من جائزة نوبل للسلام إلى زعيم العنف المنبوذ دوليًا.. آبي أحمد يمزق إثيوبيا

عربي ودولي

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد_ أرشيفية

يدخل الصراع  بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي فصلًا جديدًا في الأيام الأخيرة بعد إعلان قوات التيجراي تشكيل تحالف مع تسعة فصائل مناهضة للحكومة والتي تحمل على عاتقها مهمة إسقاط حكومة آبي أحمد سواء بالقوة أو المفاوضات وتشكيل حكومة انتقالية في حين يؤكد آبي أحمد على  قدرته على مواجهة التحديات ويرفض أي محاولة أو تفاوض من شأنه تقويض حكومته، وفي ضوء ذلك ترصد " الفجر " أوضاع إثيوبيا موضحةً كيف تحول آبي أحمد من أسرع من يحصد جائزة نوبل للسلام إلى زعيم العنف وممزق البلاد.

إحالة طوارئ في إثيوبيا

وأعلنت الحكومة الإثيوبية عن دخول إثيوبيا في حالة الطوارئ لخطورة الوضع على الأرض وللتطور النزاعي بينها وبين جبهة تحرير تيجراي التي صممت على قرارها بالزحف إلى العاصمة، أديس أبابا.

وأكد غيتاتشو رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي، عن وجود مقاتليهم في بلدة كنيسي بولاية أمهرا وهو ما يعني أنهم باتوا على بعد ٣٢٥ كم من العاصمة، متعاهدًا بتقليل الخسائر البشرية خلال محاولة السيطرة على أديس أبابا. ومن أجل السيطرة على أديس أبابا تسعى جبهة تحرير تيجراي المتحالفة قريبًا مع قوات الأورومو للسيطرة على الطريق السريع الممتد إلى العاصمة جيبوتي التي يشكل ميناؤها مصدرًا أساسيًا لوصول الإمدادات إلى إثيوبيا  ويتطلب ذلك الإستيلاء على مدينة ميلو التي يقول عناصر الجبهة أنهم باتوا قريبين منها.

وتوسعت رقعة العنف بين الحكومة الإثيوبية وجبهة التحرير المتحدة مع فصائلها مما دفع السفارة الأمريكية في أديس أبابا، أمس، إعلان السماح بالمغادرة الطوعية لموظفي الحكومة غير الأساسيين وأفراد أسرهم محذرةً أن التواجد أو السفر إلى إثيوبيا غير آمن

تمسك آبي أحمد بالحرب يسقطه من نظر المجتمع الدولي:

ورغم هزائم حكومة آبي أحمد وسقوط ضحايا من كلا طرفي الحرب، التيجراي وفصائلها ضد الحكومة الإثيوبية، ومعاناة الشعب الإثيوبي إلا أن آبي أحمد يرفض أي تفاوض من شأنه تقويض الحكومة ويعلن أنه لن يتنازل عن السلطة إلا بالدماء وتشجعه على ذلك قبيلته، الأمهرا، التي ترى غرق إثيوبيا بالدم أفضل من سقوط حكومة إثيوبيا حيث أن تاريخ إثيوبيا معهود وهو يقول بأن حاكم إثيوبيا يظلم الأقاليم غير المنتمي إليها ويوالي إقليمه اقتصاديًا وعسكريًا. وحتى وإن دخلت التيجراي العاصمة، أديس أبابا، فستبدأ الأمهرا حرب أخرى ضد حكومة التيجراي وتحدث حرب في الداخل الإثيوبي بين كافة الأقاليم منتهية بتمزيق إثيوبيا حيث يرى كل إقليم أنه الأجدر بحكم إثيوبيا.

