محمد مسعود يكتب: عاطف كامل.. يروى حكاياته مع النجوم العرب فى أمريكا

مقالات الرأي

محمد مسعود
محمد مسعود

من صباح ووديع الصافى إلى عمرو دياب وجورج وسوف.. ومن عادل إمام لدريد لحام

 

التحق بمعهد الفنون المسرحية وعمل بشركة أمريكية بالقاهرة تدعم الأعمال الإنسانية

 

صباح قالت إن زواج الفنانين «قصير العمر» وبعد أسابيع انفصلت عن «فادى لبنان»

 

خاف من عمل لقاء تليفزيونى مع جورج وسوف الذى احتضنه فور معرفته بأنه مصرى

 

الشركة الأمريكية رشحته لدراسة السينما فى أمريكا فسافر رغما عنه وعمل فى مطعم أثناء الدراسة

 

كيف تعرض وديع الصافى للنصب فى أمريكا ولماذا قال له «أنت مذيعى المفضل فى أمريكا»

 

ذهب كمتفرج لحفل صباح وتعرف على المنتج وبمجرد علمه أنه مصرى طلب منه تقديم الحفل للجاليات العربية وإجراء حوار لـ«تليفزيون الوطن العربى» معها

 

عاطف الذى حصل مؤخرا على لقب «مذيع العرب» بعد رحلة عمل طويلة؛ قضاها متنقلا بين الولايات المختلفة يقدم حفلات النجوم العرب؛ ويكون مديرا مسئولًا للمسرح؛ علاوة على برنامجه الفنى الذى قناة فى «تليفزيون الوطن العربى» قبل وجود الأقمار الصناعية؛ ثم برنامجه على فناة «NATV» التى أسسها مع صديقه نادر فؤاد، وكانت تعرض برامجها ساعتين أسبوعيا مساء كل خميس.

فى زيارته القصيرة جدا إلى مصر؛ التقيت عاطف الذى لم ألتق به منذ رحلته الأخيرة إلى مصر قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ لم تغير فيه السنوات كثيرا غير بعض الشعر الأبيض الذى اشتعل فى رأسه؛ وحصوله على الجنسية الأمريكية؛ جلسنا سويا؛ وعاطف ينظر إلى الخلف؛ حيث ٣٠ عاما مرت من عمره؛ وأثناء حديثه عن بعض الذكريات والمواقف التى جمعته مع كبار النجوم فى الوطن العربى؛ قررت تسجيلها؛ ربما لتكون قصة نجاح هذا الرجل، بارقة أمل للشباب؛ وربما لتسجيل أحداثا؛ لم تسجل من قبل وتتطابق مع اسم السلسلة «غير المكتوب عليهم».

بعد انتقال عاطف إلى القاهرة قادما من مسقط رأسه بمحافظة المنيا؛ رشحه المخرج الكبير إبراهيم الشقنقيرى؛ والمخرج حسين يوسف للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية؛ وكانت لجنة الاختبار بالمعهد مكونة من أسماء رنانة فى عالم الدراسة الأكاديمية مثل الدكتور سناء شافع والدكتورة سميرة محسن والدكتور على حسانين؛ والتحق عاطف بالفعل بالمعهد؛ وأثناء الدراسة كان يعمل مع شركة أمريكية «FACE» وكانت الشركة تهتم بالمسئولية الاجتماعية تجاه أصحاب الهمم؛ وكان عاطف مسئولًا عن إخراج وتقديم بعض العروض الخاصة بالعرائس المتحركة؛ لإدخال البهجة والسرور على أصحاب الهمم.

وبعد أشهر من العمل؛ أعجب المسئولون عن الشركة بالعروض التى أخرجها وقدمها عاطف كامل؛ فعرضوا عليه ترك معهد الفنون المسرحية بمصر؛ والالتحاق بأحد المعاهد الفنية بالولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد فى ولاية نيوجيرسي؛ للدراسة به (لم يكن فى بإلى فكرة السفر من الأساس؛ لم أكن حتى مرتاحا لفكرة الدراسة بأمريكا؛ خاصة أننى شديد العشق لبلدى مصر؛ لكن وجدت جميع أصدقائى يلوموننى على ذلك الرفض؛ ويؤكدون أنها فرصة عظيمة؛ ولأجل إرضائهم ذهبت للسفارة الأمريكية بالقاهرة وليس معى سوى جواز السفر وتذكرة الطيران؛ ولم يكن معى أى أوراق تثبت موقفى المالي؛ والحقيقة فقد تعمدت ذلك حتى ترفض السفارة منحى التأشيرة وكنت أدعو الله أن يرفضونى؛ لكن يبدو أن الشركة الأمريكية كان لها دخل بقبولى ومنحى التأشيرة؛ لإسهامى فى عدد كبير من الأعمال الإنسانية للمجتمع؛ وبحصولى على التأشيرة لم يكن للرفض سبيلا؛ شعرت أن ما حدث هو قدر الله؛ وما على سوى السفر؛ وفى فبراير ١٩٨٧ ركبت الطائرة متوجها إلى أمريكا وخلفى ذكرياتى وأحبائى وأسرتى فى مصر).

