"أوميكرون" يحبط الاقتصاد العالمي.. الأسواق تتراجع والعملات والنفط في خطر

الاقتصاد

بوابة الفجر

لا يزال المتحور الجديد "أوميكرون" يثير العديد من المخاوف والتساؤلات عن مدى خطورته، إذ بات انتشاره واضحا في العديد من الدول، وسط إجراءات احترازية وتقييدية فرضتها لمكافحة تمدده.

ومنذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن الضيف الجديد بدأت مؤشرات الاقتصاد العالمي تتهاوى شيئا فشيئا بتأثيرات واضحة وقوية لم نشهدها من قبل في المتحورات السابقة.

 وذاد الأمر سوءا إعلان شركة الأدوية العالمية “مودرينا” أحد الشركات المصنعة لقاحات فيروس كورونا، الأمر الذي كان أول مسمار في نعش الأسواق المالية والعملات، ونستعرض فيما أبرز الثأثيرات السلبية على مختلف جوانب الاقتصاد، جاءت كما يلي: 

العملات في خطر

تراجع سعر الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى اليوم وارتفع سعر الين مقتربا من أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين بعد أن قال الرئيس التنفيذي لشركة "مودرنا" للأدوية لصحيفة فاينانشال تايمز إن اللقاحات الحالية المضادة لكوفيد-19 من المرجح أن تكون أقل فاعلية في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون بالمقارنة بالسلالات المتحورة السابقة.

وسعت الأسواق في مختلف أرجاء العالم لتجنب المخاطر، فهبط سعر الدولار بنسبة 0.3 في المائة أمام العملات المنافسة في حين ارتفع سعر الين 0.4 في المائة أمام الدولار مسجلا أعلى مستوياته منذ أوائل نوفمبر وبلغ 112.95 ين للدولار.

وقال استراتيجيون من شركة ميزوهو في مذكرة للعملاء "تعززت مخاوف المتعاملين في الأسواق من المزيد من النتائج المقوضة للاقتصاد العالمي الليلة الماضية بتصريحات الرئيس التنفيذي لمودرنا".

 عائدات السندات تتراجع

وانخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ست نقاط أساس إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين مما دفع الدولار للهبوط بعد أن تبنت الأسواق وجهة النظر القائلة بأن طول أمد مكافحة الفيروس سيقوض التوقعات بشأن سرعة اتخاذ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) قراره برفع الفائدة في عام 2022.

 

 أسواق الأسهم العالمية

أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض للجلسة الثالثة على التوالي اليوم بعد أن قال الرئيس التنفيذي لشركة مودرنا للأدوية لصحيفة فاينانشال تايمز إن اللقاحات الحالية المضادة لكوفيد-19 من المرجح أن تكون أقل فاعلية بكثير في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون بالمقارنة بالسلالات المتحورة السابقة.

وهبط المؤشر نيكي الياباني 1.63 في المائة إلى 27821.76 نقطة مسجلا أدنى مستوياته منذ السابع من أكتوبر وبدد مكاسبه السابقة التي حققها وسط آمال بأن يكون أوميكرون أقل شدة مما كان يخشاه العالم.
وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.03 في المائة لينخفض إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر عند 1928.35 نقطة.


وتخلى المؤشران عن مكاسبهما الكبيرة السابقة بعد أن نقلت فاينانشال تايمز عن رئيس مودرنا قوله إن اللقاحات الحالية من المرجح أن تكون أقل فاعلية في مواجهة أوميكرون.


وقال بعض مديري الاستثمارات كذلك إن الأسواق مضطربة بسبب مخاوف تتعلق بالتضخم قد تدفع البنوك المركزية في العالم لإنهاء الإجراءات التحفيزية، وفقا لـ "رويترز".

وقال ياسو ساكوما كبير مسؤولي الاستثمار في ليبرا للاستثمارات "التقرير المتعلق باللقاح ما هو إلا دافع مباشر... المشكلة الحقيقية تكمن في سحب السيولة الزائدة. انتهى الحفل".

كما هبطت أسهم أوروبا أكثر من 1% اليوم بعد شكوك بشأن مدى فاعلية اللقاحات المضادة لكوفيد 19 في مواجهة أوميكرون السلالة الجديدة المتحورة.

