خبراء يكشفون.. ما هو مصير الاتفاق النووي الإيراني؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

لا يزال الاتفاق النووي الإيراني يصل إلى طريق مسدود، في ظل غموض الموقف الإيراني وتهديدات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بشن حرب عسكرية على إيران بسبب نواياها السيئة من توظيف الاتفاق لصالح مخططاتها.

 

وانسحبت الولايات المتحدة انسحبت بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018 وأعادت فرض العقوبات متهمة طهران بالسعي لامتلاك أسلحة ذرية تحت ستار برنامج نووي مدني. وتخلت طهران اثر ذلك تدريجيا عن التزاماتها الواردة في النصّ.

 

بين الفرض والرفع من العقوبات

قال الكاتب الصحفي محمد العالم، المتخصص في الشأن الأمريكي،  يعتمد مصير الإتفاق النووي بين ايران وأمريكا علي شرط اساسي اشترطته إدارة الرئيس جو بايدن بعودة طهران إلى التزاماتها السابقة ووقف الأنشطة النووية المحظورة التي استكملتها بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الإتفاق، وإعادة فرض العقوبات على إيران.

 

وأضاف العالم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة الأمريكية علي الأرجح لن تبادر برفع هذه العقوبات حتي لا تغضب إسرائيل واللوبي الصهيوني الداخلي، وهو ما يفرض عليها التريث حتي تبين إيران بوادر نوايا وسعي لحل الازمة من جانبها، علي أثره يتم إستئناف المفاوضات الخاصة بالعودة إلي إتفاق نووي.

 

وأشار المتخصص في الشأن الأمريكي إلي الآن لم تبادر إيران مما يجعل الملف شبه مجمد إلي ما وصل إليه بشكل غير محسوم ومفتوح لكل التوقعات، وهذا ما دفع الولايات المتحدة إلي إعلان الإشتراك مع دول خليجية وإسرائيل في مناورات ضد طائرات إيرانية مسيرة وهذا لا يعني إعلان قيام حرب ضد إيران بقدر ما يوصل رسائل تطمينية إلي الدول التي تري أن استقرارها وسيادتها تهدد بفعل نشاطات إيران النوويه أو العسكرية بشكل عام.

 

خيارات عسكرية واقتصادية

صرح الباحث علي رجب، الخبير في الشؤون الإيرانية، أن مصير الإتفاق حتى الآن يكتنفه بالغموض لعدة أسباب أولها: عدم نجاح لقاء مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته الأخيرة إلى طهران  والتي صرح ماريانو غروسي بأنها كانت مخيبة للأمال، وكذلك تصريحات المسؤولين الأمريكيين أن عدم التوصل للإتفاق نووي سيكون الخيار العسكري قائم فقد لوح وزير الخارجية الأمريكي بلينكن  بالخيار العسكري  خلال لقائه بنظيره الإسرائيلي قائلا "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها".

 

و أضاف الباحث علي رجب، أن خيار الحرب قد  كرره الجنرال كينيث ماكينزي، قائد قوات المنطقة الوسطى الأمريكية التي تغطي الشرق الأوسط وتشمل إيران، بخيارات عسكرية مشيرًا إلى أن تعليمات الرئيس بايدن هي عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، بالإضافة إلي تصريحات المسؤولين في تل أبيب والتي ذهب إلى ذلك الإتجاه أن الخيار العسكري قائم ضد إيران حتى لو تم الإتفاق النووي. 

 

و أختتم الخبير في الشؤون الإيرانية، أن هناك جزء كبير من المتشددين في طهران يرفضون الإنخراط في إتفاق جديد وهو ما يعني أن  هناك عقبات كبيرة  تهدد التوصل للإتفاق النووي ويمكن القول أن تصريحات الخيار العسكري من واشنطن وتل أبيب هي نوع من الحرب النفسية ضد طهران للتأكيد أن عملية  كسب الوقت والمماطلة لن تكون بلا نهاية، إذا لم يكن هناك إتفاق سيكون هناك ردع سواء عسكري أو اقتصادي.