التحق عاطف بالدراسة فى شعبة الإنتاج؛ لكن بعد فترة فضل أن يكون طالبا فى شعبة «التمثيل والتصوير» فلكل طالب الحق فى الدراسة بشعبتين مختلفتين؛ لكن كان عليه البحث عن العمل حتى يوفر مصاريف الإقامة لعامين مقبلين هى مدة الدراسة؛ كانت الأيام صعبة وثقيلة عليه؛ ولم يجد سوى وظيفة عامل فى أحد المطاعم؛ وقبلها بالفعل، (بعد شهور عرفت بخبر إقامة حفل فنى يجمع بين الفنانة صباح وابنتها هويدا والفنان ربيع الخولى؛ فقررت الذهاب مع عدد من الأصدقاء، ترويحا عن ساعات العمل الطويل علاوة على الدراسة؛ وهناك عرفنى صديق بمنتج الحفل الذى كان متوترا للغاية؛ وما أن عرف أننى مصرى؛ طلب منى تقديم الحفل؛ أن أصعد على المسرح وأقدم الفنانة صباح؛ كيف ذلك؟، وهنا علمت سبب توتره أن المذيع العربى الذى كان من المفترض أن يقدم الحفل تخلف عن الحضور؛ وبصفتى مصرى؛ والمعروف عن المصريين اللباقة فى الحديث واللهجة المحببة لجميع الجاليات العربية طلب منى ذلك؛ الحقيقة تخوفت ورفضت لكنه ألح؛ فصعدت على المسرح وقدمت الفنانين تباعا؛ بلهجة مصرية خالصة وارتجال أحبته جميع الجاليات؛ وبعد الحفل طلب منى المنتج إجراء حوار مع الفنانة صباح لإذاعته فى تليفزيون الوطن العربى الذى كان يبث عبر التليفزيون الأمريكى؛ ووافقت وأجريت معها الحوار أيضا فى كواليس المسرح؛ فوجئت بالفنانة الكبيرة صباح تشيد بتقديمى للحوار وتقديمها على المسرح؛ وبعدها عزمتنى على العشاء، وتحدثت عن جميع الأمور حتى حياتها الشخصية وعن أزواجها وقالت «يا عاطف، لا يوجد زواج يدوم إذا كان الطرفان من نفس الوسط الفنى؛ وبالفعل انفصلت بعدها بشهور عن زوجها فادى لبنان، وكنت أظن تقديمى لحفل صباح وإجراء حوار معها هو مرة وانتهت خاصة أننى لم أتقاض أى أجر عما قدمت؛ لكن بعدها بدأ جميع منتجى الحفلات فى نيوجيرسى وبعض الولايات الأخرى يبحثون عنى؛ ويبدو أن ربنا أنزل القبول والمحبة فى قلوبهم من ناحيتى؛ وبالفعل اتصل بى أحد المنتجين الكبار لتقديم حفلًا وإجراء حوار مع الفنان السورى شادى جميل؛ وطلب منى تحديد أجرى؛ فحددته ووافق عليه، ثم عرض علىّ الأستاذ وحيد بقطر، وهو مصرى مثلى، العمل فى تليفزيون الوطن العربى وهى محطة تابعة لإحدى الشركات الأمريكية، لكن بعد عام تعثرت الشركة فى الوفاء بالالتزامات المالية للمحطة فتوقف البث؛ فقمت بالمشاركة مع صديقى نادر فؤاد بتأسيس محطة خاصة «NATV» وقمت بعمل لقاءات تليفزيونية مع النجوم العرب تعرض لمدة ساعتين كل يوم خميس؛ وزادت نسبة الإعلانات ونجحت المحطة).

