فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

منوعات

سورة الكهف - صورة
سورة الكهف - صورة أرشيفية

تعتبر سورة الكهف من السور التي لها فضائل كثيرة وخصوًا عن قرائتها يوم الجمعة، لذلك نستعرض معكم في السطور التالية فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

 

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

حفظ الآيات العشر من سورة الكهف سبب للعصمة من الدجال لما في هذه الآيات من العجائب والآيات؛ فمن علمها لا يستغرب أمر الدجال، ولا يفتتن به، ويسهل عليه الصبر والصمود أمام تلك الفتنة الكبرى التي يفتن بها الدجال غير المؤمنين ويكفرهم، وتكون العصمة من الدجال هي من خصائص الله لمن حفظ هذه الآيات.

 

قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة سنة مستحبة يحرص عليها كثير من المسلمين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين»، وهذا النور يقذفه الله في قلب القارئ، أو في بصره، أو بصيرته، أو في كل أحواله، أو هو نور يصعد له مع أعماله إلى السماء، أو تشاهده الملائكة، أو يسطع له في الآخرة نور، ويظل هذا النور طوال الأسبوع من الجمعة إلى الجمعة.
 

وتبدأ قراءة سورة الكهف من وقت غروب شمس يوم الخميس إلى غروب شمس يوم الجمعة، ومن كان أميًّا لا يقرأ، واستمع إليها مبتغيًا الأجر والثواب الوارد في فضلها حصل عليه بإذن الله؛ كما قال الفقهاء وأهل العلم، أما من كان يحسن القراءة فعليه بقراءتها، ولا يكتفي بالاستماع إليها؛ لأن الأجر ورد على القراءة، وليس على الاستماع.
 

الحكمة من قراءة سورة الكهف كل أسبوع؛ تعطي العديد من الدروس، والعبر التي تساهم في تشكيل حياة المسلم نحو طريق البر؛ كما عرضت لنا سورة الكهف فتن الدنيا وكيفية النجاة منها، وعلى كل مسلم الوقوف عليها، والحذر منها، ولهذا ورد الأمر بقراءتها كل جمعة.
 

كما تؤكد سورة الكهف أن الله مع من آمن به، والتزم طاعته، وصار على نهجه، يدافع عنه بطرق ربما يصعب على العقل البشري إدراكها، ويظهر لنا هذا بوضوح في قصة أصحاب الكهف، هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم، وخرجوا من بلادهم ليحافظوا على دينهم، ولجأوا إلى كهف في الجبل، ليمكثوا فيه حتى يأتي الصبح، فألقى الله عليهم النوم ثلاثمائة وتسع سنين، ثم بعثهم الله بعد تلك المدة الطويلة ليكونوا آية تشهد على قدرة الله وعظمته وحفظه للمؤمنين.
 

وتصحح لنا سورة الكهف فهمًا كان خاطئًا وهو أن الابتلاء كما يكون بالنقم والبلايا يكون أيضًا بالنعم والعطايا، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35].  وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال صاحب الجنتين، الذي كان من الأغنياء؛ ومع ذلك هذه النعمة بدلا من أن يشكر الله عليها كفر، فأخذها الله منه.
 

وتعلمنا سورة الكهف أن المعرفة دائما نسبية، وأن فوق كل ذي علم عليم، وأن الإنسان مهما بلغ من العلم فعلمه قليل، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، وأن الإنسان مهما أوتي من المعرفة، فهناك من هو أكثر معرفة وعلمًا ودراية منه، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]، وهذا الملمح نتعلمه من سورة الكهف من خلال قصة سيدنا موسى مع سيدنا الخضر، وما جرى من الأمور الغيبية التي أطلع الله عليها ذلك العبد الصالح سيدنا الخضر، ولم يحط بها علمًا سيدنا موسى الذي كان نبيًا، حتى أعلمه بها ذلك العبد الصالح.

وتحذرنا السورة من ابتلاءات السلطة واختباراتها، وعلى صاحبها أن يحسن استخدامها لخدمة دينه وأمته ومجتمعه، وتعلمنا سورة الكهف هذا الدرس من خلال قصة ذي القرنين، ذلك الملك الصالح لذي أعانه الله على حماية البشرية من خطر يأجوج ومأجوج ببنائه السد إلى أن يشاء الله.

كما ذكر أهل العلم أن سورة الكهف تعلمنا آدابًا كثيرة، ينبغي للمسلم مراعاتها والحفاظ عليها، ومما ذكروا في ذلك قراءة سورة الكهف والتطيب والتبكير إلى المسجد من سنن يوم الجمعة.