لماذا فشلت مبادرات حل خلاف الإخوان؟.. خبراء يجيبون

تقارير وحوارات

صراع الإخوان في تركيا
صراع الإخوان في تركيا

بعد اشتعال النيران داخل الجماعة الإرهابية وتولي إبراهيم منير شئون الجماعة ظهرت الحقائق التي نشرت الفضائح المالية، بالإضافة للملفات الأخرى، وفي نفس الوقت سعت العديد من الأطراف للمصالحة بين الجبهتين وحل الخلاف الذي نشب بداخلها. 

وتستعرض "بوابة الفجر" أبرز المبادرات لحل خلافات الإخوان وأسباب فشلها:

احتدام الصراع

ورفضت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين تسليم القناة الفضائية وطن، والموقع الرسمي للتنظيم إخوان أون لاين، واستثمارات الجماعة في صومالي لاند وشمال إفريقيا وملف المعتقلين وطلاب الجامعات بالخارج لجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، مما أدى لاحتدام الصراع بين الطرفين، وحدوث العديد من الانقسامات الداخلية في التنظيم.

علماء المسلمين فى محاولة لفض النزاع 

وحاول اتحاد علماء المسلمين بقيادة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، حل الازمة السياسية في تركيا بين الجبهتين وقد شملت المبادرة إبقاء العمارة السكنية التابعة للجماعة والكائنة في منطقة الفاتح بإسطنبول كما هي، بالإضافة للإبقاء على الامتيازات التي تم تخصيصها لمحمود حسين وأعضاء جبهته، فضلًا عن التسليم بقرارات منير، والحفاظ على منصبه داخل الجماعة، وهو الأمر الذي رفضه حسين، حيث طلب منير في المقابل تسليم مكتب تركيا واستثمارات الجماعة بها والتي يشرف عليها ويديرها بشكل فعلي مدحت الحداد، أحد أعضاء جبهة حسين.

سيناريو الثمانينات من جديد

وقال الخبير في الشئون الإرهابية، اللواء إيهاب يوسف: إن المصالحة فشلت لسعى الطرفين لتولي الحكم وقيادة الجماعة بالإضافة لفرض السيطرة على باقي أفراد الجماعة‏ طبقا لاستراتيجيات وخطط معينة، ‏وتخاف الجماعة الإخوانية من تكرار ‏ما يحدث في الثمانينات وتنشق الجماعة وينقسم عنها طوائف مختلفة وبذلك ينخسف الكيان الإخواني.

وفى تصريحات خاصة لـ "الفجر"، كشف الخبير في الشؤون الإرهابية، الخلاف الحالي القائم على ‏شقين؛ والشق الأول يقوده الشباب والجيل الجديد والشق الآخر ‏بقيادة الجماعة القديمة والجديدة ذكره أن شعبية الجماعة قد انعدمت في مصر منذ 30 يونيو، ‏وهي الآن في طريقها للانعدام داخل تركيا وتدخل يوسف القرضاوي كان لحل الأزمة من اجل مصلحة الجماعة ولم يكن تدخلًا من أجل الدين.

‏وأضاف يوسف: وفي‏ما يتعلق بالشأن المصري فإن مصر لن تتصالح مع أي فرد يخلي بأنها القومي سواء كان تابعا للجماعة أم لا حيث يتواجد ‏في مصر أعضاء من الجماعة الإخوانية لكن لم يصدر عنهم أي أعمال تخل بالأمن القومي للبلاد وهذا ما قاله الرئيس السيسي خلال خطابه بأن مصر لا تكن عداوة لأي شخص لكن من يتعدى على البلاد ستتم معاقبته، ‏وأكد ان الشعب المصري بأكمله نسيج واحد، ‏وأن مصر في المرحلة الحالية لن تتصالح مع من يهدد المجتمع المصري فهي لا تحاسب شخص على أفكاره".

المال هو السلطة

وقال الخبير فى شئون الجماعات، حسام الحداد، إنه من يمتلك المال والقوة هو من سيحكم الجماعة وهذا ما حدث بالفعل داخل الجماعة، فقد حصل منير على منصب القائم بأعمال الجماعة لامتلاكه الأموال بالإضافة للدعم الحائز عليه من مجلس الشوري العام.

وفى تصريح خاص للفجر أضاف الحداد، أن انقسام الجماعة فى الوقت الحالي قد بلغ ذروته وما تشهده الجماعة الآن من انشقاقات وانقسامات داخلية آثر بشكل كبير على عقول اتباعها، فبعد ان كانت ثلاث تيارات؛ تيار منير وتيار حسين بالإضافة لتيار الشباب؛ ظهر الان عدد كبير من التيارات التى انشقت عن التنظيم واتجهت للجماعات المتطرفة وهذا الامر هو ما جعل التصالح بين طرفي الجماعة مستحيل.