“قطط الماو” في مصر.. من القمامة إلى الرفاهية

منوعات

“قطط الماو” في مصر..
“قطط الماو” في مصر.. من القمامة إلى الرفاهية


أكدت أوركيد مدحت، مدير إدارة الجمعية المصرية لرعاية قطط “الماو” أن صاحبة فكرة إنشاء الجمعية ليست مصرية، بل هي سيدة كندية تدعى “جلوريا لوريس”، متزوجة من مصري هو إسماعيل الخولي.

وأوضحت أوركيد أن فكرة إنشائها تعود إلى ما قبل ثمانية أعوام من الآن، حيث كانت جلوريا في زيارة للقاهرة بصحبة زوجها، فأرادت أن تشتري هدية عبارة عن قطة “ماو” لنجلها المقيم في كندا، والذي يعشق هذا النوع من القطط المعروف عالميًا، والمفضل لدى المواطن الأوروبي، فلم تجدها لدى أي من محال بيع الحيوانات الأليفة في مصر.

لكن حالة من الحزن أصابت جلوريا وقتها، فقد كانت تريد أن تعود لابنها بهذا النوع الفريد من القطط، لكن المفاجأة التي ألجمتها بينما هي على هذه الحالة هو رؤيتها لهذا النوع الفريد في صناديق القمامة بمنطقة المقطم، حيث توجد فيلا زوجها، ومن هنا جاءتها فكرة جمع هذه القطط من الشوارع ورعايتها، كما توضح أوركيد.

والماو هم اسم القط باللغة المصرية القديمة، ولذلك يطلق على سلالة القطط ذات الأصل الفرعوني، والتي كان المصريون يبجلونها ويحنطونها وينعونها بعد وفاتها، وتحمل نقوشا مصرية يعود تاريخها إلى العام (1400) قبل الميلاد صورًا لهذا القط الذي يتميز بحجمه المتوسط ورشاقته وقوامه الطويل جدًا ورأسه المستديرة وأذنيه الكبيرتين وذيله الطويل.

ويوجد هذا النوع من القطط في حاويات القمامة بالشارع المصري، بينما في أوروبا هناك من هو على استعداد لدفع أموال ليست بالقليلة ليحصل عليها.

في الجمعية المصرية لقطط الماو، والتي تتخذ من فيلا بشارع “9″ بمنطقة المقطم، شرقي العاصمة القاهرة، مقرًا لها، يجد هذا النوع من القطط الرعاية الكافية، من حيث الحصول على طعام صحي، وتطعيمات دورية من الأمراض، وأماكن مريحة للنوم، وهي الخدمات التي تقدمها الجمعية اعتمادًا على نشاط تجاري يغطي هذه التكلفة، وذلك وفقًا لما تقوله أوركيد.

وينقسم النشاط التجاري للجمعية إلى شقين، أحدهما يُعرف بـ”تبني القطط”، والآخر هو “الخدمات الطبية”، ووفقًا للشق الأول فإن الجمعية وبعد أن تقوم بتهيئة قطط الماو التي قد يجدها البعض في الشارع ويسلمها لها، تقوم بدورها بعرض صور لهذه القطط على موقعها الإلكتروني، وإتاحتها للتبني نظير مبلغ مالي رمزي.

وتضع الجمعية شروطًا لمن يتبنى قطة من قطط “الماو” – كما توضح أوركيد – من بينها ألا يكون المتبني دائم السفر حتى لا يضطر للتخلص منها، كما يطلب منه الإدلاء ببعض المعلومات في استمارة خاصة بالتبني توجد على الموقع الإلكتروني، ويتم دراسة هذه المعلومات لاتخاذ قرار بشأن الحالة، وفي حال الموافقة على إحدى الحالات يمنح الشخص وأغلبهم من الأوروبيين القطة الراغب في تبنيها نظير مبلغ مالي رمزي.

أما الشق الثاني، الخاص بالخدمات الطبية، فهو عبارة عن عيادة ملحقة بالجمعية تقدم خدمة العلاج للحيوانات الأليفة التي يمتلكها سكان المنطقة نظير مقابل مادي، ويجري أطباء الجمعية من خلال العيادة الكشف الدوري والعمليات الجراحية ويعطون التطعيمات الدورية، بحسب أوركيد.

ومن خلال الدخل الذي تتحصل عليه الجمعية من الأموال التي تدفع نظير التبني، وكذلك تلك التي تتحصل عليها العيادة نظير الخدمات الطبية التي تؤديها، يتم الإنفاق على أنشطة الجمعية، لأنها كما تقول مدير الإدارة بالجمعية، “غير هادفة للربح، وغايتها الرئيسية قطط الماو”.

ويشتهر قط “الماو” بأنه صاحب قدم طويلة، وتكوينه الجسدى نحيف، فهو لا يسمن أبدًا، أيًا كان نوع أكله، له ذيل طويل، وفراء خفيف، كما أنه قط ذكي جدًا، يقترب في ذكائه من الكلاب، ويعرف بأنه أصل جنس القطط، ولذلك يكتسب أهميته بالخارج، بينما يهمله المصريون، كما أوضحت أوركيد.

ورغم أن الجمعية أقيمت خصيصًا لرعاية هذا النوع، إلا أن مراسل الأناضول لاحظ وجود أنواع أخرى بين قطط الماو بالجمعية، وهو ما فسرته أوركيد بقولها “نحن نحب الماو، لكن قد نقبل قططًا أخرى في نطاق ضيق من باب الرفق بالحيوان، كأن تكون هناك قطة مصابة في قدمها أو عينها”.