاوة على أن صلابته أشد من صلابة الحجر نفسه مما أدى لانفصال وتدهور القشرة الملامسة للأسمنت الأسود.

وعن مجهودات مرممو المجلس الأعلى للآثار أوضح ريحان أنهم قاموا بمعالجة هذه الأمور بوضع التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كلًا على حده، كما تم عمل معالجة أرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية تم التنظيف الميكانيكى لكل كبش لإزالة الأتربة وتقوية الأجزاء الضعيفة منها باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميًا، أمّا الأجزاء الكبيرة فتم استعمال الاستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها وبعد الانتهاء من أعمال الترميم، تم وضع تلك الكباش على مصاطب كبرى تتحمل ثقل كل كبش والذى یتراوح وزنه ما بين 5 إلى 7 أطنان.

كما وجد الكبش الأول مفصول لعدة أجزاء بالإضافة إلى فقد في الأجزاء السفلية، وتم عمل تدعيم بالأسياخ الستانلس للأجزاء المنفصلة وإعادة لصقها ببعض مواد اللصق الكيميائية المتعارف عليها في ترميم الآثار حول العالم حاليًا والمطابقة للمواصفات، وتم عمل رفع مقاسات للأرض لعمل تربة إحلال وعزل للتربة لتجنب عملية الرطوبة مرة أخرى لحماية الكباش بعد إعادتها لموقعها الأصلى من جديد.

فكرة ترميم الكباش 

 

ونوه الدكتور ريحان إلى أن فكرة الترميم اعتمدت على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريبًا وعمق متر ونصف وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثيل لأنها منحوتة من الحجر الرملى، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة في التربة مع عمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد انتهاء أعمال الترميم والصيانة وكل هذه الأعمال تمت بواسطة فريق متخصص من الأثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة السياحة والآثار وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.

وقد أشادت بهذا العمل المبهر ميتشيلد روسلر، مديرة مركز التراث العالمي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وخبراء المنظمة، حين زيارتهم لمعبد الكرنك وهناك أسماء عديدة من آثارى ومرممى وزارة السياحة والآثار يستحقون تسجيل أسماءهم في لوحة شرف ومنهم الدكتور مصطفي الصغير والدكتور صلاح الماسخ وخبراء الترميم بوزارة السياحة والآثار محمد جاد  وسعدى زكى.

وتابع الدكتور ريحان بأن العالم كله يشهد بهذه الإنجازات التي أنقذت تماثيل الكباش ورفعها بالكامل وإظهار جمالها ووضعها على وسائد جديدة صممت خصيصًا لحمايتها وزيادة عمرها الافتراضى لمئات السنين المقبلة كما تم ترميم ورفع كفاءة 29 تمثالًا من الكباش في الجهة الجنوبية وعدد 19 تمثالًا في الجهة الشمالية، وتجهيز معرضًا للصور النادرة من القرن الـ 19 تروى تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الذى يربط بين المعابد، وأهم الاكتشافات الأثرية وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التي كانت تقام في العصور القديمة وسيتم تصوير فيلم خاص بهذه الاحتفالية من إخراج تامر محسن يسجل به جميع مراحل الترميم بمعبد الأقصر والكرنك ومعبد خنوم بإسنا، وتصوير جميع الأماكن الأثرية  في  محافظة الأقصر، كما تم تزويد هذه الصور ببطاقات تعريفية وعمل كيو آر كود (QR Code) لها لتحويل الزائر على الموقع الإلكترونى للوزارة لمزيد من المعلومات عن الصور والمعرض والطريق كما جاء في تصريحات الدكتور مصطفي وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.