الدكتور مصطفى ثابت يكتب: تركي آل الشيخ.. عندما يصادف الاختبار أهله

مقالات الرأي

الدكتور مصطفى ثابت
الدكتور مصطفى ثابت والوزير تركي آل الشيخ

كان لي الحظ في التعرف عن قرب على المستشار تركي آل الشيخ قبل أن يتولى رسميًا أي حقيبة حكومية في المملكة العربية السعودية، وكنت أول من توقع بزوغ نجم هذا الرجل الجريء، وقد قلت له هذا في أول لقاء به في منزله منذ سنوات.

ففور أن تجلس مع هذا الرجل تجد شخصًا طموحًا بشكل يصل عنان السماء، ولا يسمح لأحد أن يجد مبررًا لعدم الوصول لهدفه، فهو أكثر مسؤول يسعى لتنفيذ ما يحلم به على الفور، ويذلل كل العقبات ليصل لكل أحلامه، ويستخدم كل الأدوات لتحقيق الإبهار الدائم فيما يوكل إليه من مسؤوليات، فقد كنت شاهدًا على توليه الهيئة العامة للرياضة وما قام به من نجاحات مبهرة على مستوى الرياضة، وعلى مستوى تسويق المملكة العربية السعودية.

فقد حضرت بدعوة كريمة منه احتفالية عالمية بصعود المنتخب السعودي لكأس العالم بروسيا، ووجدت جمعًا عالميًا من كل مسؤولي ومشاهير الرياضة والفن في العالم، وتناقلت كل وسائل الإعلام آنذاك هذا الحفل، وكان تسويقًا عالميًا مبهرًا للتطور والنقلة الجديدة للمملكة بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد.

وأحدث تركي آل الشيخ طفرة في التطوير الشامل ببيئة الملاعب، كما طبّق تقنية الفيديو في محاولة للحد من أخطاء الحكام خلال مباريات البطولات المحلية، بالإضافة إلى استقطاب أكبر وأغلى المحترفين الأجانب في تاريخ الرياضة في المملكة، وتحقيق أغلى دخل للنقل التليفزيوني، وإنشاء أكاديمية "أوليفر كان" لتطوير مستوى الحراس.

وبنظرة ثاقبة لقيادة المملكة تقرر تولي المستشار تركي آل الشيخ ملف الترفيه، وما أن صدر التكليف إلا وقد انفجر هذا الرجل في نقل الرياض لتصبح محط أنظار العالم في هذا الشأن، وأصبحت من أكثر العواصم العربية التي يصبو إليها كل عشاق الترفيه، ليس هذا فحسب، فهذا الرجل قدم فكرة موسم الرياض لتصبح تقليدًا سنويًا ينقل أنظار العالم إلى السعودية باستقبال كل نجوم العالم والملايين من الزائرين من داخل وخارج المملكة، ويساهم في تشغيل أكثر من 13 ألف شخص لخدمتهم في هذا الموسم، فيُدر هذا الموسم أكثر من 6 مليارات ريال للاقتصاد السعودي، هذا غيرُ الإضافة التسويقية غير المباشرة التي تعود على المملكة، والتي تقدر بعشرات المليارات من الريالات. 

هذا الرجل  تسلح بصراحة متناهية استوعبت بشكل عجيب كل الانتقادات البنّاءة وغيرها، كما أنه برع في استخدام روح الدعابة في التوافق مع منتقديه، وأيضًا جراءة متناهية في تناول جميع الأمور بصراحة غير مسبوقة. 

ويتسم المستشار بطريقة خاصة في التعامل مع متابعي حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرزها على منصة "تويتر" والثانية على منصة "فيسبوك" الشهيرة أيضًا، من خلال التعامل مع مختلف الأطياف، وكثير منهم أيضًا لا تخفى عليه مقاصدهم، فهو يتعامل بسعة صدر كبيرة، ولم يخلُ ذلك من خروجه -عند الحاجة- بالردود القاسية وبصراحة وشفافية كبيرة.

هذا الرجل أحدث ضجة بالمنطقة العربية، وأعتبره أنجح وزير عربي على الإطلاق، فقد ساهم في تحويل أنظار المنطقة والعالم إلى السعودية، والتي لطالما كانت هي محط الأنظار لكل المسلمين للحج والعمرة فقط، ولكنها الآن أصبحت محط أنظار العالم في الحج والعمرة والترفيه والرياضة والتسوق والاستثمار، وهذا الفضل يعود لاختيار صادف أهله من الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد للمستشار تركي ال الشيخ كمستشار للديوان الملكي ووزيرًا للرياضة ثم وزيرًا للترفيه. 

لو أن في كل دولة عربية وزراء بجرأة وطموح وإقدام تركي آل السيخ لانصلح حال العالم العربي، فهو شخص أرقامه تتحدث عنه مهما كان شخصًا جدليًا إلا أنه هو الوزير الأنجح على الإطلاق في العالم العربي في السنوات الأخيرة.