ما السيناريوهات المحتملة لحل أزمة جورج قرداحي مع الخليج؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

جورج قرداحي
جورج قرداحي

أصبحت تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام اللبناني تمثل الخطر الأكبر علي لبنان بسبب قطع العلاقات مع دول الخليج الذين كانوا يمدون يد العون والمساعدة إلى لبنان خلال الفترة الماضية.

ويرى المراقبون أن إرادة نجيب ميقاتي رئيس الحكومة للتقرب إلى الخليج لا تتوافق مع تمسك جورج قرداحي بالمنصب، لأن ميقاتي لا يقدر على إقالة قرداحي من الحكومة بسبب أسباب كثيرة، ولهذا تحاول "الفجر" رصد السيناريوهات المحتملة خلال الفترة القادمة والحل.

السيناريوهات والحل في يد الجامعة العربية

قال الكاتب محمد الرز، الخبير في الشؤون السياسية اللبنانية، إن المسألة لا تتعلق بالقدرة على إقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، وإنما على التوازنات السياسية التي تكونت منها الحكومة وفق منطق المحاصصة، وهو منطق تعتمده  عليه الطبقة الحاكمة الفاسدة في لبنان منذ 30 عاما وحتى الآن، وقلما تشكلت حكومة لبنانية طيلة هذه السنوات ولم تخل من الإشكالات التي كانت تجمد عملها عدة أشهر أو أن تهدد استمراريتها كسلطة تنفيذية مع ما يعكسه ذلك من آثار سلبية على الوطن والمواطن.

وتابع: "لو افترضنا أن الرئيس نجيب ميقاتي ومعه رئيس الجمهورية صعدا موقفهما لإقالة الوزير قرداحي فإنهما يحتاجان وفق الدستور إلى موافقة ثلاثة أرباع أعضاء مجلس الوزراء، أما إذا ضغطا لتحقيق هذه الاستقالة من دون موافقة الوزراء فإن عددا من وزراء الثنائي الشيعي وغيرهم سوف يتضامنون مع الوزير ويقدموا استقالاتهم مما يفرط عقد الحكومة.

وأشار “الرز” في تصريحات خاصة لـ "الفجر": “لذلك نري  أن الرئيس ميقاتي يكرر مطالبته للوزير قرداحي بمراعاة المصلحة الوطنية والاستقالة  وهذا هو السقف الذي يتوقف عنده للاعتبارات المذكورة”.

واختتم الخبير في الشؤون السياسية اللبنانية: “من هنا تأتي مطالبة القوى السياسية للحكومة اللبنانية بالتحرك من خلال جامعة الدول العربية لإيجاد تسوية شاملة لهذه الأزمة خاصة وأن لبنان لا يزال رسميا ضمن إطار الحل العربي الذي أنتج اتفاق الطائف والدستور اللبناني المنبثق عنه، وإذا كان عدد من دول العالم مثل الولايات المتحدة وفرنسا أبلغ ميقاتي في مؤتمر المناخ حرصه على استمرار الحكومة الحالية إلا أن ذلك لن يعكس أثرا كبيرا على موقف دول الخليج العربي من لبنان وقد تتدخل المصالح الدولية لتأتي بثقلها في هذا المجال، ولذلك فإن الخلافات العربية العربية ينبغي حلها داخل البيت العربي، وهو ما لم تقدم عليه الحكومة اللبنانية حتى الآن وتكتفي بالوعود الدولية التي لم تحقق نتائج ملموسة في أزمات دول المنطقة المزمنة  من العراق إلى ليبيا والسودان وغيرها ما يشير إلى أن حل الأزمة بين لبنان ودول الخليج العربي لن تصل إلى حلول  في المدى القريب إذا بقي سياق المعالجة على وضعه الراهن”.

المؤامرة أم الصدفة


وصرح الدكتور إكرام بدرالدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بأن المشكلة في لبنان ترجع إلي المشاكل الطائفية التي أدت إلي انقسام لبنان وأدى إلى حرب أهلية فلذلك يأتي تشكيل الحكومة وافق اتفاق بينهم علي التمثيل الطائفي.

وأضاف “بدرالدين” في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي قد جاءت في وقت كان ليس وزير فلا تحسب هذه التصريحات على الحكومة والوزارة.

واستكمل أن تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التي تطالب قرداحي إلى النظر إلى مصالح الوطن وأيضا تصريحات رئيس الدولة ميشال عون أنه يحاول حل هذه المشكلة والتقرب إلي الخليج العربي، هذا بسبب أن الدستور اللبناني ليس من حق رئيس الوزراء إقالة الوزير إلا بالرجوع إلى مجلس النواب وأيضا الوزراء.

وأكد أن حل هذه القضية في يد الجامعة العربية التي يجب اتخاذ موقف من هذه القضية قائلا: “يجب التدخل والحل لأن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة المشكلة دون التدخل”.

واختتم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك البعض في لبنان لا يوافق علي حكومة ميقاتي فلذلك من الممكن استخدام تصريحات قرداحي من أجل قطع العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي الذين سيساعدون لبنان من الناحية الاقتصادية.