طارق الشناوي يكتب: (قرطاج).. نحلم لنعيش!

الفجر الفني

طارق الشناوي
طارق الشناوي


فى طريقى من المطار للفندق، لمح سائق السيارة لهجتى المصرية وهتف مباشرة (أم الدنيا) وأخذ يتذكر بكل الحب أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وكارم محمود وفاتن حمامة وعادل إمام ومحمود ياسين وغيرهم.

فى قلب تونس ستجد الحب لكل ما هو مصرى، وفى قلب مصر ستكتشف الحب لسحر تونس، بعناق ثلاثى الحفاوة والدفء والشغف، افتتح أمس الأول مهرجان (قرطاج) فى دورته، والتى تحمل رقم 32، أعرق مهرجان عربى إفريقى، رافعًا شعار «نحلم لنعيش».

ونترقب حالة الفرح فى الشارع التونسى بعد التخلص من كابوس الإخوان، نعم الكل يدرك خطورة وحساسية المرحلة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا التى تمر بها البلاد، إلا أن هذا الشعب (الفنان) بطبعه سيعبر كل الأزمات.

المهرجان يحتفى بمصر، فهو عام الثقافة المصرية- التونسية، حيث تم تكريم الفنانة نيللى كريم بجائزة (التانيت الذهبى) عن مجمل مشوارها، نيللى رحلة 20 عامًا فى التمثيل وسبقها سنوات متعددة فى رقص الباليه، بدأتها وهى طفلة، ولاتزال نيللى تتمتع بكل مواصفات راقصة الباليه، لديها حلم أن تمزج يومًا على الشاشة، الباليه فى عمل درامى، وهو مشروع ليوسف شاهين قدم لمحة منه فى فيلم (إسكندرية نيويورك) ولم يكتمل، شاهدنا نيللى لأول مرة على الريد كاربت مع زوجها بطل الاسكواش هشام عاشور.

فى المهرجان تشارك بسمة كعضو لجنة تحكيم فى مسابقة العمل الأول، كما أن رئيس المهرجان المخرج الكبير رضا الباهى حرص على أن تفتتح الدورة بكلمة تقاسمها مع بسمة، ويشارك كاتب هذه السطور فى لجنة التحكيم الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، الوفد المصرى هو الأكثر عددًا، وهو موقف ثابت بالمهرجان.

النقد تم تكريمه من خلال الناقد التونسى الكبير خميس خياطى، أحد أهم النقاد على الساحة العربية، صاحب أرشيف قوى وسخى يعود للستينيات من القرن الماضى، والكثير من الأحاديث الموثقة التى أجراها مع كبار المخرجين والكتاب والنجوم العرب أراها واحدة من أهم المصادر لنرسم من خلالها (بورتريه) للسينما العربية، كما كرم الناقد السنغالى لبابا ديوب، وهى رسالة أراها مهمة جدًا لمهرجان (القاهرة)، الذى لا يتذكر النقاد، سبق أن فعلها مهرجان (الجونة) فى أولى دوراته عام 2017، وكرم الناقد اللبنانى الكبير إبراهيم العريس، تم أيضًا فى (قرطاج) تكريم المنتج والموزع اللبنانى صادق الصباح، لدوره المثمر فى الدراما والسينما على مدى تجاوز 40 عامًا. حرص المهرجان على تكريم المخرجة الكبيرة مفيدة التلاتلى، التى انطلقت كشهاب إبداعى فى الإخراج مع فيلمها الروائى الأول (صمت القصور) 94، مفيدة بدأت مشوارها فى المونتاج، وستكتشف أن كبار المخرجين الذين تركوا بصمات فى السينما جاءت نقطة انطلاقهم من المونتاج مثل نيازى مصطفى وحسن الإمام وكمال الشيخ وصلاح أبوسيف وغيرهم. (صمت القصور) هو (لوجو) المهرجان وصورة البطلة هند صبرى وهى طفلة فى الخامسة عشرة من عمرها تتصدر المشهد، الفيلم واحد من الأهم عربيًا، كما جاء فى استفتاء مهرجان (دبى)، المرأة مشروعها وقضيتها ولكنها لم تقدم سينما نسائية بهذا التعبير الضيق ولكنها تنحاز لسينما الإنسان.

أبكتنا هند فى حديثها عن هذه الفنانة والسيدة العظيمة التى غادرتنا قبل أشهر، وعرفتها عن قرب، افتقدناها على شريط الحياة، لتنبض بالحياة على شريط ذاكرة السينما العربية.

[email protected]

المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).