تعرف على تحركات الدولة في مواجهة ارتفاع ظاهرة الطلاق

تقارير وحوارات

التفكك الأسري-أرشيفية
التفكك الأسري-أرشيفية

من المشكلات اللافتة التي تحتاج إلى علاج ونظر بشكل عاجل كثرة حالات الطلاق، ما يشكل تهديدًا للبناء الأسري في المجتمع، وارتفعت نسب معدلات الطلاق خلال السنوات الماضية وكذلك العزوف عن الزواج وتراجع معدلاته، إلى أن أهم الأسباب لتفاقم تلك الظاهرة هي أزمة القيم التي تواجه المجتمع المصري، كلك عدم فهم "الزواج" للطرفين علي الوجه الصحيح، وأن بناء الأسرة لتكون نواة للمجتمع لن تتم دون تضحية وتعاون، ويتوقف الأمر على الجهات المعنية بالأمر كالإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية والثقافية.

 

أسباب ارتفاع نسب الطلاق
ليست العوامل الاقتصادية هي الأبرز فحسب، بل غياب القيم والمفاهيم السليمة وأساليب التنشئة وقوة التحمل وأنانية الطرفين وعدم تحمل المسئولية، له دور مؤثر نظرًا لارتفاع المهور وتكاليف المعيشة، كذلك هناك تشجيع للخروج على العلاقات الأسرية السليمة بالترويج للعلاقات غير السوية وهذا ما تبثه وتروج له وسائل التواصل الاجتماعي، واستهانة الزوج والزوجة بأمر الطلاق واستخدامه في كل صغيرة وكبيرة من الشئون الحياتية.


أسباب عزوف الشباب عن الزواج
كما ان العامل المادي والمغالاة، وتطلع الطرفين والتقليد الأعمى، تلك هي الأسباب الرئيسية للظاهرتين، وعدم الإحساس بالمسئولية، ويتوجب وجود توعية مجتمعية لأهمية الأسرة والكيان الأسري والانتماء، وأن استقرار الأسرة جزء لا يتجزأ من استقرار المجتمع والوطن، كما أن تصدير وانتشار المفاهيم المطلقة والاستقلالية، ما هي إلا جزء من "حروب الجيل الرابع" وهذه هي أخطر أنواع الحروب التي نواجهها.


4 ملايين شاب وفتاة ترددوا على حملة “مودة”
وكلف الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيرة التضامن الاجتماعىُ بتنفيذ مشروع “مودة” للحفاظ على كيان الأسرة المصرية، وهي منصة إلكترونية لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج، والأمر الذي أكّد على ضرورة تعريف الشباب بأُسس اختيار شريك الحياة الصحيحة، وتعريفهُم بمفهوم الزواج والحقوق والواجبات لمساعدتهم على تفادي حدوث الطلاق المبكر.


كما أنه تم تطوير منصة مودة وبتركيز خاص على قضايا تنظيم الأسرة وأهمية الأسرة الصغيرة، وخطورة الزواج المُبكر، كما تم تحويل المحتوى الرقمي للمنصة إلى لغة الإشارة لتوفير المحتوى لذوي الهمم من الصُم والبُكم وسيتم إطلاقه قريبًا.


برنامج يستهدف المخطوبين للتوعية للأسس الصحيحة لاختيار الشريك
تم إطلاق برنامج تدريبي يستهدف المخطوبين والمتزوجين حديثًا، حيث يحضر الطرفان معًا، وتم إطلاق مبادرة بالتعاون مع صندوق تحيا مصر لتطبيق البرنامج في إطار مبادرة “دكان الفرحة” لدعم الفتيات الأكثر احتياجًا، وقد تم تدريب 1186 فتاة وخطيبها بـ 7 محافظات كذلك إطلاق مُبادرة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ذات الصلة لتدريب المخطوبين والمتزوجين حديثًا، وقد تم تدريب 1242 شابا على مستوى 14 محافظة كذلك تم إطلاق تدريبات مودة بين الشباب المتعافي من مرض الإدمان وأُسرهم نظرًا لتنامي حالات التفكُك الأسري والانفصال بينهم، وقد تم تنفيذ البرنامج بالتنسيق مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان.


قانون يتيح لـ”المأذون" التحقيق في أسباب الطلاق قبل توثيقه
أطلقت دار الافتاء مبادرة التزام الموثق “المأذون” بتبصير الزوجين بمخاطر الطلاق، قبل توقيع الطلاق، ويتم اختيار حكم من أهله وحكم من أهلها للتوفيق بينهما، فإن أصر الزوجان معا على إيقاع الطلاق فورا، أو قررا معا أن الطلاق قد وقع، أو قرر الزوج أنه أوقع الطلاق، وجب توثيق الطلاق بعد الإشهاد عليه.


وهي مبادرة أطلقها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية مؤخرا، وهي مبادرة تستهدف تدريب المأذونين على التحقيق في أسباب الطلاق قبل توثيقه، وبنى المفتي مبادرته على  أن كثيرا من هذه الحالات يكون الطلاق فيها غير واقع، ويمكن العدول عنه والإصلاح بين الطرفين للحد من هذه ظاهرة الطلاق.


القرار الجديد سيعمل علي تقليل نسبة الطلاق والحد من وقوعه
والكثير من حالات الطلاق تكون مبنية علي سوء الظن والتسرع، وعدم تفهم الطرفين لبعضهم قبل الزواج، ما يتطلب إعادة النصح والإرشاد والتوجيه، ومنحهم فرصة لإعادة النظر في القرار، لأن النصح والإرشاد ومحاولة الصلح يقوم بها المأذون دون أن يكون ذلك بطلب رسمي مطلوب إثباته في أوراق رسمية.