ما هي علاقة الكنائس الارثوذكسية بالخمر والزيت؟ ولما تستخدمهما في الصلوات؟

أقباط وكنائس

القربان
القربان

 أدلى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول " القمح والزيت والخمر (النبيذ) في خدمات الكنيسة الأرثوذكسية".


وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في تصريحات له: في صلاة الخمس خبزات التي تقام في صلاة الغروب الخاصة بأعياد القديسين يوضع كأس به قمح وقارورة زيت وقارورة خمر مع الخمس خبزات ويباركهما الأسقف قائلًا: "أيها الرب يسوع المسيح إلهنا. يا مَنْ بارك الخبزات الخمس في القفر. وأشبع منها خمسة آلاف. أنت بارك أيضًا هذه الخبزات والقمح والخمر (النبيذ) والزيت. واكثرهما في هذه المدينة وفي عالمك أجمع...".


وأضاف: "في سفر الرؤيا يقول يوحنا أنه سمع صوت الحَمَل قائلا للجالس على الفرس الأسود وفي يده ميزان: "ثُمْنِيَّةُ قَمْحٍ بِدِينَارٍ، وَثَلاَثُ ثَمَانِيِّ شَعِيرٍ بِدِينَارٍ. وَأَمَّا الزَّيْتُ وَالْخَمْرُ فَلاَ تَضُرَّهُمَا"، وقول الحَمَل "ثُمْنِيَّةُ قَمْحٍ بِدِينَارٍ، وَثَلاَثُ ثَمَانِيِّ شَعِيرٍ بِدِينَارٍ"، يشير إلى شدة المجاعة؛ لأن ثَمَن "القمح" الذي هو طعام الإنسان يساوي ثلاثة أضعاف ثَمَن "الشعير" الذي هو طعام الحيوان. اﻟـ "ثُمْنِيَّة" هي وحدة وزن يونانية تعادل نحو 930 جرامًا، وهذا الوزن من القمح ثَمَنُه "دينار" وهو أجرة عمل يوم كامل، كما يقول يسوع في مثاله عن صاحب الكرم الذي خرج يطلب فَعَلَة: "فَاتَّفَقَ مَعَ الْفَعَلَةِ عَلَى دِينَارٍ فِي الْيَوْمِ، وَأَرْسَلَهُمْ إِلَى كَرْمِهِ".


وتابع: "وهذه الكمية من القمح لا تكفي الإنسان خبز يومه حتى يأكل هو ويُطعم معه زوجته وأولاده، وهذا يعني أن قلة القمح تؤدي إلى شدة الصعوبة الحياة، وقول الحَمَل "أَمَّا الزَّيْتُ وَالْخَمْرُ فَلاَ تَضُرَّهُمَا". ذلك أن "الزيت" يرمز إلى المحبة الإنسانية، كما ذُكر في سفر نشيد الأنشاد "لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى". كما أنه علامة المسحة الخارجية لحلول الروح القدس، ففي العهد القديم بعد أن مسح صموئيل النبي داود بالزيت حل روح الرب عليه. وفي العهد الجديد فإن الكنيسة الأرثوذكسية في "سر الميرون" تمسح المُعَمَّد بزيت الميرون ليحل عليه الروح القدس وينال مواهبه. وكذلك في "سر مسحة المرضى" يُصلَّى على الزيت طلبًا لحلول الروح القدس عليه ثم يُمسح به المرضى من أجل شفائهم من الأمراض الجسدانية والروحية". 


وأردف: "أما "الخمر" فيرمز أيضًا إلى المحبة الإنسانية، كما ذُكر   في سفر نشيد الأنشاد: "مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ"، كما أن تحويل المسيح الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل يشير إلى محبة العروسين بعضهما لبعض. وكذلك لأن الخمر قبل كل شيء هو جزء من عشاء الإفخارستيا، وأن الخمر الذي استحال إلى الدم المسكوب من المخلص يسوع المسيح سيشربه المسيحي على مر الأيام".


واستطرد: "و "الزيت" و"الخمر" معًا يرمزان إلى المحبة الإنسانية والرحمة، كما في مَثَل يسوع عن السامري الصالح الذي مسحَ بالزيتِ والخمرِ جروحَ الذي وقع بين اللصوص، كما أن كل من "القمح" و"الزيت" و"الخمر" معًا هم عطية عُظمى للإنسان، كقول الرب لشعب لإسرائيل: "وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ، وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ"، وكقول داود النبي: "لِيُخْرِجَ مَأكَلًا مِنَ الأَرْضِ... خَمْرًا تُفَرِّحُ قَلْبَ الإِنْسَانِ، وَزَّيْتًا يُشْرِقُ بِهِ وَجْهَهُ، وَخُبْزًا يُشَدِدُ قَلْبَ الإِنْسَانِ".


واختتم: "لهذا في خدمة تقديس الخمس خبزات إلى جانب الخبز يوضع على المائدة كأس به قمح وقارورة زيت وقارورة خمر.