وزير الزراعة يستعرض جهود الدولة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي خلال الاحتفال باليوم العالمي للغذاء

الاقتصاد

بوابة الفجر

القصير يوجه الشكر للمزارعين والباحثين لدورهم في إنتاج الغذاء ويطالب شركاء التنمية بزيادة الاستثمارات الزراعية وتعزيز النظم الغذائية


احتفلت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم بيوم الأغذية العالمي 2021 الذي يقام هذا العام تحت شعار "أفعالنا هي مستقبلنا.. إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل" حيث تدعو احتفالات هذا العام إلى أهمية العمل على تطبيق الأنظمة الغذائية والزراعية، والتحرك بشكل أسرع وأكثر طموحًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل تحديات جائحة كوفيد-19. 


وأقيم الاحتفال تحت رعاية وبحضور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وإلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، والسيد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، والسيد نصر الدين حاج الأمين ممثل الفاو في مصر، والسيد برافين أغراوال، ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في مصر.


كما شارك في الاحتفال عدد كبير من قيادات ومسؤولي وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والفاو، وممثلو منظمات الأمم المتحدة، إلى جانب ممثلين عن الجهات المانحة، والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية.


وخلال كلمته السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي رحب بممثلي المنظمات الدولية في مصر وتقدم لمنظمة الأغذية والزراعة بالتهنئة بمناسبة الإحتفال بيوم الأغذية العالمي خاصة وأنه يأتي في توقيت يواجه فيه العالم أجمع تحديات كبيرة خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا والتي أكدت على أهمية وحاجة دول العالم للعمل سويًا ليس فقط لمواجهة الجائحة ولكن من أجل التخفيف من الآثار الاقتصادية والإجتماعية والبيئية التى ترتبت عليها.


وقال ونحن اليوم إذ نشارك منظمة الأغذية والزراعة  الاحتفال تحت شعار: "افعالنا هي مستقبلنا: انتاج أفضل وتغذية افضل وبيئة وحياة افضل".إن الاحتفال بيوم الغذاء العالمي يستهدف تعميق الوعي بمعاناة الجوعى ونقص الأغذية والتشجيع على اتخاذ التدابير لمكافحة الجوع والفقر.


وأيضًا يستهدف تشجيع مشاركة سكان الريف في القرارات والأنشطة التي تؤثر على ظروف معشيتهم وهو النهج الذي اتبعته الدولة المصرية في كل المبادرات والمشروعات وأيضا زيادة الوعي العام وتعزيز التضامن الدولي في مكافحة الجوع والفقر وسوء التغذية وتعزيز نقل التكنولوجيا إلى العالم النامي وتشجيع الاهتمام بالانتاج الزراعي ‏أيضًا يمثل الاحتفال بيوم الأغذية العالمى فرصة لاظهار التزام المجتمع الدولي بهدف التنمية المستدامة وتعزيز الجهود من خلال زيادة الاستثمار والتنمية الريفية ومعالجة التحديات الرئيسية أهمها الحد من تداعيات تغير المناخ ومواجهة ظاهرتي الجوع والفقر خاصة وان حق الغذاء من الحقوق الاساسية للأنسان.


وقال القصير إن الأغذية والزراعة هما العاملان الرئيسيين في تحقيق اهداف التنمية المستدامة لذلك فالمطلوب من الجميع تعزيز النظم الغذائية والزراعية المستدامة في جميع انحاء العالم لتخفيض عدد الفقراء والجياع والحد من التغيرات المناخية مع الحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة.


وأضاف أن التحديات التي تواجه إستدامة نظم الغذاء عديدة ومتشعبة ومتداخلة وتتفاوت حدتها من أقليم لآخر ومن دولة لأخرى، غير أن مساحة التوافق الأكيدة بين جميع الدول هي أن الوضع الحالي ودرجة انتشار ظاهرة الجوع وسوء التغذية من ناحية والأمراض الناتجة عن البدانة والأنماط الاستهلاكية غير الصحية من ناحية أخرى تستوجب منا جميعًا التكاتف والإسراع بوتيرة العمل اللازمة لعلاج هذه الأوضاع تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة من خلال وضع خطط واستراتيجيات كفيلة بتطوير أساليب ونظم الزراعة وأيضًا تحسين النظم الغذائية لتكون أكثر شمولًا ومرونةً وصحية ومستدامة وبأسلوب سهل وميسور وفي متناول الجميع تستهدف الحد من سوء التغذية ومضاعفة الإنتاج وتقليل الهدر والفاقد والقدرة على التعامل مع التغيرات المناخية.


‏وقال وزير الزراعة ‏إن مصر هي واحدة من الدول القليلة التي تجاوز سكانها المائة مليون نسمة كما أنها إحدى الدول التي تعتمد على الواردات الغذائية للوفاء بنسبة كبيرة من الطلب المحلي على المواد الغذائية الأساسية خاصة القمح والذرة، ومن ثم فإن أمن مصر الغذائي واستدامة نظم الغذاء بها  قضية وجودية بالنسبة للشعب المصري، خاصة في ظل التحديات العديدة التي تعوق توفير الغذاء الصحي والآمن والمغذي للجميع، ولعل في مقدمة هذه التحديات الفقر المائي الذي تعاني منه مصر، وظاهرة التصحر ومتطلبات التوسع العمراني خاصة الاجتماعي منه، ومواجهة أمراض سوء التغذية خاصة بين الأطفال، مع تعديل أنماط الاستهلاك.


