محاولة اغتيال فاشلة.. محلل سياسي عراقي يتحدث في حوار خاص لـ "الفجر" عن تفاصيل ما حدث لرئيس الوزراء في المنطقة الخضراء

عربي ودولي

المحلل السياسي العراقي
المحلل السياسي العراقي الدكتور واثق الجابري

محاولة اغتيال الكاظمي اختراق أمني كبير للأجهزة الأمنية

هناك أطراف تستغل الوضع السياسي لأجل إحداث خروقات أمنية

نتائج الانتخابات أثارت نوعًا من الصراعات السياسية

طروحات الحلول أن تعود القوى السياسية للتوافق وأن تشارك كلها في الحكومة

القوات الأمنية العراقية خضعت نوعا ما للمزاج السياسي والمحاصصة

 

تعرض رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لمحاولة اغتيال فاشلة بواسطة "طائرة مسيّرة مفخّخة" استهدفت مكان إقامته في العاصمة بغداد.

 

وسقط صاروخ كاتيوشا على منزل الكاظمي، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف حماية المنزل، وسط إطلاق نار كثيف قرب المنطقة الخضراء.

 

وحرص موقع "الفجر"، على إجراء حوار خاص مع رئيس مركز كتّاب العراق، الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور واثق الجابري، لمعرفة تفاصيل محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء.

 

إليكم نص الحوار:-

ما تعليقك على محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي؟

محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، هي اختراق أمني كبير للأجهزة الأمنية وتتحمل مسؤوليته، وهذا يدل على خطورة الوضع الأمني في العراق.

 

كيف تمت عملية استهداف رئيس الوزراء العراقي؟

نفس هذه الجهات التي تقوم بالخروقات الأمنية دائمًا تكون دقيقة باختيار الزمان والمكان من أجل خلق نوع من الصراعات وتبادل الاتهامات بين القوى السياسية، وبالتالي أي قضية حتى وإن كانت أمنية تخضع للجدل والصراعات السياسية.

 

كيف ستنعكس نتائج الانتخابات على أمن العراق؟

الواقع الانتخابي ونتائج الانتخابات والجدل حول الانتخابات، أثار نوع من الصراعات السياسية وحرك بعض الخلافات حتى القديمة منها، لكن بالنتيجة وصلت القوى السياسية إلى طُرق معظمها مسدودة، وبالتالي هذا الانسداد السياسي لا بد من إيجاد حلول تتشارك فيها كل القوى لكن هذه الحلول أعتقد غير مرضية للشارع العراقي.

 

هل ستساعد الانتخابات إلى استمرار عدم الاستقرار في العراق؟

كان من المفترض من الانتخابات أن تؤسس استقرار سياسي ومرحلة جديدة لكن في ظل هذه التجاذبات والاختلافات والشكوك في الانتخابات والصراعات بين القوى وعدم وجود التفاهم، أعتقد أنها لن تؤسس إلى استقرار سياسي إن مضت قوى بأغلبيتها ستكون القوى الأخرى معرقلة وإن كان العكس ستكون الأخرى أيضَا معرقلة، وبالتالي لا يوجد نوع من الاستقرار  كل القوى السياسية تحت مضيء أحد الأطراف دون الأخر سيكون للطرف الأخر الحرية أو ربما المبررات لتعطيل عمل الأخر أو تعويق عمل الحكومة، وبالتالي القوى قد لا تسطيع المضي لوحدها وبالتالي ستعود مرة أخرى إلى المحاصصة والتوافق وهذا أيضَا سيولد حكومة غير مستقرة وسيولد غضب الشارع العراقي.

 في المرة الأولى كان غضب من القوى الساسية لكن في حال توافق القوى السياسية يولد غضب الشارع العراقي وهذا يعني أن الحكومة القادمة لن تكون مستقرة. 

 

ماهي الحلول التي تنهي الصراع بين القوى السياسية في العراق؟

بعض طروحات الحلول أن تعود القوى السياسية للتوافق، وأن تشارك كلها في الحكومة وبالتالي عدنا للمربع الأول وهذا التراجع يصب في العملية الديمقراطية.

 

هل هناك أطراف سياسية تستغل الوضع السياسي والأمني في العراق؟

ربما هناك أطراف تستغل الوضع السياسي لأجل إحداث خروقات أمنية، إذا كان رئيس الهرم الحكومي والأمني في العراق يتم اختراق منظومة الدفاع وتحسناته الأمنية في المنطقة الخضراء الأكثر تحسنًا في العراق، فكيف مال بحال المواطن العراقي والشعب العراقي؟.

 

هل هناك أدلة على تورط هذه القوى أو إيران في محاولة الاغتيال؟

لا أعتقد وجود دليل حتى الآن في غياب التحقيقات، وهذه القوى أنا قولت في بداية الحديث ربما دائما الخروقات الأمنية هناك اعتراف تستغل الزمان والمكان من أجل طرف أن يتهم الأخر، هذه القوى الآن في صراع مع الحكومة لا أعتقد في هذا الوقت تجازف أن تهدد الحكومة بهذا الشكل حتى لا تعطي دليلًا على نفسها، وبالتالي لديها ربما خيارات أخرى للضغط على الحكومة أكثر من هذه الاستهدافات.

 

ما هي الأسباب وراء الخروقات الأمنية في العراق؟

القوات الأمنية العراقية هي خضت نوعًا ما للمزاج السياسي والمحاصصة، حتى رئاسات الوزراء المتعاقبة هي استبدلت القوات الأمنية على أساس الولاءات وليس على أساس المهنية والتخصص.

الخروقات دائما تكون حاضرة مع وجود الفساد المنتشر في العراق وهو أيضًا دليل على الخروقات الأمنية والإدارية والسياسية، وبالتالي معظم من تولوا المناصب يبحثون عن المكاسب لا يبحثون عن المهنية والعطاء الوطني وتقديم الخدمات، وكل هذه المعطيات الموجودة على أرض الواقع العراقي هي تؤشر على عدم مهنية معظم مسؤولي الملفات الأمنية وغياب المتابعة الاستخبارية.

 

كيف ستحمي القوات الأمنية العراقية المسؤولين بعد محاولة الاغتيال الأخيرة؟

المتابعة الاستخبارية المتفرض أن تكون حاضرة دعما للقوات الأمنية العراقية التي تتعامل برد الفعل ولا تتعامل بالعمليات الاستباقية، لذلك دائما ما تكون أحداث ولها انعكاسات سياسية واجتماعية وأمنية ثم تقوم القوات الأمنية بردة الفعل التي ربما تكون متأخرة.