د.حماد عبدالله يكتب: البرامج الوثائقية !!

مقالات الرأي

دكتور حماد عبدالله
دكتور حماد عبدالله

 

حينما بدأ التليفزيون المصري في تجديد شبابه، وتطوير أداؤه، كانت هناك بعض الفترات التي يقدم فيها بعض البرامج الوثائقية، والتي تتميز بها قنوات عديده في العالم مثل ( جيوكرافيك شانيل ) وقناة ( ديسكو فري ) ومن قبلهم (B.B.C ) ثم قناة الجزيرة  

التي خصصت لها أخيرًا قناة خاصة بالوثائق أو بالتاريخ، سياسي كان أو حربي أو ثقافي أو إجتماعي، وغيرهم من إخصاصات أو شئون عامة !! 
ولاحظت بأن الفكره التي ما بدأت أن تلقي إرتياحًا وإعجابًا من مشاهدي القنوات المصريه بأنها تراجعت، حتي أنها لا تظهر، وأعتقد بأن ذلك يعود لقلة تلك البرامج التي أعدت بمعرفة التليفزيون المصري، أو تلك التي أخذ عنها حق البث من القنوات والمنتجين الذين أعدوها.
وبالأمس القريب شاهدت برنامج وثائقي عن البطل المرحوم "عبد المنعم رياض"، الشهيد الذي أستشهد في عام 1969، أثناء تفقده للجبهة المصرية في منطقة(باب 6 ) بالإسماعيلية، وتعرض البرنامج الوثائقي للشهيد منذ دراسته في الكليه الحربيه وسفره لبعثة في إنجلترا، وعودته وإشتراكه في إعداد خطة ( جرانيت ) لعبور القوات المسلحة المصرية- قناة السويس وهي التي نفذت طبقًا للمعلومات المتاحة لي في أكتوبر 1973، ورغم إعجابي وشده  إنبهارى بتاريخ الشهيد العسكري والعلمي والفني والأخلافي.
إلا أنني إيضًا أحسست بغيرة شديدة، بأن هذا يتم في قناة غير مصرية !! ثم فوجئت يوم الخميس الماضي ببرنامج وثائقي محترم عن الإقتصادي ( محمد طلعت باشا حرب )، مؤسس بنك مصر وشركاته، وكان التقرير الموثق بالصور الحية في تاريخ مصر في العشرينيات من القرن الماضي، وشارك في التعليق علي تلك الوثيقة الإعلامية  المحترمة كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم فوزي ( وزير الصناعة الأسبق )، والدكتور شريف سمير (حفيد الإقتصادي المرحوم طلعت باشا حرب )، وكذلك الأستاذه سكينة فؤاد، وغيرهم من المثقفين المصريين، وأيضًا تناول البرنامج الوثائقي، حياة هذا الرجل العظيم، وأفكاره، وكتبه، وقوة عزيمته وإصراره علي خدمة وطنه، وهو مانعيشه  في ظل بعض إنجازاته حتي اليوم، ولعل مايجب أن نذكره بجانب بنك مصر، شركة مصر للطيران وشركة مصر للنقل البحري وشركة مصر للغزل والنسيج ( الله يرحمها ) وغيرهم من شركات قامت علي نقل مصر نقله إقتصاديه وطنية محترمة في بدايات القرن الماضي،
وهنا السؤال مره أخري، إذا كانت تلك الوثائق المصورة تليفزيونيًا، قد أعدت بأفكار وأيادي مصرية، وصورت في مصر، أو نقلت أحداث مصورة في الماضي من المكتبة المصرية أو مكتبة السينما المصورة للأحداث في شركات إنتاج عالميه، وكذلك المعلقين والمعدين والإخراج، كلهم مصريون.
ماذا ينقصنا لكي نكمل ما بدأناه ونصر عليه؟ هل هي الإمكانيات الماليه ؟ لا أعتقد أن ذلك صحيحًا، فإن تمويل مثل هذه الأعمال أشك كثيرًا في أن يبخل عليها أحد، قادر، أو نصف قادر، ولكن لا يستطيع عليها " فاجر " !!  

[email protected]