‏ ‏ ‏وقال ‏لا بد من الإشارة إلى تأكيدات فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية فى كلمته خلال مشاركته في قمة نظم الغذاء الأخيره على أن خطر المجاعة يحد من قدرة الدول والحكومات على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بكافة مشتملاتها، مع تأكيده على تأسيس نظم غذائية أمنه ومستدامة تحقق الأمن الغذائي لمجتمعاتنا. 
‏ القصير استعرض جهود الدولة المصرية في سبيل تحقيق الأمن الغذائي وتحسين مستوى معيشة السكان من خلال العديد من المحاور، ويأتي على رأسها محور التوسع الأفقي لزيادة مساحة الرقعة الزراعية مع تنويع مصادر المياه وترشيد استخداماتها، يضاف إلى ذلك محور التوسع الرأسي إلى يستهدف استنباط اصناف محسنة ذات انتاجية عالية واحتياجات مائية أقل ومبكرة النضج مع الاهتمام بتطوير آليات التخزين والنقل والحد من الفاقد مع التوسع في سلاسل الامداد وانشاء هيئة سلامة الغذاء وتطوير منظومة الحجر الزراعي والاهتمام بالصحة النباتية والحيوانية والسمكية،‏ ‏كما اهتمت الدولة المصرية بالوجبة المدرسية بشكل صحي ومفيد.


‏ ‏يضاف إلى ذلك إلى المشروع العملاق والذى أطلقه فخامة السيد رئيس الجمهورية " حياة كريمة" والذي يستهدف تطوير الريف المصري وتغيير وجه الحياة لنحو 60% من المواطنين أغلبهم من سكان الريف والقرى.


‏ ‏ ‏وفي نهاية كلمته وزير الزراعة وجه الشكر  لكل المزارعين والفلاحين في ربوع الوطن على ما قدموه من جهد في سبيل المساهمة بقدر كبير في توفير الغذاء خاصة فى ظل جائحة كورونا مع تقديم النصيحة لهم للالتزام بالتوصيات الفنية الصحيحة في  اساليب ومواعيد الزراعة والتحول إلى نظم الري الحديثة فى اطار المبادرات التي تقدمها الدولة مع التوقف تماما عن اى تعديات على الارض الزراعية للحفاظ على ما تبقى منها.


‏كما أشاد بجهود الباحثين بالمراكز البحثية بوزارة الزراعة وكل العاملين بها وطالبهم بمزيد من الجهد في المرحلة القادمة والتعاون وبشكل جماعى في اطار خطط استراتيجية تستهدف وضع خطط قصيرة ومتوسطة المدى للمساهمة بشكل فعال يلمسه الجميع على أرض الواقع نحو معالجة التحديات القادمة خاصه المرتبطة بالتغيرات المناخية وترشيد المياه والتوسع الرأسي ومواجهة ظاهرة التصحر وآليات التعامل مع ملوحة التربة ومكافحة الآفات والأمراض خاصة العابرة للحدود مع التركيز على مكافحة سوسة النخيل ودودة الحشد الخريفية وذبابة الفاكهة في اطار برامج محددة التوقيتات والالتزامات


‏ ‏طالب وزير الزراعة أيضا كل شركاء التنمية للنظر في زيادة الاستثمارات في اجراءات التكيف مع تغير المناخ وتعزيز النظم الغذائية وتمويل سلاسل القيمة وتدعيم كل ما يتخذ من اجراءات للحد من الفقر والجوع وتعزيز الأمن الغذائي لمجتمعات وبيئات أفضل مع تشجيع وتدعيم الممارسات الزراعية المستدامة التي تحمى التنوع البيولوجي وتزيد من الحلول القائمة على الطبيعة.


وجهت إلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر،  الشكر لوزير الزراعة  وقالت إن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لديها تقليد طويل الأمد للاحتفال بهذا اليوم مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو). وأضافت إنه لمن دواعي سروري أن أكون جزءًا من هذا التقليد والتفكير في المكانة الرئيسية للغذاء والتغذية في جهودنا للتنمية المستدامة في مصر.


