دار الأوبرا الخديوية.. تعرف على سبب تسميتها وبنائها

الفجر الفني

دار الأوبرا الخديوية
دار الأوبرا الخديوية


تمر اليوم الذكرى الـ152، على افتتاح دار الأوبرا الخديوية، وذلك في 1 نوفمبر عام 1869، والتي اعتبرت هي الأولى في قارة إفريقيا واعتبر مسرحها واحدًا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادًا وفخامة.


 

أعلن الخديوي إسماعيل منذ تولي شئون الحكم عن عزمه على تطوير البلاد، والحفاظ على اقتصاديتها في ذات الوقت، بخلاف أسلافه حدد مرتب لنفسه لكي يستبقى جميع الإيرادات لخدمة هدفه الأسمى وهو تقدم مصر وازدهارها.
 

وكان مشروع الخديوي إسماعيل، الأكبر هو "قناة السويس" التي أولاها عناية خاصة، وكان لحفل افتتاحها شأن كبير بالنسبة له، فسعى لإنشاء "أوبرا" على الغرار الأوروبي تناسب الحفل الافتتاح الضخم، وسميت بـ "الأوبرا الخديوية" لشغف الخديوي إسماعيل الشديد بالفنون وخاصة فن الأوبرا الرفيع، وأصر أن يكون تصميمها تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها في العالم، فوقع اختياره على المهندسين الإيطاليين "بيترو أفوسكاني – روتسيي".


نص الأمر الخديوي الصادر في 9 مايو 1869م على التالي:

عن بداية بناء الأوبرا من خلال أمر من قِبل الخديوي إسماعيل إلى المهندس أفوسكاني١ مسئول بناء الأوبرا في ٩ / ٥ / ١٨٦٩، هذا نصه: "أمر كريم منطوقه: قد أمرنا الخواجة أبوسكاني بأن كامل طلباته وأشغاله التي تلزم فيما يتعلق ببناء محل التياترو الجاري إنشاؤه بمعرفته بالأزبكية يطلبها ويحرر عنها إلى علي رضا بك في ياوراتنا؛ حيث إنه صار إحالة تأدية تلك الطلبات لعهدته.


 

كما وأمرنا المُومَأ إليه بذلك وبإجراء باقي الأشغال اللازمة هناك الغير داخلة مقاولة الخواجة أبوسكاني المذكور وبهذا صارت تلك الأشغال جميعها منوطة بالبيك المومأ إليه ولا يكن إلى المقاول طلب شيء في جهتكم كما عرفناه بذلك، وعلى هذا ينبني أن ترتبوا مع البيك الموما إليه الكُتاب والمخزنجي اللازمين لمأمورية هذه وواحد كاتب أفرنكي أيضًا، وتكون إقامته هو والكُتَّاب المحكي عنهم في الأود الموجودة بجهة سراي القبة الخضرة لقربها في محل العمل وملاحظة الأشغال، وأصدرنا أمرنا هذا لكم بما ذكر للإجراء بموجبه كما هو مطلوبنا في الإسكندرية.


 

وتتوالى بعد ذلك الأوامر من أجل سرعة إنجاز العمل، كأمر الخديوي في ١٤ / ٥ / ١٨٦٩ بسرعة إحضار الأخشاب اللازمة لبناء الأوبرا من خلال إيصالات تؤخذ من محمد بك الفتابلي.


 

وفي ٨ / ٦ / ١٨٦٩ أصدر الخديوي أوامره من عابدين بضم المبالغ الخاصة بإضاءة الأوبرا بالغاز٤ إلى أمره السابق ببنود صرف إضاءة الكوميدي الفرنسي، والسيرك والأبيودروم وسراي الأزبكية بميزانية المالية.


 

وانتهى البناء الهيكلي للأوبرا في أول سبتمبر ١٨٦٩، وبقيت لوازم التحضير والتجهيزات الأخيرة. ففي ١٩ / ٩ / ١٨٦٩ وصلت باخرة إنجليزية من مرسيليا تحمل ١١٧ صندوقًا من الموبيليا، وصندوق ورق، و١٤ صندوقًا للنباتات، و١٣ صندوقًا لبعض المَركبات وعجلاتها، وخمسة صناديق لأدوات تركيب الغاز، و٢٥ للشموع. وتم إرسال هذه الصناديق في قطار من ميناء الإسكندرية إلى القاهرة في ٢١ / ٩ / ١٨٦٩. وفي ٢٤ / ٩ / ١٨٦٩ قال مأمور أشغال الخاصة الخديوية بالإسكندرية، لرياض باشا بأنه استلم طرودًا أخرى خاصة بتجهيزات الأوبرا من باخرة فرنسية تابعة لشركة بازين، وفي ٢٧ / ٩ / ١٨٦٩ وصل إلى الأوبرا ٧٦ طردًا جديدًا. وفي ٤ / ١٠ / ١٨٦٩ وصلت تجهيزات جديدة للأوبرا من فرنسا، هي: ٣٣ صندوقًا للموبيليا والنجف، وخمسة صناديق للنباتات، و٣٠ للشمع، وثمانية لعجل المركبات.


 

وكان العمل يسير على قدم وساق من أجل إنهاء تجهيز الأوبرا، ليتم افتتاحها أثناء الاحتفال بفتح قناة السويس. وبالفعل تم العمل وافتُتحت الأوبرا في أول نوفمبر ١٨٦٩. وبعد الانتهاء من احتفالات قناة السويس وعودة الملوك والأمراء إلى بلادهم، عاد الخديو مرة أخرى إلى الأوبرا ليتمم ما كان ناقصًا بها؛ لأن من المؤكد أن إنهاء الأوبرا في هذه المدة القصيرة، التي لم تتجاوز ستة أشهر، لم يكن على المستوى المطلوب.


 

ففي ٢٣ / ١١ / ١٨٧٠ أصدر الخديوي أوامره إلى نظارة المالية بصرف ٢١٩ كيسًا من حسابه الخاص لإنهاء الأعمال المتبقية بالأوبرا. وفي ٢٢ / ٧ / ١٨٧١ وافق محافظ مصر على قيام ذوكارللي بالقيام بأعمال النقوش والزخرفة بالأوبرا. وفي ١١ / ٣ / ١٨٧٢ تم صرف ٣٧٧ فرنكًا للخواجا بنتالي ثمن حديد لستائر الأوبرا، وصرف أموال أخرى لتوريد أصناف جديدة من الخشب والحديد.


 

وفي ٢٢ / ٥ / ١٨٧٢ أحضر المسيو فينول أقمشة هندية للأوبرا بعشرة آلاف فرنك. وفي اليوم التالي تم صرف ١٣٩٦ فرنكًا ثمن فوانيس الغاز لإضاءة الأوبرا من قبل الخواجا قرنفيل، وفي ١٩ / ٦ / ١٨٧٢ قدم المسيو جران تقريرًا للخديوي إسماعيل بإنهاء جميع الأعمال السابقة.


 


 

دار الأوبرا الخديوية

دار الأوبرا في طورها الأول
دار الأوبرا في طورها الأول
الأوبرا في أول بنائها
الأوبرا في أول بنائها
الأوبرا الخديوية في أحد أطوارها الأولى
الأوبرا الخديوية في أحد أطوارها الأولى