معضلة أرتيتا.. من مطالبات رحيله إلى الوثوق في المشروع
شهدت كرة القدم العديد من عمليات العودة بعد التأخر والتي أطلق عليها "الريمونتادا" ولكن كانت جميعها تخص الفريق في المباراة الذي يقلب النتيجة من هزيمة إلى فوز خلال أحداثها ولكن جاءت تلك الريمونتادا مختلفة والتي حققها المدير الفني الإسباني لنادي أرسنال ميكيل أرتيتا الذي جعل الجماهير تقلب وجهة نظرها تجاهه من تداول جملة "Arteta Out" ومطالبات رحيله عن الفريق إلى جملة "Trust The Process" أي الوثوق في العملية أو المشروع الذي يقوم به المدرب رفقة إدارة الجانرز واللاعبين.
معضلة أرتيتا.. من مطالبات رحيله إلى الوثوق في المشروع
لم تكن بداية أرسنال للموسم الحالي جيدة بأي شكل من الأشكال، خسر الفريق المباريات الثلاث الأولى وتلقى تسع أهداف دون أن يستطيع تسجيل هدف واحد على الأقل الأمر الذي جعل الجماهير تطالب بضرورة رحيلة سريعًا عن الفريق خاصةً بعد إنهاء الموسم الماضي في منتصف الجدول وعدم التأهل لأي بطولة أوروبية من الثلاث بطولات مع الخروج من الدوري الأوروبي في نصف النهائي أمام فياريال، حاول أرسنال تقديم بداية موسم جيدة بصرف العديد من الأموال للتعاقد مع عناصر جديدة ولكن كان المظهر في المباريات الثلاثة لا يوحي بأي تقدم في الفريق.
جاءت مباراة نورويتش سيتي بمثابة شرارة الإنطلاق لأرسنال حيث إستطاع الفريق الفوز بهدف نظيف مع تقديم أداء مقبول بشكل نسبي لمتابعيه ليقوموا بإنتظار الأفضل خلال المباريات المقبلة وهو ما حدث مع فوزه في المباراة التالية بالنتيجة ذاتها أمام بيرنلي ثم تقديم ملحمتين متتاليتين أمام ويمبلدون وتوتنهام هوتسبير بثلاثية في شباك كل فريق منهم لتظهر بوادر النقلة التي حدثت في الطريق ويبدأ طريق اللاهزيمة والذي استمر لتسع مباريات متتالية.
تحول أرسنال ظهر جيدًا في جدول الترتيب حيث احتل بنهاية الجولة الثالثة المركز الأخير في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي دون أي نقاط والآن ومع مرور عشر جولات أصبح أرسنال السادس وعلى بعد ثلاث نقاط فقط من المربع الذهبي وثمان نقاط عن المتصدر نادي تشيلسي.
كان أيضًا التغيير الجذري لعناصر الفريق سببًا رئيسيًا في تطور شكل المنظومة تحت يد أرتيتا فمنذ دخل بعض العناصر التشكيل الأساسي مثل جابرييل ماجالهايس وآرون رامسديل وتومياسو للتشكيل الأساسي لم يستقبل الفريق إلا أربع أهداف خلال سبع مباريات وهو المنافي تمامًا للجولات الثلاث الأولى والتي استقبل بهم الفريق تسع أهداف.
أيضًا على الجانب الهجومي تطور أداء لاعبي خط الهجوم للفريق الذين صاموا عن التهديف طوال الجولات الثلاث حيث سجلوا 12 هدف خلال ال7 جولات الآخرين بمعدل 1.7 في المباراة الواحدة وقاد ذلك المهاجم الجابوني بيير إيمريك أوباميانج بتسجيله 4 أهدافه وصناعة هدف والشاب إيميل سميث روي بتسجيل ثلاث أهداف وصناعة هدفين.
ومع ذلك التحول الكبير أجبر أرتيتا الجماهير بالصبر والوثوق في المشروع الذي تبناه الإسباني بداية من موسمه الأول مع الفريق الذي إستطاع إنهاؤه بالتتويج ببطولتي كأس الإتحاد الإنجليزي على حساب نادي تشيلسي والدرع الخيرية على حساب نادي ليفربول.