يتم الاحتفال بيوم الأغذية العالمي هذا العام خلال فترة حرجة. نشهد تزايد الجوع العالمي، وأزمة المناخ، وأزمة كوفيد ١٩. إن إعمال الحق في الغذاء والماء لكل فرد باعتباره أحد حقوق الإنسان الأساسية والأساسية أصبح أكثر تعقيدًا. وهذا يصاحبه مجموعة من التحديات الإنمائية الطويلة الأمد، بما في ذلك الفقر وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والتفاوتات المكانية والاجتماعية وعدم المساواة بين الجنسين.
واعربت "بانوفا" عن تقديرها لقيادة الحكومة المصرية التي بدأت حوارًا وطنيًا شاملًا منذ ديسمبر ٢٠٢٠. وضم الحوار جميع المؤسسات الحكومية المعنية وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني. بدعم من الوكالات الأممية في روما - منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، تم إعداد وثيقة وطنية تحدد جدول أعمال للانتقال إلى نظام غذائي أكثر صحة واستدامة في مصر.
وفي هذا الصدد قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو والممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا "تعهدت منظمة الفاو بالاضطلاع بدور قيادي من أجل ضمان نجاح الجهود الطموحة والملحة الرامية إلى جعل النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة. وهذا هو المحور الأساسي للاحتفال بيوم الأغذية العالمي لهذا العام بهدف العمل على اتباع نهج متكامل لتحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل مكافحة الفقر والجوع والحد من أوجه عدم المساواة والمحافظة على البيئة".
وأضاف " أن التحديات والصعوبات التي تواجهها المنطقة تستدعي تكثيف الجهود وتنسيقها للخروج بحلول تكاملية تستفيد من التقدم التكنولوجي وفرص الشراكة والتعاون مع شركاء التنمية والاستفادة من آليات التمويل المتاحة. مع الإشارة إلى أن العديد من دول المنطقة يتجه نحو اعتماد وتنفيذ سياسات إصلاحية وبرامج زراعية ومائية في الاتجاه الصحيح"
يشار إلى أن مناسبة يوم الأغذية العالمي 2021 يتم الاحتفال به للعام الثاني في ظروف لم يسبق لها مثيل، فبالرغم من أنه يصادف الذكرى السنوية السادسة والسبعين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، إلا أنه يأتي في ظروف استثنائية حيث تتعامل البلدان في جميع أنحاء العالم مع آثار انتشار وباء كورونا كوفيد-19.
وتشير تقديرات ما قبل جائحة كوفيد -19، أن 51.5 مليون شخص أو 12 في المائة من السكان، كانوا يعانون من الجوع في المنطقة العربية - بزيادة قدرها 1.1 مليون شخص عن الفترة السابقة للعام 2019. وإذا ما استمر المعدل بنفس الوتيرة السابقة، فإن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع سيتجاوز 75 مليون بحلول عام 2030، وعليه فإن من غير المرجح أن تحقق المنطقة هدف التنمية المستدامة المتمثل في القضاء على الجوع. كما سيؤدي تأثير الجائحة على اقتصاد المنطقة إلى تأثيرات وتحديات إضافية تحول دول تحقيق هذا الهدف.
وقال السيد نصر الدين حاج الأمين ممثل الفاو في مصر:" تعمل الفاو بالتعاون مع الحكومة المصرية من أجل تصميم سياسات ومشاريع أكثر مراعاة للبيئة والاستدامة، والترويج لإنتاج أفضل، بموازاة تحفيز المزيد من الاستثمارات في الأنماط الغذائية الصحية المستدامة. كما يتم أيضًا التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية للمساعدة في ذلك. فالجهود الهادفة إلى التخفيف من وطأة تغير المناخ والتدهور البيئي وضمان رفاهنا تتوقف على ذلك. كما يتعين علينا تفعيل حركة غذائية تدعو إلى إحداث تغيير طموح". 
وأضاف حاج الأمين:" هناك مجموعة من الإجراءات والخيارات التي يمكن أن نقوم بها جميعا من أجل تسهيل التحول إلى أنظمة غذائية وزراعية مستدامة من بينها: -
اختيار أنماط غذائية صحية؛
‏ اختيار الاستدامة؛
‏ التقليل من هدر الأغذية؛ (ففي أحدث تقرير للفاو؛ تبلغ قيمة الخسائر الناتجة عن إهدار الغذاء سنويًا تريليون ومائة مليار تتوزَّع بواقع أربعمائة مليار دولار؛ تُهدر ما بين المزارع، وسوق الجملة، بينما يُهدر المستهلك وبائع التجزئة ما قيمته سبعمائة مليار دولار). 


‏ إعادة التدوير.. مثل الطبيعة؛‏ دعم صغار منتجي الأغذية؛ إضافة بعض الخضرة إلى المشهد؛‏ فلتكن ملابسكم مستدامة؛ (بمعنى أن: النظم الغذائية والزراعية لا تنتج الأغذية فحسب، وإنما أيضًا تنتج الألياف مثل القطن والصوف. توخوا الاستدامة في طريقة لباسكم. وساندوا الموضة والعلامات التجارية المسؤولة اجتماعيًا وقوموا بأبحاث عن العلامات التجارية قبل شرائها. هل يجري إنتاج الملابس بشكل مستدام؟ وهل تحترم الشركات حقوق العمال؟ وهل تُعيد الشركة شيئًا إلى المجتمع؟ يمكنكم أيضًا التبرع بالملابس القديمة للجمعيات الخيرية وشراء الملابس المستعملة لدعم أسلوب عدم الهدر. ‏وأخيرًا تبادلوا المعارف والمعلومات.


وفي نهاية الاحتفال قام  ‏وزير الزراعة والسادة الضيوف بتكريم بعض المسئولين الذين كان لهم دور في مجال الزراعة والغذاء