بعد غضب أولياء الأمور والطلاب.. خبراء يوضحون صعوبات منهج رابعة ابتدائى

تقارير وحوارات

طالبات في المرحلة
طالبات في المرحلة الابتدائية_ أرشيفية

زخم كبير وجدل واسع منذ إصدار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، القرار الوزاري الخاص بشأن المقررات الدراسية ونظام التعليم وأسلوب تقييم الصف الرابع من المرحلة الإبتدائية للعام الدراسي ٢٠٢١/٢٠٢٢، وفي ضوء ذلك تعرض " الفجر" كافة التفاصيل وآراء الخبراء للحل.

 

في الحادي والعشرين من سبتمر الماضي أصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، قرارًا وزاريًا يحمل رقم ١٣٣ ويخص المقررات الدراسية ونظام تعليم وطرق تقييم الصف الرابع الابتدائي للعام الدراسي الجديد ٢٠٢١/٢٠٢٢.

 

وبموجب هذا القرار، يتم تدريس ثلاثة عشر مادة للصف الرابع الابتدائي بمدارس التعليم العام الرسمية، والمدارس الرسمية للغات، والرسمية المتميزة للغات، والمدارس الخاصة بكلا نوعيها العربي واللغات، والمواد هي العلوم، الدراسات الاجتماعية، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التربية البدنية والصحية، التربية الفنية والموسيقية، اللغة العربية، أنشطة التوكاتسو اليابانية، اللغة الإنجليزية، الرياضيات، القيم واحترام الآخر، التربية الدينية الإسلامية أو المسيحية.

 

ونسقت وزارة التربية والتعليم مع المديريات التعليمية بكافة المحافظات على توفير التدريبات اللازمة للمعلمين لشرح كيفية التعامل مع المقررات الدراسية الجديدة.

 

ويبدو أن هذا النظام لم يحقق النتيجة المرجوة وبات عبئًا على كاهل الطلبة وأولياء الأمور الذين اتخذوا من مواقع التواصل الاجتماعي ملجئا للتعبير عن رفضهم لهذه المناهج ووافقهم على ذلك عدد من المعلمين والأخصائيين المهتمين بسيكولوجية الطفل.

 

 قالت المهندسة زيزف وفيق، أحد أولياء أمور طلبة الصف الرابع: "هناك مشكلات كثيرة تنطوي تحت عملية التطور فقد بدأنا الدراسة دون كتب، خلال الأسبوعين اللي فاتوا أخدنا كم هائل من الدروس درس مادة العلوم تكييف الحيوانات وتكييف النباتات كل درس يحتوي كم معلومات صعبة وكتير فمثلًا أخدنا الجهاز الهضمي والتنفسي للإنسان وبعض الحيوانات، ومحدش يعرف هل في معلومات لإثراء الطلاب وجزء مناسب هو المطلوب حفظة لأن المصطلحات كتير وصعبة جدًا سواء باللغة العربية أو الإنجليزية".

 

وأضافت "وفيق" في تصريحات خاصة لـ "الفجر": "ينطبق نفس الشيئ على مادة اللغة العربية فالمصطلحات تقيلة وكتير دا غير إن بتاخد نحو ومواطن جمال وفي النص بلاغة ومن بداية الدراسة حتى الآن أخدنا ٤ دروس، كذلك بالنسبة للدراسات الإجتماعية وصلنا لرابع درس منهج غريب بيتكلم عن الوثائق والمصادر وكيفية رسم خريطة والاتجاهات وفجأة قناة سيزوستريت وينتقل منها على قناة السويس الجديدة ٢٠١٥ وكأن تاريخ مصر راح وبعدين درس كيف تنشأ الحضارات والعصور من البدائية للاستيطان جنب مصادر الماء".

