قد تصل مصر الأسبوع المقبل.. اعرف خطورة الغازات المنبعثة من بركان لابالما

تقارير وحوارات

ثوران بركان لابالما
ثوران بركان لابالما

جزيرة لابالما تعتبر واحدة من جزر الكناري الثمانية البركانية، وقد تكونت منذ 1.8 مليون سنة نتيجة نشاط بركاني، ونتج عنه عشرات البراكين ومئات الفوهات والممرات البركانية، كما تخرج الانبعاثات الغازية والحمم البركانية في الوقت الحالي من مجموعة من الفوهات التي يزداد عددها بمرور الوقت.

وفى هذا التقرير تستعرض "بوابة الفجر" أسباب ثورة براكين لابالما وتأثير الغازات المنبعثة منه على مصر:

وبدأت السلطات الإسبانية في دراسة تفجير بركان لابالما بعد مرور 56 يوما على نشاطه، في محاولة لإخماد ثورانه ووقف الدمار والرعب الذي يعيشه السكان في المنطقة، وذلك عن طريق القصف الجوي أو وضع الديناميت المتفجر حوله وتفجيره لتدمير القنوات الأنبوبية الناقلة للحمم البركانية.

والجدير بالذكر أن تفجير البركان سيزيد من نشاطه ويجعله أكثر ثورانا نتيجة غليان الماغما بداخله التي تمنعها الصخور البركانية المتصلبة، وأنه في حالة انفجار البركان ستنشأ تشققات جديدة تنطلق منها ماغما جديدة، أو تزداد القنوات الحالية ويزداد اتصالها ببعضها، وقد يتغير اتجاه الحمم البركانية نحو أماكن جديدة تزيد من الخسائر.

وعلى الرغم من خطورة الوضع في المناطق البركانية إلا أن النشاط البركاني فى إسبانيا أصبح خلال الأيام القليلة الماضية مزارًا سياحيًا لكل من يريد مشاهدة النشاط البركاني ويتأمل صوت تدفق القذائف والأتربة البركانية في الهواء، والتي قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من 10 كم، ورؤية أنهار نارية تجري على سطح الأرض لمسافة 6 كم، وشلالات من الحمم البركانية تتساقط في مياه المحيط محدثة أصواتا وتفاعلات كبيرة مع المياه، وتكوين دلتاوات بركانية جديدة تكون أخصب تربة زراعية فيما بعد، ورؤية البحر المسجور في شواهد تظهر عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى.

وأوقع ثوران بركان لابالما الكثير من الأضرار على المناطق المجاورة له، إلا أنه بات جزءا من منظومة بيئية طبيعية على سطح الأرض يظهر للبشر جزء منها، فخروج الماغما يأتي بمعادن جديدة إلى سطح الأرض، ويجدد التربة الزراعية، وخروج الغازات وبخار الماء يساهم في الاتزان البيئي في الغلاف الجوي حيث يزيد ثاني أكسيد الكربون من درجة الحرارة، في حين خروج ثاني أكسيد الكبريت يساعد على انخفاضها.

الغازات المنبعثة من بركان لابالما

- اقتراب غازات لابالما من مصر

انبعث من بركان لابالما أكثر من 17 ألف طن من الغازات يوميًا، وانتشرت حول العالم بسرعة البرق نتيجة حركة الرياح، وبذلك يكون اتجاها الأول هو القارة الأوروبية نتيجة قرب البركان منها فضلًا عن اتجاه الريح المؤثر على حركتها، فقد نقلت الرياح جزءا من هذه الغازات باتجاه الغرب ناحية الأمريكيتين ووصلت بالفعل إلى منطقة الكاريبي، بالإضافة لحمل الرياح السائدة هذه الغازات للبرتغال وإسبانيا وعدد كبير من الدول الأوروبية حتى وصلت لدول أوروبا الشرقية وقارة آسيا والصين والهند، فضلًا عن جزء من الرياح يأتي من ناحية البحر الأبيض المتوسط باتجاه مصر.

ويتوقع أن تصل إلى مصر بداية من الأحد والاثنين والثلاثاء، وهي غازات ذات خطورة عالية لكن تأثيرها سيكون محدودًا بسبب ارتفاعها الشاهق عن سطح الأرض، حيث تتراوح ما بين 3 آلاف و5 آلاف متر وبالتالي تأثيرها على الإنسان على سطح الأرض ضئيل للغاية ويكاد يكون معدومًا، إلا في بعض الأماكن التي تسقط فيها الأمطار حيث تختلط السحب المطيرة بهذه الغازات وتكون أمطار حمضية، وسيظهر تركيز الغازات الأكبر على الإسكندرية وستكون عند نصف الدلتا الغربي حتى منطقة أكتوبر غرب القاهرة، وكلما اتجهنا إلى داخل البلاد يقل التأثير لأن السحابة تكون مركزة وبعد ذلك يقل تركيزها.

 

-توابع ثوران بركان لابالما

وهناك العديد من الاحتمالات التي تربط بين النشاط البركاني والغازات التي وقعت في جزيرة كريت، حيث يرتبط حوض البحر المتوسط ببعضه، ونتيجة نشاط الشديد تحت سطح الأرض، بالإضافة للفوالق الضخمة الناتجة من التقاء الصفائح الأوروبية بالصفائح الأفريقية، وهي مناطق زلازل، وقد تكون الحركة في باطن الأرض مرتبطة بالأنشطة البركانية فالزلازل مستمرة فو جزيرة كريت، وقد حدثت أكثر من 10 زلازل في الأسابيع الماضية، وفي منطقة البركان هناك أكثر من ألف بركان شدتها 3 درجات على مقياس ريختر.