بعد سقوط الأطباء عصابة الإتجار في الأعضاء البشرية.. خبراء نفسيون يحللون سلوكهم

تقارير وحوارات

القبض علي المتهمين
القبض علي المتهمين بزراعة الاعضاء

انتشرت عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية خلال الأعوام الماضية، وكان يقوم بها العديد من المجرمين سعيًا لكسب المال، غير مهتمين بطرق الكسب أو مصيرها؛ واليوم 24 نوفمبر تمكنت الحكومة من ضبط تشكيل عصابي يقوم بسرقة الأعضاء البشرية يترأسه مجموعة أطباء.

فى هذا التقرير تستعرض "بوابة الفجر" هذا الحادث المريع تفسير الخبراء النفسيين لهذا السلوك.

واقعة عصابة تجارة الأعضاء

تمكنت الحكومة من القبض على 10 أشخاص من بينهم ثلاثة أطباء، وموظفة بأحد معاهد الكلى، وموظف معمل خاص، وممرض بمستشفى خاص؛ قد قاموا تشكيل عصابى للتجارة فى الأعضاء البشرية وخاصة زراعة الكلى، وقاموا باستقطاب الناس من خلال الإعلانات التى يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعى وإقناعهم للموافقة على نقل إحدى الكُليتين منهم إلى بعض المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي ويحتاجون إلى عمليات زراعة كلى مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه للمتبرع، وكانوا يبيعونها مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل إلى ربع مليون جنيه من المتبرع إليه، وبلغ عدد العمليات 120 عملية خلال عامى 2019، 2020.

 

استشاري الصحة النفسية وليد هندي 

قال استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هندي: إن الطب مهنة انسانية لها ميثاق شرف أخلاقي ولها دور إنساني وروحي فى التعامل مع خليفة الله فى أرضه وهو الآنسان، وليست مهنة وظيفية الهدف منها الكسب أو الحصول على المنفعة؛ لذلك إذا انحرف الطبيب عن مهنته نجده أشد ضراوة من شيطان الجن؛ فالطبيب عندما يتملكه الشر يحاول اظهار نفسه بشكل ملاك يرتدي الرداء الأبيض.

وأضاف الدكتور وليد هندي فى تصريح خاص ل "الفجر": الطبيب المقدم على استغلال وظيفته وامتهان أي سلوك منحرف عن وظيفته، هو شخص معدوم الضمير، وأشار ‏إن الضمير هو شيء فطري ولد عليه الإنسان في داخله أما يحب الخير أو الشر.

‏وأضاف استشاري الصحة النفسية أن الطبيب الذي يقبل على مثل هذا الفعل لا يمتلك دين أو ضمير أو أخلاق حتى إنه يفتقد للقيم والتربية، وارجع الدكتور السبب الأساسي لهذا الفعل هو سوء التنشئة والتربية، فمن يفعل ذلك لا يمكن ان يكون خارج من بيئة سوية أو منصفة.

وصنف الدكتور وليد الشخصية القائمة بهذا الفعل إنها شخصية براجماتية والشخص البراجماتي هو شخص نفعي كريهه لا يقبله احد، وأغلب الشخصيات البراجماتية منفصلة لا يشاركها أحد فى حياتها الشخصية، بالإضافة لكونه شخص اناني ومادي يخطط ويحسب من أجل الحساب البنكي كما يفتقد للحس الانساني، ولا يعترف بالله وهو السلطة العليا، ويمكن إدراج هولاء الأطباء كأشخاص سيكوباتية في الشخص السيكوباتي يعتبر مجرم اجتماعي وهتك للأعراض وعابث بوجدان الناس ومشاعرها، وقليل ما تقع مثل هذه الشخصيات تحت طائلة القانون نتيجة تلونهم أمام المجتمع و تقلدهم مناصب عليا ومشرفة.

وقال الخبير النفسي محمد عبدالمنعم يوسف: إن السبب الرئيسي وراء ارتكاب مثل هذه الجرائم هو غياب الأخلاق، والفهم الخاطئ للحرية فضلًا عن تحول المجتمع لمجتمع رأسمالي نتيجة عدم الفهم.

وفى تصريح خاص ل "الفجر" أضاف الخبير النفسي ان هناك ‏عوامل تراكمية موجودة منذ سنين؛ ‏وغالبا ما تحدث هذه الجرائم نتيجة عوامل اقتصادية؛ فالطبيب يقضي ‏أكثر من 13 عام في التعليم ثم يتلقى أجرًا لا يتعدى الحد الادني، ‏وهذا ليس تبريرًا لفعله بل توضيح لما فعل، فلا يستطيع بهذا الأجر مواكبة ظروف المعيشة فيلجأ لطرق غير شرعية للحصول على المال.

واختتمت الدكتور محمد عبدالمنعم حديثه للفجر قائلًا: هناك عوامل اجتماعية تستغل ضعف ‏الأخلاق وضعف وجود القيم ‏وهذاما يؤدي للانحراف؛ ‏ولكن لا يوجد مبرر لارتكاب مثل هذه الجرائم، ولكن لإصلاح مثل هذه المشكلة ينبغي البحث عن الأسباب الجذرية التي أدت إلى حدوث مثل هذه الواقعة.

‏وأغلب من يرتكبون هذه الجرائم احتياجاتهم الحياتية كثيرة ودخلهم قليل فيضطرون للجوء لأي طريقة تمكنهم من الكسب، وأكثر من يمنع الأطباء من القيام بعمل موازي لمهنته هو خوفه الشديد على مكانته الاجتماعية.