نور طلعت تكتب: تامر حسني فارس بني إبداع

الفجر الفني

تامر حسني
تامر حسني

في حالة الضبابية الفنية التي يمر بها الذوق العام في تلك المرحلة، وما بين إيقاف ومنع وبين مؤيد ومعارض للقرار، تجد فارسًا يسير ويعبر الأميال على ظهر خيله، ويقفز الحواجز المستحيلة، رافعًا راية الفن والطرب والتلحين والغناء والتمثيل والإخراج على كتفيه محاولًا العبور به إلى بر الإبداع حيث الملايين من رواد هذا البر يجدون فيه لمحه المنقذ قبل المطرب، فلنذهب سويًا للحديث وبكل سرد عن فارس الفن العربي تامر حسني.

بالتأمل لرحلة تامر حسني، ستجد أنها ملهمة حتى ما قبل ظهوره، فالمحن والمصاعب التي مر بها كافية أن تلهب حماس أجيالًا، فور سماعهم للتفاصيل، وبعد عبور كل المحن الإنسانية، بدأ في بدايات الظهور الفني في مرحله لم يكن للسوشيال ميديا تأثيرًا، وكان وحيدًا يحمل أحلام أجيال تصطف باحثين عن حالة جديدة، حالة تخرج عن كل روتين مفروض، وكل قيد مسلم به، ظهر نجم الأجيال بصوت دافئ تشعر وكأن صاحبه يقف معك ويهمس في أذنيك بنبرة مغردة بتفاصيل فنية لم ولن تجود بها الساحة العربية من قبل، هنا انتفض الجمهور كافه لاحتضان هذا الشاب الذي أسر العقول واحتل القلوب.
وعلى مدار التاريخ السينمائي والمعتاد أن يتم استغلال حالة نجاح المطرب بالعمل في سحر الشاشة الكبيرة " السينما " ولكن اعتدنا من تامر، أن يتمرد على كل ما هو مألوف، فلم يكتف بحالة النجاح واستغلالها سينمائيًا فقط، أو أن يكون مجرد منتج دعائي لأفيش العمل، وإنما دخل ونافس بقوه حتى أنه أصبح يحقق الإيرادات الأعلي بين أقرانه في تاريخ السينما المصرية والعربية، وأصبح يختار أعمال فنية تستمر وربما ستعيش أبد الآبدين.
إلى أن ظهرت حالة التريند وأصبح سعارًا وهوسًا أصاب الجميع وأغرق أكبر الأسماء في بحاره وأخرج منهم أفعالًا توصم على مدار التاريخ الفني. 
ولكن كعادته فارس المشهد  نجم الأجيال تامر، يطل علينا من جديد رافعًا سيفه ليكسر أصنام التريند، ويؤكد أن التريند لا يخلق نجمًا ولكن النجم هو من يخلق التريند، وسخر كل ملكاته وعلامات القبول الرباني التي منحها الله له، وتوجه إلى أرض الحياه في تريند الواقع لا السوشيال، وقرر أن يكون التريند هو تريند قلوب، وكسر مبدأ أن الوصول إلى نجمك يمثل  حلمًا، وأصبح لا عليك سوى التمني وتامر إلى جمهوره ملبي النداء. 
ولن أذكر أسماء، فالتفاصيل لهذا البطل الداعم تتكرر مع كل محبيه ممن يحتاجون الدعم لمحاربة المرض، فمن منا لم يشاهد حالة الطفل المريض الذي كان يحلم بلقاء تامر، وما كان من الأخ الكبير أن يلبي النداء ويتوجه إليه بالتنسيق مع والدته في مشهد اقشعرت له الأبدان من فرط الإنسانية، ويتكرر مع كل حالة دون ملل أو انشغال عن رسالة تامر التي منحها الله إياه. 
وعلى الجانب الآخر وشكل آخر للدعم، على سبيل المثال لا الحصر، المشهد المتكرر لكل عروس حلمت أن يكون تامر حسني معزومًا قبل أن يحضر بصفته كمطرب، فتتوالى تلبية الدعوات في الخفاء بالتنسيق مع الأهالي وكل مره يدخل بشكل يخطف القلوب أكثر مما سبقتها، راسمًا ملامح الدهشة وعلامات الامتنان المختلطة بذروة السعادة مغلفه بحلم اليقظة الذي تحقق. 
وعليك أن تدرك إن كنت محبًا، مريضًا، أو تفتقد الدعم الإنساني، ستجد  بابا نويل الفن العربي تامر حسني، يسير بلفاف الهدايا يوزع الحب والدعم ويؤكد أن "من القلب للقلب ترندًا ". 
ويروض هذا الشاب المتمرد حصان طروادة فنيًا واجتماعيا، وقرر أن يمحي أمية الفن وأن يحمي أربابه.

 

شكراً تامر حسني الذي لم يكتفي بالبطولة على شاشات السينما فقط ، وإنما كان بطلاً على أرض الواقع.