كاتب أمريكي: آبي أحمد أصبح مجرم حرب


في هذا السياق قال  كريستوفر رودس، الكاتب والمحاضر بجامعة هارفارد الأمريكية: قورن آبي سابقًا بباراك أوباما ونيلسون مانديلا وهو الآن يدرج ضمن مجرمي الحرب لا يقل عن دكتاتور السودان المخلوع عمر البشير

وأضاف رودس في مقاله بصحيفة واشنطن بوست، ومنذ نوفمبر العام الماضي وتثير استراتيجيته المتمثلة في إطلاق عمليات عسكرية لإزاحة جبهة تحرير تيجراي من السلطة انتباه المجتمع الدولي وكان آبي يفرض تعتيم على الإتصالات والإعلام إلا أن المعلومات خرجت لا محالة من تيجراي وتأكدت منظمة العفو الدولية بعد أيام من بدء الصراع عن المذابح والتفجيرات التي شنتها حكومة  إثيوبيا باستخدام الطائرات المسيرة على تيجراي والقبائل المتحالفة معها.

وأشار الكاتب إلى أن تصريحات آبي أحمد  التي تدعو لحشد مواطني إثيوبيا من كافة القبائل بأن يحملون السلاح وينقضو على التيجراي يائسة وخطيرة في الوقت ذاته حتى أن فيسبوك أزالت منشورًا تضمن تصريحات مشابهة باعتباره تحريضًا على العنف.
واختتم الكاتب مقاله قائلًا، يبدو أن صعود آبي أحمد الصاروخي في إثيوبيا والثناء المفرط عليه من قبل المجتمع الدولي، والذي ساهم الكاتب فيه شخصيًا في ذلك الوقت، أديا إلى خلق غطرسة لآبي أحمد دفعته إلى الحرب مع التيجراي والإستماته من أجل السلطة ولكن بعد مرور عام من تلك الحرب التي شنها آبي باتت تهدد بقاءه السياسي وبقاء إثيوبيا كدولة

ويذكر أن في ٢٠١٩  تواصل آبي أحمد مع الإريترين والذي كان بينهم عداء مع إثيوبيا استمر لمدة ٣٠ عامًا إلا أن آبي استطاع إنهاء هذا العداء ونتيجة ذلك حصد جائزة نوبل للسلام وكان من المفترض أن تجرى انتخابات ٢٠٢٠ إلا أن آبي أجلها متخذًا الجائحة كورونا مبررًا لذلك وأراد شعب التيجراي إجراء انتخابات خاصة بهم الأمر الذي دفع آبي أحمد لقمعهم أعقب ذلك قيام شعب التيجراي بثورة ودارت مناورات بينهما أدت لوقوع خسائر كبيرة في الجيش الإثيوبي استدعى آبي أحمد على أثرها الجيش الإريتري للمحاربة ضد شعب التيجراي الذي هو جزء من إثيوبيا وطنه ورحبت إريتريا بذلك في مقابل أن يعطيها آبي أحمد جزء من أرض التيجراي التي أرادت إريتريا ضمها سابقًا فوقعت حروب دامية وتم تهجير أكثر من ٢ مليون مواطن إثيوبي من شعب تيجراي بالإضافة إلى وجود أكثر من ٥ مليون بحاجة ماسة إلى مساعدات من تعداد ٧ مليون مواطن من شعب تيجراي القائم على إثيوبيا.

بداية الصراع في إثيوبيا


وبدأ الصراع  في إثيوبيا عندما جاء آبي أحمد من قبائل الأرومو مناديًا بعمل الإئتلاف الحاكم وطالب التيجراي الإنضمام إلى ذلك الإئتلاف إلا أنهم رفضوا وفاز آبي بالإنتخابات وأسس حزب الرخاء وهو الحزب الحاكم الآن. وإثيوبيا  واقعة   تحت الحكم الفيدرالي حيث أن الأقاليم الإثيوبية تعقد انتخابات خاصة بها ويحكمها المجلس الذي يقرر وفقًا لدستوره إما الإستمرار تحت حكم الدولة أو الإنفصال ومنذ ١٩٩١ وحتى ٢٠١٨ وشعب تيجراي هو الحاكم للسلطة الإثيوبية
 ومنذ تشكيل إثيوبيا بعد انقلاب ١٩٧٤ وتولى مانجستو مريام حكم إثيوبيا كانت توجد العرقيات والتي أكبرها الأرومو وتيجراي والأمهرا وقد قمع مريام كل سبل المقاومة والتي كانت توجه ضد حكومته بسبب رغبة هذه القبائل في الإستقلال وتحقيق الحكم الفيدرالي