كيف تُفشل مدارس المتفوقين بأسلوب علمى؟

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

1- غياب المدرسين

2- انقطاع الإنترنت

3- السكن الطلابى لا يصلح

 

تصاعدت أزمات مدارس المتفوقين «stem» خلال الآونة الأخيرة، ووصلت إلى قيام طلاب ٤ مدارس بمحافظات الأقصر وسوهاج والفيوم والمنيا، بتنظيم اعتصام وإضراب عن الطعام استمر ٤٨ ساعة، حاملين لافتات تندد بإهمال مدارسهم وما يتعرضون له من تهديدات من إداراتها.


تواصلت «الفجر» مع الطلاب لمعرفة تفاصيل الأزمة، وأسباب الاعتصام واستغاثاتهم بوزير التربية والتعليم عبر السوشيال ميديا، حيث تبين أن أحد أهم الأسباب هو عدم وجود إنترنت بالمدارس حتى الآن رغم مرور أكثر من شهر على بداية العام الدراسى، وقال محمود بكرى، رئيس اتحاد طلاب مدرسة المنيا للمتفوقين، إنهم طالبوا الإدارة مرارًا وتكرارًا بالتدخل لأن مناهجهم تعتمد على إجراء أبحاث باستخدام الإنترنت، موضحا لأن المنهج الخاص بهم يعتمد بنسبة ٢٠٪ فقط على شرح المدرس، و٨٠٪ على ما يقومون بتحصيله عبر الإنترنت، وقال: ننفق من جيوبنا مئات الجنيهات شهريًا على باقات الإنترنت.

وأضاف: المطلب الثانى هو توفير عدد كاف من المدرسين، موضحًا أن بالمدرسة ٥ مدرسين فقط، استدعت الإدارة التعليمية منذ أيام ٢ منهم لمدة أسبوع كامل، ولم يتم تدريس سوى ٣ مواد فقط بالرغم من اقتراب امتحانات «الميدتيرم»، وأشار إلى أنهم طالبوا بتقسيم درجات الامتحان على المواد التى يتوافر لها مدرسون فقط.

المشكلة الثالثة تتعلق بالسكن الطلابى وكما قال رئيس اتحاد طلاب مدرسة المنيا للمتفوقين، هو سكن غير آدمى، موضحًا: نسكن ١٧٠ طالبا فى طابق واحد، مشيرًا إلى أن السكن بنفس مبنى المدرسة ويعيشون ٥ و٦ طلاب فى غرفة واحدة مكونة من أثاث متهالك، وعلى أرض غير مستوية، إلى جانب أن المطبخ والمطعم بجوار الغرف ما يسبب مشاكل تنفسية للطلاب جراء الدخان، والأبخرة المتصاعدة من أعمال الطهى، هذا إلى جانب عدم توافر دورات مياه تتناسب مع أعداد الطلاب، والموجود منها يعانى من قلة أعمال النظافة، وقال: المدرسة تم افتتاحها فى ٢٠٢٠ ورغم ذلك تسقط أجزاء من «محارة» ودهانات الجدران باستمرار.

وتقول الطالبة «س.أ» من مدرسة سوهاج للمتفوقين، إن البنات توقفن عن الاعتصام أملًا فى وجود حل بعد زيارة لجنة من وزارة التربية والتعليم والمحافظة، وتعهدهم بإيجاد حلول خلال أيام، بالرغم من أنها ليست المرة الأولى التى يطلق فيها مسئولون مثل هذه الوعود، وأضافت المسئولون يهتمون بتطوير مدارس المتفوقين بالوجه البحرى، فى حين لا تجد مدارس الوجه القبلى من يحل مشكلاتها المستعصية.

وأضافت: الإدارة هددت بتحويل البنات للنيابة بتهمة الشغب ولذلك يصمت عدد كبير منهن، رغم معاناتهن من انقطاع الإنترنت على سبيل المثال، والذى هو من اهم وسائل الدراسة بمدارس المتفوقين، وقالت: رفضت ومعى عدد كبير من زميلاتى عدم ايجاد حل لغياب الإنترنت وقلة عدد المدرسين، ووجود سكن متكدس وغير آدمى رغم وجود فيروس كورونا، مشيرة إلى أن بعض البنات تم تسجيلهن فى كشوف الغياب بسبب تأخرهن أمام دورات المياه انتظارًا لدورهن لاستخدامها.

