د.حماد عبدالله يكتب: حتمية خصخصة "المرور" !!

مقالات الرأي

دكتور حماد عبدالله
دكتور حماد عبدالله

مشكلة المرور في القاهرة – تحتاج لحلول غير تقليدية والدراسات التي تتم عن حركة المرور في العاصمة كلها تؤدي إلي نفق مظلم، دون أية مبادرات علمية من أية جهة تنفيذية في البلد، تعطي أملًا لحل أو جدولًا زمنيًا يمكننا من خلال متابعته الإطمئنان علي مستقبل الحركة في "القاهرة" ولعل تلك المشروعات التي يعلن عنها محافظ القاهرة مثل محور الوايلي والربط بين الطريق الدائري، وكورنيش النيل بمنطقة "روض الفرج" ومحاولته بث الإطمئنان على أن هذا يمثل مخرج من أزمة المرور، فالعاِلمْ بجغرافيا القاهرة، يعلم تمامًا أن هذا الكلام عاري من الحقيقة حتى قيام "تحيا مصر" بإنشاء محاور جديدة فى العاصمة، كانت ومازالت هى شرايين حياة بعد السكتة الدماغية التى أصابت حركة المرور فى القاهرة.

ولقد كتبت أكثر من مرة بأن نأخذ تجارب عواصم مزدهره في العالم مثل "روما 
و لندن وباريس" وغيرهم من دول الخليج والتي تزدحم شوارعها بضعف عدد السيارات التي تجري في شوارع القاهرة. مع التأكيد بأن شوارع القاهرة أكثر إتساعًا من "شوارع روما "حيث لا يزيد الشارع في روما عن (6 متر عرض ) وسط روما (بياتسا نافونا)، (وتراس تيفري ) (وفيلا بورجيزي) كل هذه المناطق شوارعها أقل بكثير عرضًا من شوارع وسط البلد في القاهرة ومع ذلك ((الترافيك)) هناك مقبول والسرعة تصل إلي 30كيلو متر في الساعة – بينما في "القاهرة" لا تزيد السرعة عن 4 كم في الساعة وهناك دراسة تقول بأن عام 2017 سوف تصبح السرعة 2 كم في الساعة "وربما "صفر في الساعة !! 
نحن في أشد الإحتياج لإنشاء جراجات متعددة الطوابق فوق الأرض بطريقة (إستيل كونستركشن) إنشاءات حديدية، أسوة بما يتم في عواصم العالم وفي وسط المدن وبجوار المطارات.
نحن في أشد الإحتياج لخصخصة مرور العاصمة بحيث تصبح هيئة المرور(الداخلية ) 51% والقطاع الخاص 49% حتي يضخ أموال ساخنة في إعداد الإشارات المرورية وتخطيط الشوارع والميادين وخلق وظائف لرجال ونساء المرور (وظائف مدنية) وكذلك إنشاء جراجات رأسية في مناطق بحق إمتياز لصالح شركات المرور (الجديدة ) !
والعائد من خصخصة المرور – يتم بطرق إقتصادية معروفة، حيث الطرف الخاص المستفيد سوف يضخ إستثمارات محسوبة، ويكون للداخلية نصيب أكبر، حيث العائد من المخالفات ومن الخدمات المرورية التي ستقدم للمستخدمين وكذلك نسبة في محطات ومراكز إستخراج التراخيص، التي يمكن أن تميكن ميكنه كاملة، وكذلك التصريح بإستخراج رخصة قيادة، تخضع مثل جميع الدول المتقدمة لعملية مدنية، تحت إشراف مخطط من الداخلية ولعل بخصخصة مرور القاهرة علي سبيل التجربة، سوف تعطي نموذج محترم للخدمات التي تقدمها الدولة بالإشتراك مع القطاع الخاص، ليس فقط في البنية الأساسية (صرف صحي ومياه وكهرباء وطرق نقل ) ولكن أيضًا في مجال خدمة تنظيم المرور في العاصمة  الذي وصل إلي موقف لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن إحتماله ويثير الخجل والخيبة الغير مبررة أرجوكم ناقشوا هذه الفكرة وأعلنوا عنها للمشاركة المجتمعية !!!!!!   
فكل المحاور التى تم إنشاؤها فى السنوات الأربع الأخيرة لا تغنى أبدًا عن أهمية النظر نحو خصخصة المرور أسوة بدول العالم المتقدم.     
      
                                               [email protected]