خبير علوم بيئية: الإسكندرية ستفقد 31.7 كيلومتر بحلول 2050

أخبار مصر

الدكتور أمير عبد
الدكتور أمير عبد الفتاح

قال الدكتور أمير عبد الفتاح  باحث دكتوراه الفلسفة في العلوم البيئية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية جامعة مدينة السادات، إنه من المفترض أن يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 60 سم بحلول عام 2050م مؤكدا أن في هذة الحالة ستفقد الأسكندرية 31.7 كم مربع من مساحتها، الأمر الذي سيترتب عليه تهجير 1.5 مليون شخص بالإضافة إلي فقدان 195.4 ألف وظيفة. 

 وأوضح الدكتور أمير عبدالفتاح في تصريح خاص لـ " الفجر " أن ذلك جاء طبقًا لدراسة أجريت بمعرفة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2005 على مدينتي الإسكندرية وبورسعيد لتقييم الآثار المستقبلية التي قد تترتب علي ارتفاع مستوي سطح البحر. 

ولفت " عبدالفتاح" إلى أن الدراسة أشارت إلى أن ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر تهدد بورسعيد بشكل خاص رغم الأهمية  الاجتماعية والاقتصادية التي تحظى بها سواحلها، موضحًا أن سبب ذلك التهديد، وجود أعلي معدلات هبوط في الأراضي بها بمقدار " 5 مم سنويًا تقريبًا " على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يؤدي ارتفاع مستوى البحر بمقدار 60 سم إلي فقدان 21.8كم مربع من مساحة بورسعيد إضافة إلى خسارة 6.8 ألف وظيفة بها. 

وأكد الدكتور أمير أنه لن تتوقف تأثيرات تغير المناخ عند هذا الحد بل ستمتد إلي التأثير علي صحة الإنسان والتي قد تؤدي إلي خسارة في الأرواح في حالة إستمرار تغييره في مساره الحالي. 

وقال" عبدالفتاح" إن ظاهرة تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض سوف تؤثر بشكل مباشر على دول الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا وسيكون الضرر الأكبر من نصيب بعض الدول ومنها فيتنام، ومصر، وذلك حسب تقرير البنك الدولي 2010 عن التنمية في العالم وتغير المناخ. 

وأشار  إلى أن التقرير ذاته يؤكد أن 56 مليون شخص على الأقل في 84 دولة سوف يتحولون إلى لاجئين بجانب تضرر نحو 30% من البنية الساحلية، مضيفا أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص مياه الشرب سترتفع  من 5 مليار نسمة إلى 8 مليار نسمة. 

وقال "عبدالفتاح" إن التقرير أكد أن التأثير على المناطق الساحلية ومنها مصر سيكون شديدًا، بالأخص على طول الشواطئ المصرية والتي تمتد لأكثر من 3500كم على البحرين المتوسط والأحمر والتي يقطن بها نحو 40% من سكان مصر ومنها مدن "الإسكندرية، وبور سعيد، ورشيد، والسويس، ودمياط ".  

وأضاف " عبدالفتاح " أن تمليح الأراضي الساحلية سوف يذيد نتيجة نحر الشواطئ وتغلغل المياه المالحة في التربة والتي ستتسبب في نقص الإنتاجية الزراعية، وغرق بعض المناطق المنخفضة في الدلتا وبعض المناطق الساحلية والتي سيترتب عليها تهجير السكان بهذه المناطق وهو ما سيطلق عليهم "لاجئين بيئيين". 

وأكمل أنه حسب دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية عام 2000 تم ترتيب دول العالم في مجموعات حسب الوفيات المحتملة من التغيرات المناخية، مؤكدا  أن ترتيب مصر جاء في المجموعة الثالثة من ضمن 4 مجموعات، حيث من المتوقع أن تكون حالات الوفاة في هذه المجموعة ما بين 40 إلى 80 حالة لكل مليون نسمة من السكان بفعل التغيرات المناخية، وبالتالي سيترتب على ذلك آثار اجتماعية واقتصادية خطيرة.