ونزل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.5% ليسجل أدنى مستوياته في 7 أسابيع. وهبطت مؤشرات داكس الألماني وكاك الفرنسي وفاينانشال البريطاني 1.5%.

وهوت أسهم قطاع النفط 2.9% مع تراجع أسعار الخام ونزلت أسهم البنوك 1.8% إلى أدنى مستوياتها في شهرين وتراجعت أسهم قطاع السفر 2.7%.

وفقدت أسهم فولفو للسيارات 3% بعدما سجلت هبوطا في أرباح التشغيل الفصلية وأحجام المبيعات الشهرية وسط نقص عالمي في أشباه الموصلات.

 

الملاذات الآمنة في سلام 

باعتبارها أهم الملاذات الامنة في العالم.. ارتفعت أسعار الذهب اليوم 30 نوفمبر بعد أن حذر رئيس شركة Moderna من أن لقاحات كوفيد-19 لن تكون على الأرجح فعالة في مقاومة المتحور أوميكرون بقدر فعاليتها مع السلالة دلتا.

هذا وسيتابع المستثمرون عن كثب شهادة رئيس الفدرالي أمام الكونغرس هذا الأسبوع بعدما حذر أمس الاثنين من أن سلالة كوفيد-19 الجديدة شوشت على توقعات البنك المركزي عن التضخم وأن الأسعار قد تواصل الصعود لفترة أطول مما كان يُعتقد.


النفط 
تراجعت أسعار النفط لتتخلى عن مكاسبها الثلاثاء 30 نوفمبر، لتنخفض بذلك بأكثر من دولارين مع تراجع أسواق المال بشكل عام بعد أن أثارت مقابلة مع الرئيس التنفيذي لـ Moderna الشكوك حول فعالية اللقاحات المضادة لكورونا في مواجهة المتحور الجديد أوميكرون.

وقال رئيس شركة Moderna للأدوية لـ Financial Times إن من غير المرجح أن تكون لقاحات كوفيد-19 فعالة في مواجهة أوميكرون بنفس درجة فاعليتها في مواجهة المتحور السابق دلتا.


الأسواق العربية تلتقط أنفاسها
أنهت غالبية أسواق الخليج الكبرى تعاملات الاثنين على صعود شبه جماعي مع التعافي من تبعات الجائحة وانحسار المخاوف المتعلقة بأوميكرون.

وأغلق السوق السعودي على مكاسب طفيفة ليتعافى من أكبر خسارة يومية منذ في 19 شهرا، فيما ارتفع سوق أبوظبي ليعوض كافة الخسائر التي منى بها في مطلع تعاملات الأسبوع.

وارتفع سوق دبي أيضا مع صعود سهم إعمار العقارية فيما سجلت بورصة قطر مكاسب أيضا وإن تراجعت وتيرتها في آخر الجلسة مع ظهور الضغوط البيعية.

وواصل السوق الكويتي تراجعه لكن بوتيرة أقل، فيما سجلت بورصة مصر تراجعات للجلسة الثانية على التوالي خلال تعاملات الأسبوع الجاري.ورصة مصر:

بينما لم تستطع البورصة المصرية التخلص من شبح المتحور الجديد للجلسة الثانية على التوالي حيث أنهت بورصة مصر تداولتها على تراجع مع هبوط الأسهم القيادية مع استمرار الضغوط البيعية من قبل الأفراد.

وأغلق المؤشر الرئيسي للسوق متراجعا بنحو 0.58% حول مستويات 11212 نقطة مواصلا هبوطه للجلسة الثانية.

توقعات أسعار النفط لم تسلم

خفض بنك الاستثمار مورجان ستانلي اليوم توقعاته لسعر خام برنت للربع الأول 2022 إلى 82.50 دولار للبرميل من 95 دولارا بسبب توقعات السوق بأن متحور كورونا الجديد أوميكرون قد يضع ضغوطا كبيرة على الطلب على الخام.

وقال البنك "أن تزيد أسعار برنت فوق المستويات المرتفعة التي وصلت اليها مؤخرا هو شيء من المرجح أن يحدث من منتصف 2022 وما بعد ذلك". ورفع مورجان ستانلي توقعاته لسعر برنت للربع الثالث إلى 90 دولارا للبرميل من 85 دولارا.

وقال البنك إن سوق النفط قد تشهد عجزا متزايدا في المعرض في 2023.