 

 وتابعت: "وتكمن المشكلة الرئيسية في إلغاء مناهج الترم الثاني للعام الدراسي ٢٠٢٠/٢٠٢١ وبالتالي الطالب لم يؤسس من الأصل وكان أفضل استكمال المناهج وإعداد الطالب لأن الغرض من التطوير إعداد الطالب لمستوى أعلى إنما ما نراه التطوير يعنى طباعة كتب جديدة لكل عام سواء غيرت من شخصية الطالب أم لا".

 

وفي هذا السياق، قالت هبة الصباحي، المستشارة التربوية وخبيرة العلاقات الأسرية، إنه بالاطلاع على منهج الصف الرابع وجد أنه متطور وبعض مقرراته تجعل الطفل أكثر وعيًا وتدفعه إلى التفكير الإبداعي والابتكاري وبعضها الآخر ينمي لدى الطفل مهارات من الجيد استيعابها في مرحلته العمرية  بالإضافة إلى موضوعات اختراعات واكتشافات العرب التي تغرز فيه منذ نعومة أظفاره فكرة الهوية والانتماء للوطن.

 

وأضافت الصباحي في تصريحات خاصة لـ "لفجر": “عدم تسليم كتب المواد الدراسية حتى الآن سبب نوع من أنواع الإعاقة لسير عملية التطور بطريقة سليمة فكان لا بد من تسليم المقررات الدراسية أولًا أو على الأقل إرسال بوكلت، كتيب، مبدئي للمقررات فهناك فجوة وشيئ من اللامبالاة بين القائمين على منظومة التطوير والمدارس”.

 

ولفتت أن لجائحة كورونا والإجراءات الإحترازية والحظر الذي أقعد بالطلبة في المنازل تأثير سلبي آخر حيث يقبل الطلبة على المدارس ناسيين تمامًا مقررات الفصول السابقة والتي يبنى على بعضها المقررات الحالية ففي إطار وضع نظام جديد للصف الرابع كان لا بد من تهيئة الطلاب أولًا وعمل إعادة تنشيط لعقولهم.

 

واختتمت المستشارة تصريحاتها قائلةً: “هناك مساعي من وزير التربية والتعليم ومن الوزارة لتصحيح الوضع الحالي منها إطلاق منصة تعليمية على قناة النيل”، موضحةً أن هذه المنصة تضم نخبة من كوادر التعليم وعلى المدرس والطالب أن يعود إليها.

 

 على الجانب الآخر، قالت هبة حجازي، استشاري التربية بمدرسة الشهيد إبراهيم رفاعي، الشعب المصري يسير في إطار الروتين ولكن عليه أن يعلم أنه عندما تنفذ وجهة نظر معينة مواكبة لصحوة التكنولوجيا والإنترنت قادمة من الوزير طارق شوقي ومستشاريه فهم من المؤكد درسوا الناحية العقلية والنفسية.

 

وأضافت حجازي في تصريحات خاصة لـ "الفج": “المشكلة تكمن في الأهالي والمعلمين غير المؤهلين لطرح وشرح هذه المناهج أما الطالب سيتكيف ما دام وجد البيئة الراعية والمحفزة على ذلك وبحسب الدراسات فإن الطفل قادر على استيعاب كم ونوع من المعلومات  بشرط أن توجه إليه بالطريقة الصحيحة”.

 

وتابعت: “وبصفتي  سيكولوجي في مدرسة الشهيد إبراهيم الرفاعي، وجدت أن الطلبة لا تواجه مشاكل بالنسبة لتغيير المناهج ويوم بعد يوم يثبتون استيعابهم لهذه المناهج”، لافتةً إلى أن المنهج الحالي للصف الرابع يعتمد على الفهم وهذا أن مثل أزمة فسيكون حلها بمساعدة المعلمين والمدارس في إيجاد وتوفير المواد اللازمة لطرح هذه المناهج بحيث تكون بصرية أكثر ويمكن تحقيق ذلك عن طريق شاشات العرض  وإن لم تتوفر فهناك الماكيتات وأدوات التوضيح الأخرى وسيألف الطلبة هذا النظام ويستفيدون من إيجابياته.