قبل وصول المطرب الكبير جورج وسوف إلى الأراضى الأمريكية؛ تم عمل إعلان للجاليات العربية عن وصوله وموعد الحفل، علاوة على إجراء لقاء تليفزيونى للترويج للحفل ( كان علىّ أن أجرى معه الحوار؛ والحقيقة كنت وقتها فى البداية وكنت متخوفا جدا من مقابلته؛ خاصة لمعرفتى أنه فنان جرئ ومزاجى؛ وكنت مازالت فى بدايتي؛ لكن إلحاح المنتج الكبير الأستاذ يوسف حرب وهو يعتبر أهم منتجى الحفلات فى أمريكا أصر على إجراء الحوار قائلا إنه شىء ضرورى قبل الحفل، ولم أنم قبل اللقاء بـ٢٤ ساعة كاملة خوفا من الوسوف، وعملت دراسة على كل أغانيه منذ أن كان صبيا؛ ليكون الحوار فى مستوى يليق به؛ وفى لقائنا الأول قال لى «أنت عملت حوارات مع مين قبل كده»؟، فأجبته وأخبرته بحوارى مع الفنانة صباح، فقال «ومين كمان»؟، قلت له بُص أنا مصرى وبشتغل وبدرس هنا ومازلت فى بداياتى، فقام من مكانه واحتضننى لحبه فى مصر والفن المصرى وأزال من داخلى التوتر وأجريت المقابلة التى أعلنت عن صداقتنا حتى اليوم، وكان لقائى الأخير به فى بنما قبل عدة شهور أثناء رحلته العلاجية).

وكما كان اسم مصر هو مفتاح العبور لقلب جورج وسوف فإنه كان أيضا مفتاح العبور لقلب الفنان الكبير وديع الصافى (كان هرم الفن وديع الصافى قريبا جدا إلى قلبى، وبدأت علاقتى به عندما عرفت أن له حفلا فى «أتلانتينك سيتى»، فذهبت كمستمع ومحب لأننى من عشاقه، وذهبت إلى الفندق الذى يقيم به وصعدت إلى غرفته لملاقاته لكن فرد الأمن منعنى من الدخول أكثر من مرة؛ وانتهزت فرصة انشغاله ببعض الأشياء ودخلت إلى الغرفة لأجد الأستاذ وديع جالسا مع صديقه المذيع صاحب الباع الطويل فى إذاعة مونت كارلو الأستاذ حكمت وهبى، وكان من عادة الأستاذ وديع قبل الحفل أن يدندن على العود، وما إن دخلت إلى الغرفة توقف عن العزف فقلت له يا أستاذ وديع أنا من معجبينك ومحبيك، وأعمل هنا لكن جئت كمحب ليس أكثر؛ فسألنى «من وين يا عاطف؟.. قلت له: من مصر فقال «أم الدنيا.. اجلس»، جلست معه وكان ودودا جدا، وعاشقا للفن ويحترم جمهوره؛ لدرجة أنه تعرض فى تلك الحفلة بالذات لعملية نصب عندما اختفى المتعهد تماما قبل الحفل ولم يعطه أجره أو يفى بإيجار المسرح؛ وأخبروا الأستاذ بذلك وأنا جالس معه؛ فقال لهم «حتى لو مفيش فلوس أنا هغنى للجاليات العربية.. جئت إلى هنا من أجلهم وليس من أجل المال»، وطلب منى تقديم الإذاعى الكبير حكمت وهبى للجمهور فى الوقت الذى يكون هو فيه فى الكواليس؛ وفعلت ذلك بالفعل؛ وبدأ الأستاذ بالغناء ووقفت أنا بالكواليس فغنى أغنية لمصر ونظر لى فى الكالوس مبتسما؛ وبعد الحفل قال لى «ياعاطف أنت مذيعى المفضل فى أمريكا» فى المرة المقبلة لن أتركك؛ وبالفعل فى الزيارة التالية كان له حفل فى لاس فيجاس بصحبة صباح فخرى وأصالة؛ بعدها قام بجولة فى أمريكا وطلب من المنتج الكبير يوسف حرب أن أكون مذيع الحفلات التى يقدمها؛ وبالفعل رافقته فى عدة جولات خاصة تلك الجولة الشهيرة له وبصحبته الفنانة الكبيرة نجوى كرم وكانا قد قدما معا دويتو حقق نجاحا كاسحا «يا بيى»، بعدها فوجئت عند قدوم الفنان الكبير دريد لحام إلى أمريكا لعرض مسرحيته «صانع المطر» فوجئت بالمنتج يبحث عنى ويقول لى الأستاذ دريد طالبك بالاسم؛ بتوصية من الفنان الكبير وديع الصافى).