وأشار الدكتور أمير إلى أن الحلول المقترحة لمواجهة التغيرات المناخية تتضمن أولا زراعة الأشجار، مؤكدا أن غرس الأشجار له قدرة هائلة على التصدي لأزمة المناخ، مشيرا إلى أنه حسب الأبحاث الحديثة فإن 900 مليون هكتار من الغطاء الشجري الإضافي في جميع أنحاء العالم، يكفي لتخزين 25% من تجمع الكربون الحالي في الغلاف الجوي.

وأضاف "عبدالفتاح" أنه من الحلول المقترحة أيضا تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخور، موضحًا أن عملية تمعدن الكربون وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى معادن كربونية، يتم عن طريق محاكاة الطريقة التي يتم بها صنع الأصداف والحجر الجيري بشكل طبيعي. 

ونوه إلى أن جعل الأرض أكثر إنعكتسًا يعتبر من أكثر الحلول الفعالة أيضا، وذلك عن طريق استخدام تقنيات تعكس الطاقة الشمسية "ضوء الشمس" إلى الفضاء، وبالتالي تتعارض مع التسخين الكوكبي، ويؤدي تغيير انعكاسية الأسطح، مثل استخدام أسقف بيضاء داكنة، إلى تقليل الحرارة الممتصة بشكل كبير، ويمكن أن يؤدي ذلك لتبريد المدن، بالإضافة إلى تشجيع الاتجاه للطاقات المتجددة في وسائل النقل، وتقديم حوافز مالية سخية لتشجيع المركبات عديمة الانبعاثات "تعمل بطاقة الهيدروجين أو الكهرباء"، وتشمل الإعفاء من ضريبة المبيعات ومواقف مجانية للسيارات في بعض الأماكن. 

 

ماهي التغيرات المناخية؟

 

جديرا بالذكر أن التغيرات المناخية عبارة عن مجموعة من التغيرات تحدث في طبقات الغلاف الجوي مثل درجة الحرارة وهطول الأمطار وغيرها من التغيرات التي يتم قياسها على مدار عقود أو فترات طويلة، فهو عبارة عن تحول في نمط الطقس لمدة لا تقل عن 30 عام والتي تؤثر على الأنظمة الحيوية الطبيعية. 

 

أسباب التغيرات المناخية

 

وأضاف أن أسباب التغير المناخي ترجع إلي نوعين من الأسباب أولهما أسباب طبيعية مثل ثورات البراكين التي ينبعث منها الغازات بكميات هائلة، وأيضًا العواصف الترابية في الأقاليم الجافة وشبه الجافة ومنها رياح الخماسين أضف إليها ظاهرة البقع الشمسية التي تحدث كل 11 عام نتيجة اضطراب المجال المغناطيسي للشمس مما يزيد من الطاقة الحرارية للإشعاع الصادر منها. 

والنوع الثاني من الأسباب هي أسباب اصطناعية وهي المسببات الناتجة عن الأنشطة البشرية وترتبط بالنمو السكاني المتزايد بالعالم مثل الغازات المنبعثة من المصانع والبترول والصرف الصحي "الميثان" وهو ما يطلق عليها الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروز، والميثان والهالوكربونات.  

وقال إن أكثر الدول إنبعاثًا لغازات الاحتباس الحراري هي الدولة المتقدمة الصين تليها أمريكا ثم روسيا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي وذلك بسبب النشاط الصناعي المكثف لديها، لكن على الرغم من ذلك فإن هذه الدول هي الأقل تأثرًا بالتغيرات المناخية، لذلك يمكن القول أن  التغيرات المناخية هي ظاهرة عالمية ذات تأثيرات محلية، فهي تؤثر على الأماكن الأضعف في تكوينها وتركيبها الجغرافي والطوبوغرافي، فهي قضية غير عادلة من الناحية الإنسانية والاجتماعية، وتزيد الغني غنًى والفقير فقرًا، فالمناطق الممطرة تزداد مطرًا، والجافة تزيد جفافًا.