صراعات بين الميليشيات والتيار الصدري.. ما أسباب تأخر تشكيل الحكومة بالعراق؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

حالة من الجدل تشهدها أروقة الساحة السياسية في العراق، عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية خلال الفترة الماضية، وبخاصة فيما يخص تشكيل الحكومة العراقية والقوى التي تُسيطر على الأمر في ظل خسارة معظم أذرع إيران في السباق الانتخابي.

 

وتأتي الخلافات وسط صراع مُحتدم بين القوى الموالية لإيران بعد فوز التيار الصدري في الانتخابات وسط رغبة بإبعاد مقتدى الصدر وتياره بسبب عن مسألة الفوز بالأغلبية في التشكيل الحكومي ببلاد الرافدين.

 

كيفية التشكيل

قال الدكتور مثنى العبيدي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكريت، إن تشكيل الحكومة الجديدة يتحدد بعدة معايير منها مسألة الكتلة الأكبر التي تفوز بالإنتخابات أو التي تتشكل في أول جلسة يعقدها أعضاء البرلمان الفائزين في الإنتخابات الوطنية وهو التيار الصدري، والمسألة الثانية هي التوافقات التي تتوصل إليها الكتل البرلمانية التي فازت في هذه الانتخابات.

 

وأشار الدكتور مثني العبيدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أنه فيما يخص الإنتخابات الأخيرة التي شهدها العراق فقد فاز التيار الصدري بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان وبحدود 73 مقعد ويليها حركة تقدم وائتلاف دولة القانون وكتل أخرى، وبذلك وفقًا للكتلة الفائزة فمن الممكن أن تكلف الكتلة الصدرية بتشكيل الحكومة ولكن عدد مقاعدها لا يؤهلها لبلوغ عدد المقاعد التي تصل للأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة المتمثلة بالنصف زائد واحد، هذا فيما لو لم تتفق قوى سياسية أخرى وتشكل الكتلة الأكبر في اول جلسة فيتم تكليفها بتشكيل الحكومة.

 

وأختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة تكريت، أن المسألة الثالثة  التي تحدد تشكيل الحكومة هي التوافقية والمحاصصة السياسية والطائفية التي بنيت عليها العملية السياسية في العراق منذ عام 2003 إذ لا يمكن أن تتشكل حكومة ما لم تتضمن حصص محددة للمكونات التي يتكون منها المجتمع العراقي

 

صعوبة التشكيل

صرح  الكاتب العراقي علي البيدر، الخبير في الشؤون السياسية، أن  تشكيل الحكومة الجديدة في العراق ليس أمر سهل كما يظن البعض، كما يحدث بالماضي لأن قبل ذلك كان الكردي والشيعة والعرب السنة يتفقون على من يتولي الحكومة من الشيعة.

 

وأضاف الكاتب العراقي علي البيدر في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن العراق تشهد الأن حالة من عدم توحد في البيت السنية أو الشيعية أوالكردية علي المرشحين فلذلك أمر صعب بالإضافة إلى دخول بعض الأحزاب الجديدة داخل البرلمان.

 

خلافات بين الأطراف

أكد الكاتب فلاح المشعل، المحلل السياسي، أن مصير تشكيل الحكومة العراقية ما زال معلقا حتى تتم المصادقة على نتائج الإنتخابات التي لا تزل محط خلاف وجدل وتحديات بين الاطراف الشيعية الخاسرة والاخرى الفائزة بأعلى المقاعد.

 

وأضاف الكاتب فلاح المشعل في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الكتل الكردية والسنية تخوض جدلا بخصوص تشكيل الكتلة ومواقعها في الحكومة الجديدة، موعد إنجاز الحكومة يستدعي وقتًا أطول مما هو مرسوم دستوريًا.