شريف رمزى للفجر: عمرو بن العاص لم يساهم فى تكاليف بناء الكنيسة المرقسية

أقباط وكنائس

الباحث شريف رمزي
الباحث شريف رمزي

 

تُعيِّد الكنيسة القبطيَّة الأرثوذكسيَّة اليوم الثُّلاثاء لتذكار ظهور رأس مؤسِّسها القدِّيس مار مرقس الموافق ٣٠ بابة (حسب تقويم الشُّهداء).

يقول الباحث 'شريف رمزي'، عضو لجنة التَّاريخ القبطي -في تصريح خاص- أنَّ هذا التَّذكار مُرتبط بمُحاولة فاشلة قام بها أحد البحَّارة لسرقة رأس القدِّيس مار مرقس، وهي الحادثة الَّتي تردُ بالتَّفصيل في كتاب 'سِيَر البِيْعة المُقدَّسة'.

ويذكُر 'رمزي' أنَّ بعض المصادر المُتأخِّرة تَنسِب إلى الوالي المُسلِم عمرو بن العاص أنَّ أسهَم بعد هذه الحادثة بمبلغ عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة على اسم القدِّيس مار مرقس بالإسكندريَّة. ويُضيف الباحث: لكن البحث في المصادر القديمة ينفي عن ابن العاص تلك المُساهمة.

وآشار 'رمزي' إلى أنَّ أوَّل كاتب مسيحي نقل هذه الرُّوايَة هو -على الأرجَح- يوحنَّا بن زكريا بن سباع، الَّذي عاش بين القرنين 13 / 14 (راجع: ابن سباع، الجوهرة النَّفيسة في علوم الكنيسة، مجلّة عين شمس الأثريَّة القبطيّة، القاهرة، 1902، ب 87، صـ 140). وعن ابن سباع نَقَل سائر المؤرخون المُحدثون. ويُضيف: لقد تسلَّلَت تلك الرُّواية إلى طبعات السِّنكسار الحديثة في سياق الحديث عن ظهور رأس القدِّيس مار مرقس.

ويؤكِّد 'رمزي' أنَّ كنائس كثيرة بالإسكندريَّة -ومن بينها كنيسة مار مرقس- احترقت في خضم المعارك بين الجيش الإسلاميّ والحامية البيزنطيِّة، دون أيّ تعويضٍ يُذكَر. أمَّا المُساهمة الماليَّة لبناء كنيسة جديدة تحمل اسم مار مرقس فقد قدَّمها القائد المسيحي سانوتيوس (شنودة)، وهو الذي توسَّط من أجل عودة البطريرك القبطي إلى كرسيِّه، ورافق عمرو بن العاص في حملته لفتح المُدن اللِّيبيَّة (راجع: كتاب سير البطاركة الإسكندرانيّين، نقله وطبعه عن نسخة هامبورغ: كريستيان فريدريخ سيبولد، 1912، صـ 102).

وفي سياق مُتَّصِل كشف الباحث شريف رمزي عن قُرب صدور كتاب 'سِيَر البِيْعَة المُقَدَّسَة'، في نُسخة جديدة مُحَقَّقة، وهو العمل الَّذي استغرق منه نحو ثلاث سنوات في البحث والدِّراسة والإعداد.