د.حماد عبدالله يكتب: الشباب والفراغ السياسي !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله

إلتفاف شباب مصر من كل الأعمار والأطياف والثقافات والمهن – حول علم، وفريق المنتخب الوطني لكرة القدم – يدعو العلماء والمفكرين المصريين للبحث والتحليل وأيضًا للأفادة بالرأي – حول هذا الألتفاف والإحتفاء والإلتحاف بعلم مصر، والإنتماء الشديد للوطن، في حين أننا في أشد الأحتياج لهذا التجمع الوطني في قضايا أكثر أهمية من ماتش كرة قدم في مسابقة محلية أو إقليمية، ولعل هذه الظاهرة المتكررة، في مسابقات دولية يمثلنا فيها منتخب في لعبة ما، وأشهرها لعبة كرة القدم، تجعلنا نتسائل، لماذا لا نجتمع علي أهمية التعليم في حياتنا، لماذا لا نجتمع علي الإتقان في أداء مهامنا ووظائفنا؟ لماذا لا نجتمع علي         ألا نخدش الحياء العام في شوارعنا، لماذا لا نجتمع علي عدم إيذاء البيئة في بلادنا، بترك القمامة في الشوارع وإلقائها في نهر الطريق، والإسائه إلي وسائل النقل العامة، والإضرار بالملكية العامة في البلاد، وعدم المبالاة والإستهتار بتقاليد راسخة في الجينات المصرية، كالشهامة والنخوة، ومساعدة المحتاج، ومعاونة الضعيف أشياء كثيرة نفتقدها فى السلوك العام في الوطن.
ومع ذلك نجتمع ونلتصق بقوة حينما يدعونا المنتخب الوطني لمناصرته ! هل هذا 
نتيجة جفاف منابع التجمعات الأخري، هل هذا بسبب غياب النشاط


الإجتماعي والثقافي والسياسي في المدارس والجامعات ربما يكون ذلك سبب هام، من الأسباب الداعية للتراجع، ولكن الأهم من ذلك هو أن درجة من الثقافة قد تضائلت لدي شباب بلادنا وغياب الكتاب من بين أيدي الشباب بل الكبار أيضًا – جعل الإعتماد المعرفى علي الإنترنت وجهاز التليفزيون، وأصبح ما يبثه الإعلام هو المؤثر الأول والرئيسي في التراكم الثقافي لدي شبابنا، وهنا مكمن الخطورة، حيث تتفشى الفضائيات وبرامج ( التوك شو ) في العروض المسيئة لكل ماهو مصري – وهم علي حق من زواية العرض للمشاكل والمسيئات، ولكنهم بالقطع ليسوا علي حق بالمرة، حيث المجتمع لا يختزل في السيىء من تصرفات أو أفعال ولكن كالعادة، فإن الشيء السيء أكثر إثارة وأكثر جذبًا في مثل هذه النوعية من البرامج الإعلامية، وبالتالي فإن حالة من الإحباط تصيب المشاهد وخاصة من فئة الشباب – والذين لم يتراكم لديهم خبرات أو ثقافة مقروئة ومدروسة، ولم يتبين لكثيرين منهم الفرق بين  "الغث والثمين " !!
ومع ذلك فإن الشباب في فراغ سياسي  عميق ولا شك بإننا في أشد الإحتياج لإعادة النظر في البنية الأساسية للتعليم ولممارسة النشاط السياسى في الجامعات والمدارس، نشاط سياسي قائم علي ثقافة الأمة، وليست علي منازعات الأحزاب والأيدلوجيات!!.
لا شك بأن قانون أو لائحة الإتحادات الطلابية تحتاج نظرة من مجموعة عمل في مجلس الشورى العائد للحياة السياسية المصرية (دون هدف واضح) !!


[email protected]