وأوضح «ى.س» أحد أعضاء اتحاد طلاب مدرسة الأقصر للمتفوقين، أن الإدارة تتعنت معهم بعد قيامهم بالاعتصام فى فناء المدرسة ورفع لافتات تطالب بحقوقهم فى نظافة السكن، وحملهم صورًا لحشرات وزواحف على الأسرة، وأضاف أن الإدارة بدلًا من حل مشكلتهم قامت باستدعاء الشرطة بتهمة التجمهر، ولإجبارهم على الصعود إلى الفصول، وأشار إلى أنه رغم ذلك إلا أنه وزملاءه تمكنوا من إيصال صوتهم للمسئولين بالوزارة من خلال السوشيال ميديا، وتواصل معهم مندوب طالبًا منهم انتظار حل سريع.

وأوضح ياسر محمد، ولى أمر إحدى طالبات مدرسة المتفوقين بالفيوم، أنه لا يوجد أماكن إقامة للطلبة والطالبات فى مدرسة الفيوم مثل باقى مدارس المنظومة، مشيرًا إلى أن الطالبات يقمن بالطابق الثالث بذات المدرسة، والغرفة الواحدة تضم ٨ إلى ١٠ طالبات، وهو عدد كبير للغاية خصوصًا فى ظل وجود فيروس كورونا، موضحة أنه لا يوجد مدرسون لكل المواد بالمدرسة، إلى جانب وجود عجز فى المواد العلمية، وعدم وجود طابعات أو أحبار أو ماكينات تصوير، وهو ما يسبب إرهاقًا ماديًا كبيرًا لأولياء الأمور.

وقال إنه لا يوجد خط مواصلات لنقل الطلاب من الفيوم إلى المدرسة التى تقع بمنطقة الفيوم الجديدة، أو حتى مواصلات داخلية بمدينة الفيوم الجديدة، بالإضافة إلى عدم وجود خدمات حول المدرسة فى حال تعرض البنات لأى مشكلة، وقال إن البنات تواجهن صعوبة بالغة للذهاب للمدرسة، خاصة المغتربات من أماكن بعيدة ومحافظات تبعد كثيرًا عن المدرسة.

الدكتورة ميرفت عبدالعظيم، عضو مجلس النواب، أكدت لـ «الفجر» أنها تقدمت بطلب إحاطة للمستشار حنفى جبالى، رئيس المجلس، موجها للدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، حول تدهور الوضع فى فرع مدارس المتفوقين بمحافظة الفيوم، موضحة أن العديد من الشكاوى وردت إليها من أولياء أمور، بسبب معاناه أبنائهم.

وأشارت إلى أنه يجب أن تتمتع مدارس «ستيم» بعدد من الشروط الخاصة، ومنها وجود ملاعب وفناء، وهذا غير متوفر، كما لا يوجد أماكن مخصصة للإقامة، إلى جانب نقص مستلزمات الدراسة والمدرسين، قائلة إنها أزمات لا يمكن التغاضى عنها، ولذلك طالبت برد من الوزير فى أسرع وقت.

وأكد محمد فاروق، مدير وحدة «ستيم» بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أنه تم تشكيل لجنة لمتابعة أزمة سكن الطلاب ودورات المياه وحلها بشكل جذرى، أما مشكلة عجز المعلمين فلها عدة أوجه، منها على سبيل المثال، أن مدرسة سوهاج التى تم افتتاحها هذا العام وكانت ملحقة العام الماضى بمدرسة ببنى سويف، تبلغ قوتها الأساسية نحو ٨ مدرسين، وكان يتم انتداب ٨ آخرين من محافظات أخرى لحين تسكين المنتدبين بشكل نهائى، موضحًا أن السبب الرئيسى وراء تلك الأزمة يتعلق بأن العمل بمدارس المتفوقين يستغرق من المعلمين وقتًا طويلًا مقارنة بالعام الدراسى للمدارس الأخرى، لأن مدارس المتفوقين يجرى بها عدة اختبارات للقبول، وقال إنه سيتم حل أزمة نقص المدرسين خلال أيام.