كنيسة الروم تنشر دفاعًا لأحد قديسي الكنيسة عن فكرة وجود الأيقونات بالكنيسة

أقباط وكنائس

ايقونات
ايقونات

نشر نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، نص الدفاع الثاني للقدّيس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة.


وجاء الدفاع الثاني للقدّيس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة، الذي نُشر في دراسة له كالاتي:


مؤلف الشر، يا أحبّائي، الحيّة الغيورة - أقصد الشيطان - لقد علم البعض أن يدعوا الله الغير مخلوق شرّير. وخدع آخرين ليتنبئوا أن الله الذي هو حسنًا بطبيعته هو مؤلف الشر. وخدع البعض ليعتقدوا أن لو كانت هناك طبيعة واحدة في الألوهية فيجب أن يكون هناك أقنوم واحد، أو لو كان هناك ثلاث أقانيم فيجب أن يكون هناك ثلاث طبائع؛ أو لو أن الرب يسوع المسيح هو أقنوم واحد، فيجب أن يكون له طبيعة واحدة، أو أنه لو كان له طبيعتين فهو أقنومين.


ولكن الحق حفظنا في وسط الطريق، رافضًا كل هذه الخرافات ومعلّما إيّانا أن نعترف بإله واحد طبيعة واحدة في ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح قدس. الشرّ ليس مادة، ولكنّه حادثة: التي تعارض فكر، أو كلمة، أو عمل ناموس الله؛ ومصدرها يكون في الفكر أو الكلمة أو الفعل، عندما تنتهي هذه الأشياء، كذلك الشيطان ينتهي من الوجود. الحقيقة أيضًا تعلن في المسيح، الذي هو واحد من الثالوث المقدّس، طبيعتين في أقنوم وأحد.


الآن الشيطان، الذي هو عدو الحقيقة ويحارب خلاص الإنسان... يتمنّى أن يعكر سلام كنيسة المسيح من خلال الشفاة الكاذبة واللسان عديم البرّ... البعض قام قائلًا إنه خطأ أن نصنع صورًا لآلام المسيح المخلّصة، وكفاح القدّيسين ضد الشيطان، الذي عند النظر إليهم، ممكن أن نتعجّب ونمجّد الله. أيوجد إنسان له معرفة بالله وأحساس روحي ولا يرى خداع الشيطان في هذا؟ لأنّه لا يريد أن يُغلب، ويكشف خزيه للجميع، أو أن يعلن مجد الله وقدّيسيه للجميع.


لو حاولنا أن نصنع صورة لله الغير المرئي فهذه في الحقيقة خطيّة. نحن لا نصنع أيّ منهم. ولكن نحن لا نخطئ عندما نصنع صورة الله المتجسّد، الذي نُظر على الأرض في الجسد، واختلط بالإنسان، وفي احسانه الغير منطوق به أخذ طبيعة، إحساس، شكل ولون جسدنا. وحيث أنّنا نطوق لرؤية كيف كان يبدو كما يقول الرسول "فإنّنا ننظر الآن في مرآة"، الآن فإن الصورة هي مثل مرآة صمّمت حسب قدرة طبيعتنا الماديّة. بالرغم من أن العقل يجهد نفسه، لكنّه لا يمكن أن يتخلص من الطبيعة الجسديّة.


عار عليك، أيّها الشيطان الشرّير، تنكر علينا رؤية شبه سيّدنا، والقداسة التي تخرج منها. ترغب في منعنا من النظر إلى آلامه المخلّصة، والتعجّب من عطفه ومدح قوته العظمى. أنت تَغِير من التكريم الذي يعطيه الله للقدّيسين. تتمنّى أن لا نرى الصورة المجيدة، ولا أن نتحمّس لتقليد شجاعتهم وإيمانهم. فلن نتبع اقتراحك، أيّها الشيطان الشرّير، يا مبغض جنس البشر. 


اسمعوا يا أيّها الشعوب والأمم والألسنة، أيّها الرجال والنساء، الشيوخ والصغار، الشباب والأطفال، وكل الشعب المسيحي المقدّس. لو بشركم أحد بما هو عكس ما استلمته الكنيسة الجامعة (الأرثوذكسيّة) من الرسل، والآباء، والمجامع وحفظته إلى هذا اليوم، فلا تسمعوا إليه. لا تأخذوا نصيحةً من الحية، كما فعلت حواء، وأخذت الموت. لو بشركم إمبراطور أو ملاك بغير ما تعلّمتموه، فأغلقوا آذانكم. الروح القدس استخدم عبارة "ليكن محرومًا" بدلًا من "فأغلقوا آذانكم"، ولكنّي امتنع عن استخدّام هذه الكلمة راجيًا إصلاحهم.